أكدت شركات استثمار وتسويق عقارية في السعودية، تزايد إقبال السعوديين على شراء وتملك المساكن الفاخرة في الثلاث سنوات الأخيرة، مرجعة سبب ذلك الإقبال إلى توسع الطبقة الوسطى، وتزايد أعداد القادمين من أقاليم المملكة المختلفة إلى المدن، والذين يميلون بشدة للاستثمار في شراء المساكن والعقارات، معتبرين أنها أكثر الاستثمارات الآمنة. واعتبرت بعض الجهات أن الاستثمار في "الفلل والوحدات الفاخرة" يعد من أكثر الأوراق ربحا واستثمارا، حيث أنقذ الإسكان الفاخر مبيعات الكثير من الشركات العقارية ومثّل نسبا مهمة من إيراداتها وقلص خسائرها، كما يُنظر إليه على أنه فرصة ذهبية في المستقبل لسوق عقاري متنامي، لاسيما بعد الانتعاش والتوسع في تعمير المدن الذي تشهده المملكة. ويقول سلطان القحطاني، مدير المبيعات في شركة البسامي العقارية، إن الطلب على الوحدات العقارية التي تقف أسعارها عند حدود مليون ونصف ريال لا يزال قويا وفي تصاعد مستمر، مشيرا في حديث ل"العربية.نت" إلى أن المعروض منها في السوق غير كافٍ لتلبية الطلب بحسب تعبيره. وأشار القحطاني إلى اتجاه الكثير من الشركات العقارية خلال الفترة الأخيرة لبناء مشروعات وحدات سكنية فاخرة في حدود هذا السعر وما فوقه، مؤكدا على أنها تحقق هامش ربح مغر للشركات العقارية وهو ما يدفعها للمضي قدما في هذه المشروعات. من جهته، قال مساعد السحيمي مدير التسويق بشركة بيت الإنماء العقاري، إن هناك اتجاه قوى لبناء الفيلات التي تتكون مساحتها من 300 إلى 350 متر مربع باعتبارها الأكثر طلبا، فيما يندر الإقبال على المساحات الأصغر من ذلك. وأوضح السحيمي للعربية.نت أن الأسعار ترتفع كلما اقتربنا من مركز المدينة، فيما تتفاوت الأسعار ما بين 3 ملايين ريال و2 مليون ونصف، إلا أنه أكد أن عمليات تسويق تلك المساكن لا تحتاج إلي جهد، كما أن بيعها يتم أحيانا في الخريطة وحتى قبل اكتمال بنائها، مما يشير إلي ارتفاع الطلب. الإقبال على الوحدات السكنية الفاخرة يثير التساؤلات حول قدرة المجتمع السعودي على الإنفاق على المساكن، في ظل جنون أسعار الأراضي والضغوط التي يعانى منها المجتمع بسبب ارتفاع معدلات الغلاء. الاستشاري الهندسي د. نبيل عباس يرى أن زيادة الطلب على الفيلات الفاخرة، يعكس وجود تفاوت في الدخل بين طبقات المجتمع السعودي، مضيفا أن بعض الناس لديه القدرة على التوسع في الدخل والإنفاق على المساكن. وأشار إلى أن أغلب المجتمع السعودي يميل بشدة للاستثمار في شراء المساكن في فترات الأزمات لأنهم يعتبرون أنه استثمار من أكثر الاستثمارات أمناً. أما فهد جميل مؤمنة، عضو لجنة شباب الأعمال بغرفة جدة، فقد أوضح أنه إن كان هناك إقبال كبير على الإسكان الفاخر، فهو من شريحة صغيرة لا تمثل أغلبية المجتمع السعودي. وقال إن الكثير من المواطنين اتجه للتملك في الإسكان الأفقي أي في شقق البنايات والمجمعات، وهو الإسكان الاقتصادي والمتوسط المتاح حاليا لأغلب السعوديين، فيما يعجز البعض الآخر حتى عن شراء هذا المسكن، بحسب تعبير مؤمنة. تجدر الإشارة إلى أن الإسكان الفاخر بدأ في الانتشار في المملكة مع بداية السبعينيات، إبان ما عُرف ب"سنوات الطفرة" حيث استطاع الكثير من المواطنين تكوين ثروات ساعدتهم على بناء منازل فاخرة، كما أسهمت شركات وقطاعات النفط في ظهور الفلل ذات الأسوار والحراسات الأمنية للحفاظ على الخصوصية تحتوي على مجتمعات متكاملة بها كافة الخدمات الرياضية والترفيهية والتسويقية، وهو ما ساعد في استنساخ التجربة عبر مشاريع وطنية توفر نفس الخدمات.