وكالات كشفت بيانات رسمية اليوم أن الاقتصاد الصيني سجل أسوأ أداء منذ 60 عاما بسبب فيروس كورونا المستجد خلال الربع الأول من العام الجاري. وأظهرت نتائج بيانات رسمية أصدرتها مصلحة الدولة للإحصاء، اليوم الجمعة، أن إجمالي الناتج المحلي الصيني بلغ 20.65 تريليون يوان (حوالي 2.91 تريليون دولار أمريكي) خلال الربع الأول من عام 2020، وسط تأثير كورونا، بانخفاض بنسبة 6.8% على أساس سنوي، في حين كان من المتوقع تراجعه بنسبة 6% فقط، في أسوأ أداء منذ بدء تسجيل تلك البيانات الفصلية عام 1992 على الأقل. وأوضح تحليل للبيانات انخفاض الناتج من قطاع الخدمات، الذي يمثل ما يقرب من 60% من إجمالي الناتج المحلي، بنسبة 5.2%، بينما شهدت كل من الصناعة الأولية والصناعة الثانوية انخفاضا بنسبة 3.2% و9.6% على التوالي. وأشارت البيانات إلى تحسن سوق العمل في الصين بشكل طفيف في مارس، حيث بلغ معدل البطالة في المناطق الحضرية 5.9% بانخفاض 0.3 نقطة مئوية عن الشهر السابق. وكان الاقتصاد الصيني يواجه ضغوطا بالفعل قبل تفشي فيروس كورونا، إذ نما بنسبة 6.1% خلال العام الماضي، وهو المستوى الأدنى في حوالي ثلاثة عقود. واعترف الناطق باسم المكتب الوطني للإحصاءات ماو شينجيونغ أنه سيكون “على الصين مواجهة صعوبات جديدة وتحديات لإعادة تحريك النشاط والإنتاج”. وفرضت بكين في نهاية يناير في إطار سعيها لاحتواء انتشار الفيروس الذي تسبب بوفاة 4632 شخصاً حسب الأرقام الرسمية، إجراءات عزل غير مسبوقة ألحقت ضرراً بالنشاط الاقتصادي. وعلى الرغم من تحسن الظروف الصحية في الأسابيع الأخيرة ما زال مئات الملايين من الصينيين يحدون من تنقلاتهم خوفا من الإصابة بالفيروس. ورأى المحلل جوليان إيفانز بريتشارد من مجموعة “كابيتال إيكونوميكس” أن اقتصاد الصين سيستأنف نموه بين أبريل ويونيو، بعدما “واجه أقسى تباطؤ منذ الثورة الثقافية”. لكن متاعب الدولة الآسيوية العملاقة لن تنتهي، بل ستزداد الصعوبات حسب المحلل نفسه الذي تحدث عن ارتفاع البطالة وطلب داخلي ضعيف ووضع صعب في الخارج، وكلها عوامل ستؤثر على الصادرات.