في الحلقة السابقة استعرض ابراهيم هلال مؤسس جامعة "الأمة القبطية" خط سير التنظيم، بداية من النشأة وحتى وصول عدد الأعضاء إلى 92 ألف قبطي خلال عام واحد. في هذا الجزء من الشهادة يفتح هلال دفاتره ويقرأ وقائع اختطاف بابا الاسكندرية لأول مرة في التاريخ القبطي كله ومن داخل "البطرخانة"، وهي الواقعة التي دفع إبراهيم ثمنها سجنا لمدة خمس سنوات، رغم أنه – حسب شهادته- تحمل عبء التهمة وحده كي يحمي المطارنة واعضاء المجمع المقدس الذين خططوا في الأصل لعزل البابا. وهي الحادثة التي جعلت من "الأمة القبطية" كيان غير شرعي بحكم القانون. وقائع اختطاف البابا شباب الجماعة نفذوا العملية بالاتفاق مع المجمع المقدس بسبب سطوة "خادم البابا" تحملت مسئولية الخطف لأحمي المطارنة رغم أني عرفت بالمخطط قبل 24 ساعة فقط قابلت الرئيس نجيب لمدة 3 ساعات لشرح مشاكل الكنيسة فعرض علي الوزارة مذكرة الدستور هي السبب الرئيس لإعتقالي وليس إنهاء عمل البطريرك شباب الجماعة أخبروا البابا بقرار المجمع بعزله فوافق بهدوء ووقع التنازل "الداخلية" اغتالت مطران القدس بقنبلة .. واللواء الباجوري وقف على المحطة ليرى التنفيذ نصف مليون قبطي تظاهروا لمطالبة الدولة بعدم التدخل في الشأن الكنسي المجمع المقدس وقف معي "وقفة رجالة" وتحدى الحكومة في قضية "المحاكم الملية" في المعتقل شاهدت الضباط "يطحنون" الإخوان ويقتلونهم بالرصاص في حلقة أمس استعرض الكاتب محاولاته لإثبات "الهوية القبطية" في دستور دعا إلى وضعه الرئيس محمد نجيب عقب قيام الثورة، وكيف كتب مسودة الدستور وألغى فيها مادة تقر بأن "الإسلام الدين الرسمي للدولة"، واستبدلها بمادة تؤكد على الفصل بين الدين والدولة. في الحلقة الثالثة يبدأ إبراهيم هلال من حيث انتهى، ويحكي في البداية تفاصيل مذكرة أو مسودة الدستور " وصلت المذكرة الي كل المسؤولين وبالتالي وصلت للرئيس نجيب وقابلت الرئيس ولتلك المقابلة قصة: كانت الكنيسة في ذلك الوقت تعاني كثيراً من كثرة المشاكل وسيطرة خادم البابا "ملك " علي الامور فكان المتحكم في كل شيء وهو ما أضر الكنيسة بشكل كبير وكان هناك حالة من الغليان بين الاقباط بسبب تلك التصرفات وكذلك في المجمع المقدس يرفض تلك المارسات وكان يفكر في اتخاذ اجراء صارم وجاء الرئيس نجيب وطلب من الوزيروليم سليمان حنا عقد جلسة معه لمعرفة أحوال ومشاكل الاقباط فسكت الوزير ولم يرد فسأله الرئيس عن سبب عدم الرد فقال أنه لا يدري ماهي المشاكل فطلب منه الرئيس أن يبحث في الامر أو يأتي بمن لديه المعرفة وعلي الفور تحدث الوزير مع الدكتور وديع فرج استاذ القانون المعروف فدله عليّ أريد أن أقول أنني لاحظت أن ظل الرئيس الذي لايفارقه أبداً كان جمال عبد الناصر جلس معنا ولم ينطق بكلمة كل الذي كان يفعله أن يرصد التفاصيل " كل كبيرة وصغيرة " استقبلني الرئيس كوالد شعرت نحوه بطمأنينة وعرفت لحظتها أن هذا الرجل يريد ان يصلح ويصلح فقط ثم يغادر الحكم . طلب مني الحديث بكل صراحة عن مشاكل الاقباط فتحدثت اليه 3 ساعات كاملة وهو يسمعني جيدا – كان عمري وقتها 18 عاماً . تحدثت عن اضطهاد الاقباط وخصوصاً في تعيينات النيابة وطلبت منه السعي في اتجاه اقامة الدولة المدنية معللا بأن الدين يقوي أكثر حينما يبتعد عن السياسة ثم قدمت له مذكرة الدستور وكان رده عليها : أنت كتبت حاجة كويسة . ثم فاجأني قائلاً : سنعمل علي أن تكون معي في الوزارة . فابتسمت وابتسم الوزير فتسائل الرئيس عن السبب فأخبره الوزير بعمري—18 عاماً- -- حيث انه يشترط أن يكون السن لايقل عن 30 عاما للوزارة فابتسم الرئيس ايضا وقولت أنا علي الفور : أنا وزير نفسي وعلي كل مواطن ان يكون كذلك . فمدح الرئيس كلامي والتقطت لنا صورة جماعية وغادرت المكتب لم يقل عبد الناصر كلمة واحدة وفي نهاية الجلسة رأيت في عينه شيء غريب وقلت في سري " ربنا يستر " وكان شعوري في محله وجاء يوم 24 ابريل ليعلن عبد الناصر حل الجماعة وتحديد اقامتي في المنزل صدر قرار من وزير الداخلية بناء علي تعليمات من عبد الناصر , وكنا نعرف بالقرار قبل صدوره فالجماعة كان لديها " ناس " في كل مكان حتي في مكتب وزير الداخلية لم تتحرك الكنيسة بعد حل الجماعة، والتزمت بيتي، إلا أن قرار الاعتقال جاء ليأخذني معه، دون تهمة إلا أنني كنت أعرف أن مذكرة الدستور هي السبب، وفي سجن القلعة سجنت مع الاخوان 30 يوما، وكان المعتقل – المخصص سابقا للظباط الانجليز- فخما حتى تمنيت أن يطول الاعتقال. قصة اختطاف البابا طوال الفترة التي سبقت تأسيس الجماعة وحتى بعد التأسيس كانت الكنيسة تغلي من أفعال " ملك " خادم البابا يوساب والتي وصلت لمراحل صعبة حيث كان ملك يتحكم في كل شيء في الكنيسة وقيل أنه من كان يتخذ القرارات البابوية نفسها وبصراحة كان " عامل بهدلة ومسخرة زايدة " وبالتالي فكر المطارنة – الذين أحسوا بالتهميش – في انهاء تلك الأزمة ولأن القصة ليست سهلة ولأنها تتعلق بالبطريرك الذي يمثل رئيس الكنيسة كان لابد من البحث عن حل وتوصل المطارنة الي قرار بعزل البابا – تنحيته – عن ادارة الكنيسة للتخلص من ملك وجد عدد من المطارنة في الجماعة قوة كبيرة جداً يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ المهمة لانهم لن يستطيعوا تنفيذها بمفردهم واستطاع عدد منهم وعلي رأسهم الانبا غبريال سكرتير المجمع المقدس والانبا ياكوبوس مطران القدس أن يتوصلوا الي أعضاء في الجماعة وقيادات فيها وتم التفاهم معهم – أعضاء الجماعة – لتنفيذ المهمة بعد جلسات كثيرة وتم الاتفاق علي ألية التنفيذ وكل التفاصيل أنا لم يكن لدي مشكللة علي الاطلاق مع البطرك ولم أفكر في تنحيته حتي اللقاء الذي جمعني به بعد حل الجماعة سألته اذا كان له ييد في قرار حل الجماعة وأكد لي بأنه لم يتدخل علي الاطلاق تم الاتفاق علي أن يكون هناك ثلاثة مطارنة داخل البطرخانة – مقر البابا في شارع كلوت بك – قبل التنفيذ لتسهيل عمل الجماعة عرفت بالمهمة قبل تنفيذها ب 24 ساعة, تم ابلاغي بأن المجمع المقدس سيتخذ اجراء مع البطريرك ولكني لم أعرف التفاصيل ولكنني وافققت لان الامور كانت سيئة جدا أثناء الاحتفال بثورة يوليو تحرك اعضاء الجماعة للبطرخانة وكان ينتظرهم في الداخل 3 من المطارنة ودخلوا الي غرفة البطرك وقالوا له : المجمع المقدس رأي أنك لابد وأن تبتعد عن البطرخانة وتستريح . فرد عليهم البطرك بالموافقة علي الفور دون اعتراض . وقدم له المطارنة ورقة فمضي عليها وهي ورقة تفيد بتنازله عن رئاسة الكنيسة, في ذلك الوقت المجمع كله كان ينتظر في المبني المقابل للبطرخانة حيث مقره يراقب من بعيد وكان طبيعيا علي علم بكل التفاصيل ارتدي البابا ملابسه في هدوء واستقل سيارته البابوية الخاصة دون أن يتم رفع العلم عليها – كان هناك علما يوضع علي سيارة البطريرك للتعريف به في الطريق -- وأخذته لسيارة الي دير البنات بمصر القديمة ومرت الليلة الاولي وفي صباح اليوم الثاني كانت الحكومة علي علم بكل ما جري فارسلت الوزير جندي عبد الملك لانهاء الامر وعندما فشل لان الشعب والمطارنة كانوا متفقين علي تنحية البطريرك ابلغ الحكومة بفشله التي بدأت تتدخل وحاصرت قوات الامن البطرخانة باعداد غفيرة جدا عندما علمت بالتفاصيل في الليلة الاولي وعلمت ان اعضاء بالجماعة هم من نفذوا العملية بترتيب مع المطارنة ذهبت في اليوم الثاني لانني كنت أخشي أن يتم القبض علي المطارنة وعندما وصلت الشرطة كنت في استقبالها وبعد حصار البطرخانة دخلوا اليها وتم القبض علي الجميع فتصدرت أنا المشهد وأعلنت أنني المسؤول الاول والاخير عن العملية خوفا علي المطارنة كان يقف خارج البطررخانة اكثر من نصف مليون قبطي يهتفون وييطالبون الحكومة بعدم التدخل ويؤيدون تنحية البطريرك فور علمهم بالامر ونشر الخبر من شخص الي اخر وكانت الجماهير تتوافد علي مقر البطرخانة جماعات جماعات ولكي نتحدث بصراحة كانت الحكومة تريد الجماعة وأنا علي رأسها بأي طريقة بسبب مذكرة الدستور ووجدت في عملية تنحية البابا سبباً لاعتقالنا فالحكومة لا يهمها كثيرا تنحيية البطريرك وما أُشيع عن حمل الجماعة للسلاح ليس له أساس فنحن لا نعرف شكل السلاح .. ولماذا سنستخدم السلاح لم نر ملك بعد دخول البطرخانة ولا نعرف اين ذهب ولم يظهر بعد تنحية البابا وفي ظني أنه هرب لأان المطارنة لو كانوا عثروا عليه كانوا " طحنوه " تم توجيه تهمة العمل علي قلب نظام الحكم وحتي المذكرة الصادرة عن وزارة الداخلية والتي وقع عليها عبد الناصرأكدت ان سبب الاعتقال والمحاكمة هي مذكرة الدستور وطبعاً هذا الكلام يؤكد أن عبد الناصر كان " طاغية " أعادت الدولة البطريرك في اليوم الرابع للمقر البابوي في البطرخانة لأانها لا تريد أن يفعل أحد شيء علي غير ارادتها الا أن المجمع المقدس أعلن أن البابا قد تم تنحيته وأن يده مرفوعة من رئاسة الكنيسة منذ اليوم الذي وقع فيه علي ورقة التنحية – منذاليوم الاول لتنحيته – ووقف المجمع في وجه الدولة وقفة تاريخية لن تتكرر وبالفعل أدارت الكنيسة أمورها بعيدا عن البابا حتي أنه سافر بعد ذلك لاسيوط وجلس في الدير ولم يعد تمت محاكمتنا وحكم عليّ بالحبس 5 سنوات ومن معي بسنة وكانت المحكمة محكمة عسكرية المجمع المقدس وقف معي وقفة تاريخية بطولية وأصدر بيان تنديد قال فيه : لماذا يتم محاكمة رجل كل ما فعله أن قدم اقتراحا للدستور بطلب من الرئيس نجيب وهذا البيان كان له أكبر الأثر في نفسي و لولا موقف المجمع المقدس كان الحكم سيختلف كان سيكون أكثر من 5 سنوات " لانهم كانوا ناويين علي حاجة أكبر " حادثة اغتيال مطران القدس حينما كانت تخطط الدولة لاصدار قانون الاحوال الشخصية الذي ألغي المجالس الملية والمحاكم الشرعية وكان المجمع المقدس يرفض القانون كما رفضه المسلمون وحاولت الدولة مساومة المجمع والاقباط أن تنحي البابا بحسب رغبتهم مقابل الصمت عن تمرير القانون الا أن المجمع رفض المساومة تماما وقال أن المجمع فقط هوالذي يملك حق تنصيبه وحق تنحيته ولا دخل للدولة بهذا الامر ولاعلان رفضهم للمساومة بشكل واضح تحرك علي جهتين الاولي نظم المجمع مظاهرةكبيرة جدا شارك فيها المطران الياس زغبي مطران الكاثوليك وتحركت المظاهرة من أمام البطرخانة في شارع كلوت بك الي مجلس الوزراء والثانية أن قرر المجمع اعادة البابا يوساب الثاني الي سدة الكرسي البابوي مرة اخري هذة التصرفات استفزت الدولة التي لم تتوقف أبدا عن مشروعها وستصدر القانون رغما عن الجميع ولكنها قررت معاقبة من يتحداها عندما اجتمع المجمع المقدس واتخذ قرارا باعادة البابا الذي كان يعيش في دير المحرق في اسيوط فقرر المجمع ارسال سكرتيره الانبا توماس مطران الغربية ومعه الانبا ياكوبوس مطران القدس لاعادة البابا وبالفعل استقل المطرانان القطار المتجه الي اسيوط وهما يحملان مايفيد اعادة البابا وكان يصاحبهما أخوالانبا ياكوبوس . هذا التصرف لم يرق للدولة التي قررت العقاب فرتبت لاغتيال المطرانان في بني سويف فقد أعدت الدولة قنبلة تنفجر في العربة التي استقلوها بمفردهم – الثلاثة – في بني سويف وبالفعل كان اللواء الباجوري وكيل وزارة الداخلية يقف عند المحطة في بني سويف يشاهد الانفجار بنفسه الذي حول المطرانين ومن معهم الي " فتافيت " وكذلك الحقيبة التي كانوا يحملونها وتحوي الاوراق الخاصة باعادة البابا والغاء القرار السابق بعزله ولم يفكر المجمع المقدس في تكرار الأمر وارسال وفد أخر لاحضار البابا لان الرسالة كانت واضحة ومعناها أن من يفكر في السفر واعادة البابا ضد رغبة الدولة سيموت وبالفعل لم يسافر أحد مرة أخري وظل البابا في أسيوط الي أن توفي هناك وأتوا بجسده من أسيوط للصلاة عليه ف البطرخانة وجاء البابا كيرلس .. هل تعتقد أن مجموعة مدارس الاحد اصبح لها وجود ؟ المجموعة فرضت علي البابا كيرلس ليضعها في السكارتارية ونصبهم اساقفة – يقصد اسقف التعليم الانبا شنودة واسقفف الخدمات الانبا صمؤيل الذي توفي مع السادات في حادث المنصة – فالدولة عسكرية تخطط لكل شيء لا ترضي بأن يأتي بطرك أو شيخ أزهر بدون رغبتها السجن والاخوان وأنا في السجن كنت نقيب الاخوان المسلمين السياسيين – في سجن لمان طرة -- وقُتل 52 من قياداتهم . كان الامن يدخل بالسلاح ويضرب بشكل وحشي وفي مرة من مرات القتل كان من الممكن أن أقُتل معهم الا ان عسكري الامن كان يقف أمام زنزانتيي فقال للظابط لا يوجد أحد هنا فذهب للزنزانة التالية وقتل من فيها بعد خروجي من السجن وكنت اعمل هنا في كتبي هاتفني شخص اسمه عبد العال سلومة – لازلت اتذكر اسمه – بكباشي – وطلب مقابلتي في اقرب فرصة فددعةته لمكتبي وجاء بالفعل وعلي وجهه علامات المرض -- هو واحد من الذين عذبوا الاخوان أشد العذابات -- استقبلته واستمعت اليه وهو يقول : انا تعان جدا والدولة صرفت لي مبلغ للعلاج بالخارج وأتمني أن تساعدني وتوصي عليا طبيب صديقك خارجمصر . وبالفعل هاتفت احد الاطباء بالخارج وتحدد الميعاد وسافر وحينما عُرض علي الطيب اخبره انه لا أمل وطلب منه العودة سريعا لمصر ليموت فيها ولكنه كان قد تاخر وجاء جثة محموله في طائرة وبعدها بشهر أعرف خبرأخر زميل لعبد العال وهو نُسب اليه انه كان يقتل الاخوان بالرصاص ونقل لسجن اسيوط وهذا الرجل ليس به مرض بل – كان ممكن يخبط حيطة يهدها – قُتل بالرصاص ايضا علي يد احد المساجين بعد أن أوسعه ضرباُ