في مدينة المحلة الكبرى العمالية بدلتا النيل .. ثمة نقص في الوقود.. وفي الصبر أيضا. تنظم قوات الأمن المصرية سائقي السيارات الذين يمكن ان يقضوا وقتا طويلا من اليوم في الطابور. وفي حين يتبادل بعض السائقين اللوم وتكثر المشاجرات يتفق أغلب سكان المدينة الصناعية على السبب الاساسي: الرئيس محمد مرسي. وقال محمد اسماعيل البالغ من العمر 58 عاما والذي كان ينتظر منذ سبع ساعات لتزويد شاحنته بالسولار. "الوضع فظيع منذ تولى مرسي السلطة." وهتف أحد المارة "ربنا يخرب بيته" وهي عبارة تكرر سماعها في المشاهد الفوضوية التي أصبحت من ملامح الحياة اليومية. وقد عاد التوتر مرة اخرى الى المحلة احدى اكثر المدن المصرية اضطرابا. فسكانها الساخطون يسوقون نقص الطاقة والركود الاقتصادي والحنث بالوعود والتراخي الامني كأسباب لوجوب إزاحة الرئيس المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين من السلطة عن طريق مظاهرات من المقرر ان تبدأ يوم الجمعة وحتى الاحد وهو اليوم الرئيسي للاحتجاجات. وبعد عام على وصول مرسي الى السلطة ربما تبدو بعض الشكاوى مألوفة للزعماء المنتخبين ديمقراطيا في دول اخرى. لكن مرسي يواجه تحديا اضافيا وهو ان الروح الثورية لا تزال تعتمل بعد نحو عامين ونصف من الاطاحة بحسني مبارك. وهذا مصدر ازعاج لمرسي وداعميه الاسلاميين والجيش صاحب النفوذ. ودعا الجيش الذي يحاول ان يبقى على الحياد الفرقاء السياسيين للوصول الى توافق محذرا من انه سيتدخل اذا تفاقم الصراع. اما القوى الخارجية ومنها الولاياتالمتحدة التي تساعد في تمويل الجيش فتتابع بقلق. في المحلة حيث تحدى المحتجون مبارك مرارا في السنوات التي سبقت انتفاضة 2011 يبدو العمال والنشطاء واثقين من ان هذه هي الايام الاخيرة لمرسي في السلطة. وقالت جيهان معلاوي التي تبلغ من العمر 29 عاما وهي واحدة من عدة مئات من العمال الذين خرجوا من اكبر مصنع للنسيج في المدينة يوم الثلاثاء في مسيرة ضد مرسي "سنخرج كل يوم حتى نطيح به". وهتف المشاركون في المسيرة "ارحل ارحل ارحل".