رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم السبت أن عدم اهتمام الولاياتالمتحدة بالعلاقات مع ليبيا خلال الفترة الأخيرة أدى إلى انزلاق هذا البلد نحو الفوضى، وصارت ليبيا مكانا مسمما عقب هجمات بنغازي لدرجة أحجمت معها واشنطن عن تقديم المساعدة لهذه الدولة الإفريقية. وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - أن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان تقدم بطلب واضح ومباشر إلى واشنطن، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، أعرب فيه عن حاجة بلاده لمساعدة الولاياتالمتحدة، خاصة في تدريب قوات حكومية من أجل حماية مسئولي الحكومة الليبية المنتخبة ديمقراطيا وتأمين الخدمات الأساسية المقدمة للمواطن .. مؤكدا أنه بدون ذلك، سيحرم المسئولون من السير بأمان ومباشرة أعمالهم في عموم البلاد. وقالت "إن مسألة تقديم المساعدة إلى ليبيا لا تحتاج إلى عناء في التفكير؛ فالولاياتالمتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنفقوا مليارات الدولارات من أجل الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في عام 2011 لتنفتح أمامهم بذلك طاقة استثمارات كبيرة في تأسيس دولة آمنة بيد أن ما وقع يفيد عكس ذلك تماما مع تحول ليبيا إلى دولة ميليشيات ينعدم فيها القانون على نحو جعل حكومة زيدان غير قادرة على توفير المناخ الآمن لعقد الاجتماعات". وأضافت "أنه كان ينبغي على الولاياتالمتحدة البدء في تدريب قوات أمنية ليبية بشكل فوري عقب إسقاط نظام القذافي، حيث أن كل يوم تأخير يمثل خطأ كبيرا". ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد تبنت، من حيث المبدأ، خطة لتدريب قوات ليبية تتراوح أعدادها بين 6 آلاف إلى 8 آلاف خارج البلاد، غير أن ضبابية وتعقيد الموقف في طرابلس اضطر الليبيين إلى عدم تقديم طلب رسمي حتى الآن لتفعيل هذه الخطة، ليخرج المسئولون الأمريكيون ويعلنون أنها لن تبدأ قبل موسم الربيع القادم، في أقرب تقدير. بدوره، ذكر مسئول أمريكي رفيع المستوى رفض كشف اسمه (حسبما نقلت الصحيفة) أن أوباما أكد خلال اجتماع لمجلس الوزراء بالشهر الجاري أن بلاده "لم تقدم ما يكفي حيال ليبيا" في الوقت الذي تنتشر فيه الفوضى بشكل كبير، وأعرب عن رغبته في "تسريع" وتيرة تقديم المساعدات إلى طرابلس...واعتبر هذا المسئول أن تصريحات أوباما في هذا الشأن" جيدة" ولكنه تساءل عما إذا كان الكونجرس سيوافق على أن يترك أوباما يفعل اللازم". وتناولت الصحيفة الأمريكي عمق ومدى سوء انتشار مشاعر "الخوف من ليبيا"؛ فبينما بدأت وزارة الأمن الداخلي مؤخرا في صياغة قانون يسمح للطلاب والعمال الليبيين بالعيش في الولاياتالمتحدة للتعليم أو التدريب، خرج الجمهوري بوب جودلات، رئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، ليقول "إنه من المؤسف أن تغض إدارة أوباما الطرف عن التهديدات الإرهابية الحقيقة الموجودة حاليا في ليبيا". ورأت (واشنطن بوست) أن ما ساهم في استمرار الفراغ الأمني في ليبيا يتمثل في قيام الولاياتالمتحدة بشن عمليات سرية لمكافحة الإرهاب كانت أهمها العملية التي اعتقل فيها زعيم تنظيم القاعدة أبوأنس الليبي ثم إحضاره إلى نيويورك لمحاكمته بسبب ضلوعه في ارتكاب تهم إرهابية كانت من بينها الهجوم الذي وقع في عام 1998 واستهدف السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا.