منذ أربعة أعوام وفى مثل هذا اليوم رحل عن العراق صدام حسين قائدها المغوار الذى جعلها من أقوى الدول العربية فى عهده ، قائد استطاع بشخصيته القوية والحازمة أن يمسك بقبضته الفولاذية العراق لمدة 35 عاما ، كما انه استطاع التخلص من جميع خصومه السياسيين ،ووقف صامدا فى وجه الغرب بدعمه للقضية الفلسطينية ؛ فشعرت أمريكا بالارتياب منه ودخلت العراق بقواتها بحجة امتلاكه لأسلحة دمار شامل ،وسقطت العراق وأصبحت دولة هشة خاصة بعد إعلان الولاياتالمتحده إعدام الرئيس صدام حسين فى عام 2006. "الزمان المصرى "تحيى ذكراه لنتذكر أن الصهاينة والإمبرياليين لا يريدون خيرا لوطننا العربى الكبير من المحيط إلى الخليج ، والمتابع لمذكرات ويلكيلكس سيتأكد من المؤامرة التى يعدها هؤلاء للعرب أجمعين :- وُلد صدام في قرية العوجة التابعة لمحافظة صلاح الدين لعائلة تمتهن الزراعة. لم يعرف صدام قط والده الذي توفي قبل ولادته بخمس شهور ، وقام خاله، خير الله طلفاح، برعايته حينئذ. تزوجت أم صدام، صبحة طلفاح، للمرة الثانية وأنجبت له ثلاثة أخوة، كما قام زوجها، إبراهيم الحسن،الذي هو عم صدام بمعاملة صدام معاملة جيدة عند عودته للعيش معها. في سن العاشرة، انتقل إلى العاصمة بغداد حيث قام بالعيش مع خاله والذي كان سنياً متديناً. وتجدر الإشارة إلى أن أقارب له من بلدته تكريت كان لهم الأثر الأكبر على حياته كرئيس حين تسلموا مناصب الاستشارة والدعم لاحقاً. وحسب ما يقوله صدام، فإنه قد تعلم من خاله العديد من الدروس، وخصوصاً ذلك الدرس حينما أخبره أنه يجب أن لا يستسلم لأعدائه مهما كانت كثرتهم وقوتهم. لاحقاً وبتوجيهٍ من خاله، التحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد. وفي سن العشرين عام 1957، ارتبط صدام بحزب البعث الثوري القومي-العربي، والتي كان خاله داعماً له. كان الحس الثوري القومي هو طابع تلك الفترة من الخمسينات والذي انتشر مده عبر الشرق الأوسط و العراق والذي كان ذو أثرٍ واضح على شباب البعث. وسقطت الملكية في ظل هذا الخطاب في مصر والعراق وليبيا بعد عام من انضمام صدام لحزب Grant Ankney الذى كان بقيادة عبد الكريم قاسم استطاع الإطاحة بالنظام الملكي القائم آنذاك بقيادة فيصل الثاني ملك العراق واستحوذوا على الحكم في العراق، ولم يكن البعثيون يستسيغون نظام قاسم الاشتراكي، وفي عام 1959، حاول البعثيون اغتيال رئيس الوزراء عبدالكريم قاسم وباءت محاولتهم بالفشل وأصيب صدام بطلق ناري في ساقه ولاذ بالفرار إلى سوريا ومنها إلى القاهرة. عام 1976 عين صدام كجنرال في قوات الجيش العراقي. وبسرعة أصبح رجل الحكومة القوي. وأصبح الحاكم الفعلي للعراق قبل أن يصل الحكم بشكل رسمي عام 1979 بسنوات. وبدأ ببطء بتدعيم سلطته على الحكومة العراقية و حزب البعث من خلال المؤامرات و شراء الذمم و الاغتيالات . وتم إنشاء العلاقات مع أعضاء الحزب الآخرين بعناية، وبسرعة أصبح لدى صدام دائرة دعم قوية داخل الحزب. وحيث أصبح الرئيس العراقي الضعيف والمسن أحمد حسن البكر غير قادر على القيام بمهامه أكثر وأكثر، بدأ صدام يأخذ دورا أبرز كشخصية رئيسية في الحكومة العراقية، داخليا وخارجيا. وبسرعة أصبح مهندس السياسات العراقية الخارجية ومثل العراق في جميع المواقف الدبلوماسية. وبنهاية السبعينات، ظهر صدام كحاكم العراق الفعلي بشكل لا يقبل التأويل. في 1979 بدأ الرئيس أحمد حسن البكر بعقد معاهدات مع سوريا، والتي هي أيضا تحت حكم حزب البعث، كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الأسد نائبا للرئيس في ذلك الإتحاد، وكان ذلك سيغيّب صدام عن الساحة. ولكن وقبل حدوث ذلك، استقال أحمد حسن البكر المريض في 16 يوليو1979. وأصبح صدام بشكل رسمي الرئيس الجديد للعراق. بعد ذلك بفترة وجيزة، جمع قيادات حزب البعث في 22 يوليو1979، وخلال الاجتماع، الذي أمر بتصويره، قال صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين ضمن حزب البعث، وقرأ أسماء هؤلاء الذين توقع أنهم سيعارضونه. وتم وصم هؤلاء بالخيانة وتم إقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وبعد انتهائه من قراءة القائمة، هنأ صدام الباقين لولائهم في الماضي وفي المستقبل. سعى صدام حسين أن يلعب العراق دورا رياديا في الشرق الأوسط. فوقع العراق اتفاقية تعاون مع الإتحاد السوفييتي عام 1972، وأرسل للعراق أسلحة وعدة آلاف من الخبراء. ولكن الإعدام الجماعي للشيوعيين العراقيين عام 1978 وتحول العلاقات التجارية إلى الغرب وتّر العلاقات مع الاتحاد السوفيتي واتخذ العراق منحى أقرب إلى الغرب منذ ذلك الحين وحتى حرب الخليح عام 1991. قام صدام بزيارة إلى فرنسا عام 1976، مؤسسا لعلاقات اقتصادية وطيدة مع فرنسا ومع الدوائر السياسية المحافظة هناك. قاد صدام المعارضة العربية لتفاهمات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979. وفي 1975 تفاوض على تفاهمات مع إيران اشتملت على تنازلات بخصوص الخلاف الحدودي، وبالمقابل وافقت إيران على التوقف عن دعم المعارضة الكردية في العراق. أطلق صدام مشروع التقدم النووي العراقي في الثمانينات من القرن الماضي، وذلك بدعم فرنسي. وأقام الفرنسيون أول مفاعل نووي عراقي باسم أوسيراك، إله الموت المصري القديم. وتم تدمير المفاعل بضربة جوية إسرائيلية، بحجة أن إسرائيل شكت في أن العراق كان سيبدأ إنتاج مواد نووية تسليحية. بعد المفاوضات العراقية الإيرانية واتفاقية عام 1975 مع إيران، أوقف الشاه محمد رضا بهلوي الدعم للأكراد، الذين هزموا بشكل كامل. منذ تأسيس العراق كدولة حديثة عام 1920، كان على العراق التعامل مع الانفصاليين الأكراد في الأجزاء الشمالية من البلاد. وكان صدام قد تفاوض ووصل إلى اتفاق في 1970 مع القادة الانفصاليين الأكراد، معطيا إياهم حكما ذاتيا، ولكن الاتفاق انهار. وكانت النتيجة قتالا قاسيا بين الحكومة والجماعات الكردية وصل لحد قصف العراق لقرى كردية في إيران مما جعل العلاقات العراقية الإيرانية تسوء. تواصل صدام مع الحكومات العربية الأخرى للدعم المالي والسياسي. وحصل العراق على الدعم الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان . وقال الإيرانيون إن على المجتمع الدولي أن يجبر العراق على دفع خسائر الحرب لإيران، رافضة أي اقتراح بوقف إطلاق النار. واستمرت الحرب حتى عام 1988، ساعية لإسقاط حكومة صدام العلمانية والتحريض على ثورة شيعية في العراق. انتهت الحرب الدموية التي استمرت 8 سنوات بمأزق، كان هناك مئات الألوف من الضحايا. ولعل مجموع القتلى وصل إلى 1.7 مليون فرد للطرفين. . وأصبح العراق مدينا بتكاليف الحرب بدين يقدر بحوالي 75 بليون دولار. مقترضا الأموال من الولاياتالمتحدةالأمريكية كان يجعل من العراق دولة تابعة، محرجا رجل قوي كان يسعى لتعريف وسيطرة القومية العربية. وواجه صدام الذي اقترض من الدول العربية أيضا مبالغ ضخمة من الأموال أثناء الثمانينات لقتال إيران مشكلة إعادة بناء البنية التحتية العراقية، حاول الحصول مرة أخرى على الدعم المالي، هذه المرة لأجل إعمار ما دمرته الحرب...وبدأت حرب الخليج الثانية ،فنشبت خلافات بين العراق والكويت على الحدود وسميت بحرب "عاصفة الصحراء " وبعدها توترت العلاقات أكثر بينها وبين أمريكا فأطلقت الولاياتالمتحدةالأمريكية هجوم صاروخي مستهدفة مركز الاستخبارات العراقية في بغداد في 26 يونيو1993. متذرعة بالخرق المتكرر لمنطقة الحظر الجوي المفروضة بعد حرب الخليج والتوغلات في الأراضي الكويتية. وقد خمّن البعض أن يكون لها علاقة بتهمة اضطلاع العراق بتمويل مخطط لاغتيال رئيس الولاياتالأمريكية السابق جورج بوش. بدا صدام ببيع النفط مقابل الغذاء والدواء لكن هذا لم يكن يشكل سوى 10الى 40% من إنتاج العراق الحقيقي فاستطاع العراق إعادة بناء البنى التحتية والجسور (خاصة الجسر المعلة الذي أوقفت أمريكا المساعدة التقنية عنه) وهناك اتهامات بإساءة استخدام هذه الأموال من قبل صدام بتواطؤ بعض موظفي الأممالمتحدة كما أشار تقرير فولكر الدولي. فى عام 1998 أقر الكونجرس الأمريكي مشروع "حرية العراق" الذي اتاح الإمكانيات المادية والمعنوية لعملية عسكرية واسعة النطاق في العراق، تم ذلك في فترة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وعندها بدء التحضير تم صرف المبالغ للقوى العراقية المعارضة في الخارج. ثم تولى سدة الحكم الرئيس جورج بوش ليبدأ عندها عهد جديد تتحول فيه السياسة الأمريكية من المساعدة المادية والدعم اللوجستي للقوى المعارضة العراقية إلى التدخل العسكري المباشر متحالفة مع بريطانيا، ضاربة عرض الحائط قرارات مجلس الأمن ومن بعده الأممالمتحدة والعالم اجمع. 2003 تحركت القوات الأمريكية البريطانية في سعيها نحو ما تم تسميته (حرية العرق) ليتم تتويج ذلك في 9 إبريل بإسقاط تمثال الرئيس الذي بات مخلوعاً (صدام حسين (سبتمبر)- لتبدأ صفحةَ جديدة من تاريخ العراق (العراق تحت الاحتلال الأمريكي). وفي يوم الأحد الخامس من نوفمبر لعام 2006 حكم على صدام حضوريا في قضية الدجيل بالإعدام شنقا حتى الموت كما حكم على المتهمين الآخرين بأحكام تتراوح بين الإعدام والسجن المؤبد والسجن 15 عاما وكذلك البراءة . وقد تقبل صدام هذا الحكم كما لو كان يعرف مسبقا كما حاول مقاطعة القاضي عند تلاوة الحكم بعبارات (يعيش الشعب - تعيش الأمة - يسقط العملاء)، وبذلك ينتهي مسلسل محاكمة صدام وسط تصريحات محامو الدفاع أنهم سيستأنفون الحكم. تم إعدام الرئيس السابق صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذو الحجة) الموافق 30-ديسمبر2006. وقد جرى ذلك بتسليمه للحكومة العراقية من قبل الاحتلال الأمريكي تلافيا لجدل قانوني بأمريكا التي اعتبرته أسير حرب كانت فى لحظة موته غير مكترث أسداً جاسوراً نطق الشهادة قبل إعدامه . دفن الرئيس العراقي السابق في مسقط رأسه بالعوجا- محافظة تكريت ، حيث قامت القوات الأمريكية بتسليم جثته لثلاثة أفراد من المحافظة احدهم شيخ عشيرة بو ناصر التي ينتمي لها،وتم إغلاق منافذ البلدة لحين الانتهاء من الصلاة عليه ودفنه،حسب شهادة ابن عمه في مقابلة مع الجزيرة ،خرجت جماعات متفرقة في تكريت والمدن السنية لتأبينه ، فيما تم تأبينه في عمان بمظاهرة كبيرة شاركت فيها ابنته رغد صدام حسين. ومنذ ذلك أصبحت العراق دولة مهدرة الحق ،بلا رئيس قوى يستطيع أن يحكمها ...الم تكن نهاية العراق درسا يوقظ هؤلاء الرؤساء والملوك من غفوتهم ويعلمهم بأن الدور سيأتى يوما عليهم ، هل سيظهر صداما جديدا يستطيع أن يعيد للعراق قوتها ومجدها فى الثمانينات والتسعينيات ...؟!