بين مبالغة وترحيب شعبي كبير، وهدوء وتحفظ عسكرى، تأتى زيارة الوفد الروسى رفيع المستوى والأهم من نوعه لمصر منذ أربعين عامًا، فى أجواء سياسية واقتصادية غير مسبوقة. وبين أنباء عن صفقة أسلحة روسية لمصر تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار.. وبين أسئلة عن كيفية السداد فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وهل تصب تلك الصفقة فى مصلحة التخلص من الضغوط الأمريكية، رفض اللواء محمود خلف قائد الحرس الجمهورى الأسبق والخبير العسكرى، المبالغة فى تقدير الاتجاه العسكرى المصرى إلى موسكو، وأكد خلف أننا لسنا "متلهفين" على السلاح الروسى، قائلا: "جيش مصر هو الأكبر والأقوى بين دول الشرق الأوسط، وبالتالى لا يجوز أن نتحدث عن اعتماد أحادى على التسليح الشرقى أو الغربي". وأوضح خلف أن السلاح الروسى ليس بديلاً عن تعليق جزء من المساعدات العسكرية الأمريكية، فنحن نعتمد الآن أكثر من أى وقت مضى على سياسة "التنويع" فى مصادر التسليح، وهى السياسة التى فوجئت بها إسرائيل فى حربنا معها فى أكتوبر 1973، فنحن لا نعتمد على أى مصادر تسليح خارجية بشكل كامل وكانت دائما لدينا خطط عدم الوقوع فى "فخ" تحكم الولاياتالمتحدة فى سلاحنا، وذلك ليس وليد اليوم، بل منذ توقيع الملحق الأمنى لمعاهدة السلام. وكشف خلف أن العسكرية المصرية تعتمد مبدأ ثابتا أنها "درع الوطن وسيفه"، وبالتالى لا تترك أدواتها بالكامل لأية جهة، رافضا الإفصاح عن خطط تطوير السلاح الغربى والشرقى فى مصانعنا الحربية والتى تتم باستمرار. وأشار إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى حريص خلال تطويره منظومة التسليح للجيش المصرى على إقامة توازن فى العلاقات العسكرية مع دول العالم، ورفض خلف ما يتردد من أننا نستبدل السلاح الأمريكى بالسلاح الروسى قائلا: نحن جيش عالمى وأكثر الجيوش التى خاضت حروبا خلال القرن الماضى، ولنا تقدير فى المؤسسات العسكرية العالمية وجميع الشركات الدولية تتمنى إتمام صفقات عسكرية معنا. من جهته، كشف اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى أن حركة الإدارة الروسية لأية دولة تأتى بتسلسل منطقى، حيث تأتى فى البداية شخصية معلوماتية وهو ماحدث بزيارة رئيس المخابرات الروسية منذ أسبوعين، ودورها يكون التجهيز للصفقات العسكرية، ثم يأتى وزير الخارجية المنوط به الخطوط الرئيسية لأى اتفاقات، أما أن يأتى وزير الدفاع الروسى فمعناه أن الاتفاق قد اكتملت أركانه وأنه سيتم توقيع اتفاقات عسكرية بالفعل. وأشار خلف إلى أننا أمام علاقات كاملة مع روسيا، مشيرًا إلى قدرة الجيش المصرى على تنويع التسليح متفقا مع اللواء خلف، وأكد أن الجيش المصرى سبق أن حول الثقل العسكرى ثلاث مرات من قبل، الأولى بداية من السلاح البريطانى الفرنسى، ثم السلاح الشرقى من الاتحاد السوفيتى خلال فترة الستينيات والسبعينيات حتى حرب أكتوبر، ثم السلاح الأمريكى منذ توقيع اتفاقية السلام. ولفت خلف إلى أن المقاتل المصرى بارع وقادر على استيعاب أصعب التكنولوجيات والإمكانات ليفوق منتجيها وأكبر دليل هو التدريبات المشتركة مع الجيوش الغربية فى ألبرايت ستار التى تكشف تفوق المقاتل المصرى عن أقرانه من الدول الكبرى. وشدد خلف على أن مصر منفتحة على الجميع واتفاق صفقات جديدة مع روسيا لا يلغى العلاقات مع الولاياتالمتحدة، على العكس فمصر كتلة حيوية تستطيع أن تحتضن مصالح حيوية. وكشف خلف أن روسيا مقبلة علينا بنفس القدر الذى نقبل عليها، وقدمت تسهيلات لاستمرار العلاقات المصرية الروسية وأعلن أن روسيا قبلت تقسيط المبالغ المالية المستحقة وتأجيل الدفع حرصا منها على دفع العلاقات، وأنهى بخيت حديثه بأن مصر تضيف إلى علاقتها الاستراتيجية ولا تستبدل أحد القوى العظمى بأخرى. ويؤكد مصدر مطلع أن روسيا من البلاد المتحفظة للغاية فى قطعها العسكرية، وتتميز قطعها بدقة الصنع والتعقيد والتميز فى الإنتاج وارتفاع الأسعار ونادرًا ما تقبل الشراكة فى التصنيع خوفا من نقل التكنولوجية الروسية لأى من البلاد عكس دول تعد أكثر انفتاحا مثل الصين والتى نشترك معها فى تصنيع عدد كبير من القطع العسكرية ونطور فيها. - تابعنا على لمعرفة أحدث أخبار القاهرة . وفقا ل"بوابة الأهرام"