الكويت من فيصل ياسر تتنافس المقاهي الشعبية و"الديوانيات"، في استقطاب الكويتيين لقضاء معظم وقتهم فيها، خلال ساعات الليل في شهر "رمضان"، فجلسات السمر الطويلة، واحتفالات الإفطار الجماعية، أكثر ما يميز طقوس إحياء شهر الصيام في الكويت. ولا يكاد ينتهي وقت الإفطار حتى تتسارع وتيرة الحياة في شوارع الكويت، فتزدحم الطرقات، ويبدأ الناس بالتوافد على المقاهي، و"الديوانيات" (قاعات ضيافة كبيرة)، التي يزداد الإقبال عليها بعد صلاة التراويح حتى قبيل موعد السحور. ويعمل أصحاب المقاهي الشعبية، خلال شهر رمضان، على توفير وسائل الراحة والتسلية للزبائن، ويبدأون بعد صلاة المغرب بعرض الأفلام والمسلسلات الرمضانية والبرامج الرياضية على شاشات كبيرة توزع في أنحاء المقهى. وتبدأ ساعة الذروة في المقاهي عقب صلاة التراويح، فتكتظ بالرواد، الذين يقضون وقتهم في تدخين "النارجيلة" واحتساء المشروبات الساخنة والباردة، ومشاهدة البرامج التلفزيونية، وممارسة ألعاب شعبية مثل "الورق"، و"النرد"، وغيرها. أبو محمد، مواطن كويتي في الخمسينات من عمره، يقول إن "قضاء شهر رمضان في الكويت له متعته الخاصة، فالدواوين تزدحم بالمواطنين عقب صلاة التراويح، والأقارب يتبادلون الزيارات في ظاهرة تزيد من الترابط الاجتماعي". ويضيف أبو محمد، بأنه يأتي إلى المقهى بعد تناول طعام الإفطار ويجتمع مع أصدقائه لشرب الشاي، وتدخين "النارجيلة" في محاولة لاستعادة أيام "الزمن الجميل". أما الكويتي أبو مشاري، فيفضل الخروج مع أسرته في الليالي الرمضانية، لقضاء وقت ممتع وتناول طعام السحور في أحد المطاعم الشعبية، التي تذكّره بالماضي. وفي أحد مقاهي منطقة "المباركية" الشعبية بالعاصمة الكويت، يقول مصطفى عاطف، مصري الجنسية، ل"الأناضول"، إن "أجواء مطاعم المباركية في رمضان مختلفة، إذ تذكره بأجواء خان الخليلي والحسين(حيان قديمان في القاهرة)". وتبدأ المقاهي الشعبية في الكويت، استعداداتها لاستقبال الزبائن قبل موعد الإفطار بنصف ساعة، كما يقول "عرفة"، وهو مسؤول أحد مقاهي منطقة "المباركية". ويضيف أن "جلسات السهر الليلية في مقاهي منطقة المباركية تستمر حتى وقت السحور". وعن أكثر المشروبات رواجًا، يقول "عرفة"، إن "الشاي صاحب الحظ الأكبر لدى الزبائن، فهو المشروب الشعبي الأول في القائمة لما له من نكهة ومذاق خاصين في شهر رمضان، ويليه المياه الغازية، ثم القهوة بأنواعها". وفي منطقتي "خيطان" و"الفروانية" في محافظة الفروانية(جنوب العاصمة)، يكاد الزائر يشعر أنه في أحد أحياء القاهرة الشعبية، فغالبية رواد المقاهي هناك من المقيمين المصريين. محمد السيد، مصري الجنسية، يقول ، إنه "يلتقي في المقهى مع أصدقائه، في الأيام العادية، لحضور مباريات كرة القدم في الدوري الإسباني، ولكن في شهر رمضان فإنه يقضي وقتا أطول في المقهى بعد تناول طعام الإفطار".