أكد خبراء عسكريون أن الجيش المصري قادر في أي وقت على التحول لأنظمة التسليح الأمريكيةوالغربية دون أن يؤثر ذلك على الكفاءة والقدرة القتالية لدخولنا في أي مواجهة عسكرية. وأشار الخبراء إلى أن مصر نجحت بعد ثورة 1953 في التحول إلى أنظمة التسليح الشرقية واستيعابها خلال فترة زمنية قصيرة وخاضت بها معركة التحرير ضد العدو الصهيوني وكبدته خسائر كبيرة رغم امتلاكه أحدث أسلحة في ترسانة الجيش الأمريكي. واجمع الخبراء على أن مصر ترفض أي ابتزاز أمريكي للتأثير على قراراتها، موضحين أن الولاياتالمتحدة هى الخاسر الأكبر إذا ما أقدمت على منع تصدير الأسلحة إلى مصر، حيث ستفقد أهم حليف استراتيجي لها في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. وأشاد الخبراء بالدور السعودي والخليجي في إعلان استعدادهم لتمويل أي صفقات تسليح يحتاجها الجيش المصري. في البداية يقول رئيس أركان قوات الدفاع الجوى الأسبق اللواء محمد سعد إبراهيم، أن وقف الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي إمداد مصر بالأسلحة المختلفة لن يؤثر بشكل كبير على الكفاءة القتالية للجيش المصري، موضحا أن مصر بعد ثورة 1952 غيرت أنظمة تسليحها أكثر من مرة وتحولت من التسليح الغربي إلى التسليح الشرقي، وبدا ذلك بقيام الرئيس جمال عبد الناصر بعمل صفقة الأسلحة التشيكية عام 1955 وبعدها بثلاث سنوات تحولنا بشكل كامل إلى نظام التسليح السوفيتي واستطاع الضباط والجنود المصريين في استيعاب هذه الأسلحة واستخدامها بمهارة في وقت قياسي، ونجحنا في حرب أكتوبر في الانتصار على إسرائيل وترسانة الأسلحة الأمريكية التي كانت تمد بها العدو الصهيوني. وأضاف أنه بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عملت الولاياتالمتحدة على إمداد مصر باحتياجاتها من الأسلحة والمعدات الحربية كجزء من الاتفاقية التي تضمن سلامة وأمن "طفلتها المدللة" إسرائيل. وانتقل بذلك الجيش المصري مرة أخرى غالى نظام التسليح الغربي لكن في نفس الوقت لم يتخل عن التسليح الشرقي، حيث عمل خلال السنوات التالية لحرب أكتوبر على تطوير تلك الأسلحة وصيانتها بشكل جعلها تستمر في كفاءة عملها حتى وقتنا هذا بل وأضاف إليها مميزات أخرى خلال مراحل التطوير التي يجريها. ولفت إلى أن مصر تمتلك مخزون استراتيجي من قطع غيار الأسلحة الأمريكيةوالغربية التي نمتلكها وتكفل لنا فرصة للانتقال إلى أنظمة تسليح أخرى. وأشار رئيس أركان قوات الدفاع الجوى الأسبق إلى أن الجيش المصري قادر على استيعاب أي أنظمة تسليح جديدة في أوقات زمنية قصيرة، مشيدا بدور السعودية ودول الخليج العربي في إعلان دعمها الكامل لمصر واستعدادها لتمويل صفقات تسليح روسية إلى الجيش المصري. ومن جانبه يرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء منير حامد، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تمارس نفس الأخطاء التي ارتكبتها في خمسينيات القرن الماضي عندما رفضت تمويل بناء السد العالي وكانت النتيجة هى إنهاء النفوذ الأمريكي والغربي في المنطقة، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة لن تستطيع تنفيذ تهديداتها بوقف إمداد مصر بالتسليح لأنها هى المستفيد الأكبر من استمرار حصولنا على تلك الأسلحة، وهى تدرك أن هناك دول عظمى مثل روسيا والصين سيهرولان لتلبية مطالب مصر، فضلا عن أن أسواق السلاح في العالم توفر كل ما نحتاجه في ظل وجود دعم عربي خليجي لنا. وحول تأخر مصر في إنتاج ما تحتاجه من أسلحة رغم أن لدينا هيئات وطنية ومصانع حربية كان الهدف من تأسيسها هو تحقيق اكتفاء الجيش المصري من الأسلحة والمعدات وفتح أسواق عربية، قال اللواء منير حامد، إن منظومة تصنيع الأسلحة المصرية تحتاج إلى دعم كبير من قبل الدول العربية التي لابد أن تكون سوقا طبيعة لما ننتجه من أسلحة ومعدات ثقيلة لأنه كما هو معروف أن صناعة السلاح والطائرات والدبابات تحتاج إلى أموال طائلة للإنتاج والتطوير المستمر وكانت ذلك هدف لمصر في فترة من الفترات، لكن أمريكا والدول الغربية وقفت حائلا دون تحقيق ذلك حتى نستمر في الاعتماد عليها ونخضع لقراراتها. وطالب منير بضرورة تفعيل دور الهيئة العربية للتصنيع ومصانع الإنتاج الحربي حتى نستطيع الاعتماد على أنفسنا ولا ننتظر المعونة من أحد وذلك لن يتم إلا بدعم عربي كامل وهم مدركون أهمية أن يكون لدينا سلاح عربي يقف بالمرصاد أمام أي تعنت أمريكي. من جانبه أشار قائد سلاح المدفعية الأسبق اللواء محمد فريد حجاج، إلى أن مصر أمام طريقين إما أن ندخل العصر الحديث وأما أن نعود لعصور الاضمحلال وذلك لن يتحقق سوى بوقوف الشعب المصري كله خلف قواته المسلحة أمام هجمة تتار يتزعمها أمريكا وإنجلترا وفرنسا وأعوانهم تركيا وقطر اللذان سقطا قناعهما في المنطقة، مضيفاً أن الشعب المصري في 30 يونيو و26 يوليو أسقط مخطط الغرب في تقسيم الشرق الأوسط ودراسات مركز بيجن لحل أزمة الدولتين "إسرائيل وفلسطين" . وأوضح حجاج أنه لا توجد مشكلة في تسليح الجيش المصري بسبب وجود المعسكر الشرقي الصين وروسيا بالإضافة إلى وجود عقول مصرية متميزة بإمكانها أن تتولى عمليات تصنيع لعدد كبير من الأسلحة. وقال إنه يجب على أمريكا أن تعي درس السد العالي وتأميم قناة السويس وعليها ألا تخسر مصالحها في الشرق الأوسط ومفتاحه مصر وروسيا تنتظر "بإشارة" القرار المصري بالتوجه والعودة للتسليح الروسي . وحول تأثر مصر بقطع المعونة العسكرية تماماً قال حجاج أن أمريكا هي المستفيد الأكبر من تقديم المعونة لنا حيث إذا أقدمت على قطعها فإن مصر ستتوجه إلى روسيا والصين وبالتالي المنطقة كلها ستعتمد مرة أخرى على المعسكر الشرقي، موضحاً أن القوات المسلحة لن تتأثر بقطع تلك المعونة لأننا نتنوع في تسليحنا الذي يمزج بين المعسكرين الشرقي والغربي. وأضاف أننا نقوم بصناعة احتياجات القوات المسلحة والشرطة من الذخيرة كاملة. وقال اللواء محمد علي الغباري مدير كلية الدفاع الوطني سابقا والخبير الأمني والاستراتيجي قائد فرقة مدرعات أسبق، أنه يجب على المصريين ألا ينزعجوا من "المنع" لأن قرار تنويع مصادر السلاح تم اتخاذه من السبعينيات من القرن الماضي بعد حرب أكتوبر عندما أراد السادات أن يعاقب الاتحاد السوفيتي السابق ولدينا علاقات متميزة وتعاون مع الصين وأوكرانيا وروسيا في مجالات التسليح وصناعة المعدات العسكرية بالإضافة بالطبع للجانب الأمريكي الذي يعد أكبر مورِّد للسلاح لنا، ولكن في الوقت نفسه لن نضيع أو نتوقف إذا ما منع عنا الأمريكان المعونة العسكرية أو ألمانيا أو فرنسا على سبيل المثال. وأكد الغباري على أن قرار قطع أو تعليق اتفاقيات السلاح يكون بقرار دولي من مجلس الأمن بحظر تصدير السلاح لدولة ما وفي إطار القوانين والمواثيق الدولية، وهذا ما يتنافى مع ما يحدث الآن. وأرجح الغباري التلويح بقطع إرسال المعدات العسكرية بأنه كلام للضغط فقط لإعادة النظام الإخواني حليف الغرب، ولكن وزير الدفاع أعلنها ومن خلفه الشعب المصري كله أننا نحارب الإرهاب الموجود بالشارع ولن نتركه ولذلك ظهرت تلك التلميحات بتعليق الاتفاقيات والصفقات العسكرية بين مصر والغرب. وأضاف الغباري أن التهديد بالقطع لم يتجاوز كونه مجرد التفكير بالتهديد باستخدام وسائل عديدة منها تعليق الاتفاقيات العسكرية، مؤكداً أن التصريحات التي أصدرتها بريطانيا كانت محدده وهى تعليق التعاون الأمني مع مصر وهنا أوضح أن التعاون الأمني يعني تسليح الشرطة من قنابل غاز ودروع وهو مخالف للتعاون العسكري الذي يعني معدات وآليات عسكرية وطائرات وأسلحة، بينما قال اللواء طلعت مسلم قائد اللواء 18 ميكانيكي أن الغرب سيعاني أكثر من تعليق تلك الاتفاقيات العسكرية مع مصر لأن الغرب لديه مصالح مشتركة مع مصر ومصر الآن تقف على موقف قوة ولن تتأثر بتلك المهاترات. وأضاف أنه يمكننا الحصول على السلاح الذي ينقصنا من الدول الصديقة كروسيا، وأعتقد أننا سنعقد قريباً صفقات مع الجانب الروسي والصيني في المجال التصنيع واستيراد الأسلحة. وشدد مسلم على أن مصر لن تقبل الخضوع أو الخنوع لتصريحات الغرب لأنه سيزيد الأمر سوءاً وسوف نتخذ إجراءات مضادة في القريب العاجل .