تحتفل الكنيسة في 13 مايو بعيد السيدة فاطيما متذكرةً الظهور الأوّل لمريم على الأطفال الرعاة الثلاثة في البرتغال في العام 1917. تعلمت الكنيسة دروسًا قيّمة جدًا من ظهورات فاطيما يحتاجها العالم اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى. الدرس الأوّل: لا تزال فاطيما تحثنا على الاكتراث أكثر ما قد نتذكره من ظهورات فاطيما هو أعجوبة الشمس لكن ما حصل في فاطيما في البرتغال لا ينفك يؤكد أهميته في حياة الكنيسة. شكر البابا يوحنا بولس الثاني سيدة فاطيما على إنقاذه من الاغتيال في العام 1981 ونشرت الكنيسة "السر الثالث" في العام 2000 كما وأعلن البابا فرنسيس الرعاة نماذج للكنيسة كلّها في العام 2017. توفيّت القديسة جاسينتا مارتو خلال فترة الحجر الصحي المفروضة بسبب جائحة الإنفلونزا الإسبانيّة في العام 1920- أي 100 سنة بالتحديد قبل أن يحجر كورونا العالم من جديد. الحقيقة هي أن الله خارج الزمان وبالتالي عندما يسمح للملكوت بأن يدخل عالمنا، يبقى ذلك سائرًا للأبد. الدرس الثاني: الوفاء أهم من الازدهار زارت السيدة أطفالًا رعاة يعيشون في أسوأ الظروف الممكنة. كان القديسون فرنسيسكو وجاسينتا مارتو ولوسيا دو سانتوس يعيشون دون صرف صحي ودون رعاية طبيّة وفي حال من الهشاشة الاقتصادية في جوّ غير مستقر سياسيًا. لكن، عندما زارتهم العذراء، لم تقدم لهم أيًا من ذلك بل طلبت منهم صلاة الورديّة كلّ يوم و"تحمل المعاناة التي يُرسلها اللّه لكم – تكفيرًا عن الخطايا التي أهانته ولاهتداء الخطأة. خلال جائحة 2020، يقلق عدد كبير منا بشأن صحته والوضع الاقتصادي. ولا بأس في ذلك فما يحصل يدعو للقلق! لكن سيدة فاطيما تذكرنا أنه علينا أن نقلق أكثر بشأن وفائنا للّه. الدرس الثالث: الحرب صورة (ونتيجة) الخطيئة في يوم رهيب من شهريوليو، تعلّم الأطفال الرعاة درسًا صعبًا عن حقائق الحياة: أرتهم العذراء جهنم وحذرت من حرب في حال لم يتب الخطأة. الحقيقة هي أن الإنسان خُلق على صورة اللّه ومثاله وعندما لا نحترم بعضنا بعضًا (وأنفسنا) لا نحترم اللّه. وفي حين أن الخطيئة تجلب المزيد من الخطيئة وتوّلد كارثة، سرعان ما تتسبب بصراع رهيب. وقد تتجلى صورة هذا الصراع في العنف المنزلي أو الكراهيّة العرقيّة مثلًا. الدرس الرابع: يطوق اللّه إلينا يسهل عدم فهم رسالة فاطيما. سمع الأطفال إلى أي مدى اللّه مُهان ويريد منا "التوبة! التوبة! التوبة!" لكن فلنفكر في السبب. عندما ترى أم أولادها يسيئون احترام أباهم ويدمرون ما أعطاهم، فمن المؤكد أنها ستقول الكلمات نفسها التي قالتها العذراء عام 1917. فأفعالهم ليست فقط من باب عدم الطاعة بل تُعتبر رفضًا للحب أيضًا. يطوق اللّه إلى محبتنا ولذلك تحثنا والدته على العودة اليه. الدرس الخامس: صلاة العائلة قادرة على إعادة رسم العالم يُغيّر الأطفال العالم من خلال تعزيّة اللّه عن طريق الصلاة والعمل على اهتداء الخطأة من خلال الإماتات وتكريس ذواتهم ليسوع من خلال مريم في الورديّة. وفي الواقع، أعاد أطفال فاطيما رسم العالم بهذه الطريقة فالصلاة التي أضافوها على الورديّة أوقفت انتشار الشيوعيّة ودفع مثالهم أجيالًا من الكاثوليك إلى بذل ذواتهم ونشر ثورة بتكريس الذات للعذراء في كلّ العالم. يُذكرنا عيد سيدة فاطيما انه من الواجب استكمال هذه المسيرة.