وانا قاعد بينى وبين نفسي بفكر ودماغي دى اساسا تعبانى جدا لان احيانا بتشتغل في حاجات صعب جدا كنت افتكرها الا في وقت زى ده…دماغي راحت لبعيد بعيد وكانك بتبص من فتحة مفتاح الباب علي الماضي البعيد…لالا بعيد ايه هو انت لسه روحت فين والا جيت منين انت لساك في عز الشباب..المهم طاوعتها وقلت ابص واشوف وافكر في ايام زمان اللي اتنست وراحت بهجتها وحلاوتها بصيت …شفت ابويا جى من صلاة الفجر وامى لما سمعت صوته قامت اتوضت وصلت وبدات تجهز فطاره..ماهو ياعينى هيخرج من طلعة النهار علي اللقمه دى لما للضهر يادوب رغيف وحتة جبنه وبصله وقلة ميه معاه ويكمل لحد الشمس ماتروح واحنا لما نصحى نروحله نكمل مشواره همه وتعبه في تربيتنا ما احنا لوحدنا هم بمصاريفنا واكلنا وشربنا ولبسنا وبعدين ماهو مفيش مدارس واحنا بنروح نساعده هو حيلته ايه الا البهمتين اللى بيصرفوا علي البيت وعلينا وحتة الارض اللي بياكلنا منها انا واخواتى ما كل الناس كده ومفيش حد احسن من حد…كله عايش علي البهمتين اللى حيلته وحتة الارض وخلاص والناس نفوسها طيبه وبيضه وراضيه مفيش الا كام واحد من البلد كلها هما اللى موظفين وهما اللى شغالين ولبسهم نضيف لا بهيمه ولا طين الارض توسخ هدومه وحتى مفيش عنده جزمه مرقعه ولا قميص متخيط وايه بيحسدونا علي البهمتين وحتة الارض مع ان امى كل يومين تلاته تبعتلهم اللبن والقشطه..امال ايه ماهم جيران وحق الجيره احنا اتعلمنا زمان كده اللي يخرج من الارض له زكا وولادة البهيمه لها زكا …ايوه لبن السرسوب يروح للجيران كلها لازم والا يبقي حرام وربنا ميباركش..دى اصول اتعلموا عليها من ايام الجدود لحد ما يدخلوا اللحود..ابويا قالي كده دى زمان كانت ايام صافيه ونفوس راضيه وهاديه والناس معهاش بس راضيه ومرتاحه ونفوسها مرتاحه ومحدش بيبص لحد والمصيبه اللي في بيت واحد البلد كلها تعتبرها مصيبتها ..الميتم والفرح بتاع البلد كلها والناس كلها عارفه بعضها والطبخه بتكفي الشارع كله والضيف بتاع الجيران كلهم كل بيوت جيرانك يطلعولك الخير عشان ضيفك وكنت تلاقي نفسك راضيه ومطمنه ماهو تخرج تحس ان البلد كلها اهلك وناسك وعيلتك.. المهم بصيت شفت برضو واحنا راجعين من الارض تعبانين وهمدانين يادوب تتوضى وتصلي العشان وتاكل وتنام في اى مكان تقوم الصبح تلاقي نفسك وسط اخواتك علي السرير ازاى ومين نقلك متفكرش لان دى المهمه الصعبه بتاع ست البيت..لا بئه وايام المدارس علي لمبة الجاز قبل الكهربا ما تيجى البلد كلنا نتلم علي نورها واللي يلاقي مكان يكتب واجبه وينام وهو بيكتبه وبرضو زى كل ليله تقوم تلاقيك على السرير وسط اخواتك منت اخرك الواجب ومكنش الا الراديوومش عند كل الناس دول كام واحد فى البلد وان ربنا وسع عليكم وجبتوه اللي يسمعه ويستعمله ابوك وكانوا فاكرين ان المذيعين عايشين جواه ولما جات الكهربا برضو ابوك صاحب تشغيله عشان تنام وتقوم بدرى للمدرسه او للغيط والارض محنا مش بتوع لعب وخيابه عاوزين نتربي ونعيش ونبقي رجاله دى ايام متتنساش وذكريات محفوره جوه مخك وراسك اللي بتلف الوقتى وتجيب اللى عدى وراح لا وايه لما التفزيون طلع والناس جابته وشغلته بالبطاريه وبعدين بالكهربا وكنا فاكرين ان اللى بيحصل فيه حقيقه لا وعيب كمان ولما تتفرج عليه تبقي مكسوف حد يعرف ويقول لابوك والا اخواتك وتبقي واقعه مطينه ..ياااااااااه كل ده عشته انت ايوه انت وانا واخواتى واخواتك ولسه كتير هقول عليه بس من كتر التفكير ولف دماغي مبقتش قادروقعت ومبقتش شايف فتحة الباب قلت اريح وارجع تانى لدماغي واسيبها تفكر براحتها واكمل الحكايه عشان اللى احنا فيه الوقتى من نعمة ربنا نتيجة تعب ناس راحت وبنترحم عليها اب وام علمونا وربونا ومكنوش يحلموا بنص اللى احنا فيه الوقتى ولاكمان كانوا يصدقوا انه فيه موبايل وعليه نت ممكن نتكلم ونشوف بعض في نفس اللحظه ياااااااااااااه ايام ياريتها تعود بحلوها وبمرها اهم شي فيها اقعد قعدة زمان مع امى ..ايوه امى وابويا