مشروع مقاومة الحفاء والذي بدأت الدعوة إليه منذ بداية الاربعينات وحتي قيام الثورة ، فقد تعهد النحاس باشا في خطبة العرش سنة 1950بان تنفذ وزارته مشروعا قوميا لمقاومة الحفاء في مصر ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن حزب الوفد الذي ظل يحوز الأغلبية في معظم الانتخابات البرلمانية منذ 19وحتي 52لم يتقلد الوزارة في كل هذه الفترة سوي ست سنوات ونصف فقط كان من بينهم مرة بأوامر من المندوب السامي البريطاني سيرمايلز لامبسون في 4فبراير 42أو كما يقولون علي أسنة الحراب البريطانية . وفي أخر وزارة أقيلت حكومة الوفد يوم 27يناير 52عقب قيامها بفرض الأحكام العرفية عقب حريق القاهرة – إيه رأيك في هذه الديمقراطية ؟ – ويحدثك بعضهم عن ملك مصر والسودان ، المهم نرجع لموضوعنا عن الجزم – قصدي مقاومة الحفاء – فقد كان آمرا جللا ، فقد كانت جموع الأمة لا تعرف من المراكيب أو الأمدسة – جمع مداس – في ذلك الوقت سوي نوعين القبقاب وهو الشائع للعامة و – البلغة – وهي مداس جلدي لعلية القوم وكان نعله من جلد الجاموس مع مقدمة جلدية غالبا من جلد البقر . وللقبقاب وهو حذاء خشبي مع المصريين حكايات فقد ورد في صحيح الأثر أن أم خليل المستعصمية – شجرة الدر – الجارية اللولبية للملك الكامل والتي أثبتت أنها امرأة ليس هينة عندما استشعرت رغبة عز الدين أيبك الذي تزوجته – اختارته لها زوجا – الإنفراد بالسلطة فدبرت لاغتياله ، يومها دبرت أم علي زوجة أيبك الأولي – بالمناسبة كانت توزع علي الفقراء نوعا من الحلوي لايعرف لها الغلابة اسما فأطلقوا عليها أم علي ومازال الإسم ساريا – الانتقام ، فدخلت هي وجواريها لينهلن بالقباقيب عليها فيقتلنها ، هنا اكتشف للقبقاب وظيفة جديدة فضلا عن كونه مداس فقد صار سلاحا!! وفي نهايات عصر المماليك قبل غزو مصر عثمانيا كان المجاورين – طلبة الأزهر وقد أطلق عليهم هذا الاسم لإقامتهم بجوار بعضهم البعض في أروقة الأزهر – قد أحدثوا لغطا بسبب الأصوات التي كانت تصدرها النساء المرتديات للقباقيب اثناء سيرهم بشوارع المحروسة فقد كان التطوير والدندشة قد أخذت طريقها للقباقيب فاضيفت إليها أجراس صغيرة تصنع سيمفونية مع طرقات القبقاب علي أرضية الشوارع الحجرية ، فاكرين طبعا محمد عثمان في فيلم " لعبة الست " وهو يغني أغنيته الشهيرة " ياخارجة من باب الحمام " فقد اكتشفنا أنها – تحية كاريوكا او لعبة – أصيبت بالزكام الذي كان من أهم أعراضه الدوخة وسبب ذلك كله هو المشي حافية دون لبس القبقاب أما شادية فلها أغنية شهيرة يقول مطلعها " رنة قبقابي يامه وانا ماشية ادلع ". لذا لم يفهم الحكام ان القضية مش – الحفاء – الموضوع اكبر من كده ، طبعا علية القوم مالهمش دعوة بالقبقاب فقد كانوا يرتدون الحذاء الجلدي بشكله المتعارف عليه سواء كان برقبة – بوت – أو بدون وكان لدي علية القوم خادما مخصوصا مهمته حفظ الأحذية والاهتمام به كانوا يطلقون عليه " توتنجي " ، لذا منجحش المشروع القومي إلي أن جاء عبد الناصر الطاغية فارغم المصريين بالقوة والتسلط علي ارتداء الأحذية كما منعهم من أشياء آخري كانت تشكل وجدانهم " كبوس إيد الملك مثلا " ، لم يفلت سياسي من اداء هذا الواجب فقد كان ذلك من برتوكولات المثول بين يدي جلالته ، كان من بين قبلوا إيد الملك النحاس باشا والشيخ حسن البنا (!!) السؤال البريء الآن ، عندما تجد أحدهم يحن لتلك الأيام ويجادلك بغباء فهل لو في معرض الحديث قلت له " يإبن الحافية " هل تعتبر شتيمة ؟