في الثالث عشر من مايو من كل عام، يحتفل ملايين الكاثوليك حول العالم بذكرى أول ظهور للعذراء مريم في بلدة فاطيما البرتغالية عام 1917، حين ظهرت لثلاثة أطفال رعاة حاملةً رسائل سلام وتحذير للعالم. وتكتسب هذه المناسبة طابعًا خاصًا بعد أن اقترنت بأحداث تاريخية هزت الكنيسة، أبرزها محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في اليوم نفسه عام 1981. محاولة اغتيال في قلب الفاتيكان في 13 مايو 1981، وبينما كان البابا يوحنا بولس الثاني يُحيّي الجماهير في ساحة القديس بطرس، تعرّض لإطلاق نار مفاجئ من قبل الجاني التركي "علي أجا". أصابت الطلقات البابا في بطنه ويده، ونُقل على الفور إلى المستشفى حيث خضع لعملية جراحية استمرت ساعات. تزامن مع ذكرى فاطيما لم يكن التاريخ صدفة، فقد صادف الهجوم ذكرى مرور 64 عامًا على أول ظهور للعذراء في فاطيما. البابا نفسه أشار لاحقًا إلى هذا التزامن باعتباره أكثر من مجرد مصادفة، مؤمنًا أن "اليد التي أطلقت الرصاصة كانت بشرية، لكن يدًا أخرى كانت تقودها"، في إشارة إلى تدخل العناية الإلهية عبر العذراء مريم. إيمان البابا بحماية العذراء صرّح البابا يوحنا بولس الثاني في أكثر من مناسبة بأن العذراء هي من أنقذت حياته. وقال:«هل يمكنني أن أنسى أن الحادث وقع في اليوم واللحظة التي تُحيى فيها ذكرى أول ظهور لأم المسيح في فاطيما؟ لكن في كل ما حدث لي ذلك اليوم، شعرت أن الحماية الأمومية الاستثنائية والحانية كانت أقوى من الرصاصة القاتلة.» عرفان وامتنان لسيدة فاطيما كرّس البابا حياته بعد ذلك للرسالة الفاطيمية، وزار مزار فاطيما في البرتغال ثلاث مرات. في إحدى زياراته، قدّم الرصاصة التي أُطلقت عليه لتُوضع في تاج تمثال العذراء تكريمًا لها. كما كرّس العالم لقلب مريم الطاهر عام 1984، في لحظة تاريخية استجاب فيها الملايين بالصلاة والابتهال.