جدة من سليمان نمر: صدر قرار من الأمير الشاعر خالد الفيصل، بمنع الشاعرة السعودية هند المطيري من المشاركة في أي مناسبات ثقافية عامة لمدة 15 عاما، بسبب إلقائها قصيدة في ندوة شعرية في معرض «جدة» للكتاب انتقدت فيه العادات القبلية وتعدد الزوجات. وقد أثارت هذه القصيدة ردود فعل غاضبة في المجتمع السعودي القبلي، ومن إسلاميين متشددين اعترضوا على رفضها تعدد الزوجات، الذي بدا في قصيدتها «القبيلة». وقد ضغطت هذه الاعتراضات على الأمير خالد الفيصل (وهو واحد من أشهر الشعراء في السعودية ومعروف أيضا كفنان ومثقف، ومنشئ ورئيس مؤسسة الفكر العربي) لمعاقبة الشاعرة السعودية التي ألقت قصيدتها في إحدى الندوات الشعرية المصاحبة لمعرض جدة للكتاب، واكتفى الأمير خالد الفيصل بصفته اميرا لمنطقة مكةالمكرمة، بمنع مشاركة الشاعرة هند المطيري في المشاركة في المناسبات العامة لمدة 15 عاما. وأدت ردود الفعل الغاضبة على الشاعرة إلى الضغط على وزارة الثقافة والإعلام المشرفة على المعرض إدارة المعرض لإصدار اعتذار على لسان المتحدث باسم الوزارة، رئيس اللجنة الثقافية للمعرض سعود كاتب، الذي قال إن ما قامت به المطيري خلال الأمسية الثقافية في معرض جدة الدولي للكتاب من إلقائها قصيدة، تعتبر مخالفة صريحة لأهداف المعرض وتجاوزا غير مقبول، والشاعرة خالفت ما اتفق عليه، واللجنة الثقافية تعتذر عن هذا التجاوز الخارج عن إرادتها». من جانبها، أكدت الشاعرة هند المطيري على أن المعترضين على قصيدتها «القبيلة» لا يتبينون الحقيقة، ونفت أن يكون المقطع المتداول للقصيدة في معرض جدة للكتاب، مشيرة إلى أنه كان في معرض الكتاب في القاهرة ضمن أمسية شعرية هناك قبل عدة أشهر وليس في معرض جدة. واستطردت: «أنا لا أنفي أنني ألقيت القصيدة في جدة وفي منتدى عبقر في نادي جدة الأدبي قبل مدة أيضا، وهي قصيدة تعبر عن نقد بعض العادات والأعراف والمفاهيم الخاطئة ليس أكثر، وللأسف المقطع المتداول لم يكن في جدة، بل كان في القاهرة أثناء فعاليات المعرض». وكانت فعاليات المعرض قد شهدت من قبل طرد اثنين من المحتسبين (رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) الذين اعترضوا على مشاركة الشاعرة السعودية أشجان الهندي في ندوة شعرية. ورفض أحد المحتسبين وجود الشاعرة في قاعة مليئة بالرجال، وراح يسأل الجمهور: هل يرضيكم؟ ليفاجأ بالجمهور يرد: نعم يرضينا. فقررت إدارة المعرض طرد المحتسبين منعا لأي احتكاك مع الجمهور. وانعكس صدى السجال بين المحتسبين من جانب وإدارة المعرض وجمهوره من جانب آخر إلى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث انقسم مرتادوها إلى فريقين، مؤيد ومعارض، عبر هاشتاج # طرد_محتسبين_من_معرض _الكتاب_بجدة، وهاشتاج #نعم_يرضينا. أغلب المدونين استنكروا رد فعل جمهور المعرض، واعتبروا طرد المحتسبين ضريبة «النصح في الله» التي طالما دفعها المصلحون عبر التاريخ. أما الفريق الثاني، فأبدوا دعمهم الكامل لجمهور المعرض، ورفضوا ما اعتبروه فرضا لوصاية المحتسبين على الحريات العامة. وكانت إدارة معرض جدة للكتاب قد أغلقت جناحين لدور أبحاث ونشر بعد مشاركتهما في المعرض، وهما المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، التابع للسياسي الفلسطيني عزمي بشارة، وهو مقيم في قطر، بحجة احتفاظه بالجنسية الإسرائيلية. والجناح الثاني تابع ل»مركز صناعة الفكر للدراسات والأبحاث»، الذي يتخذ من لبنان مقرا له، وجاء الإغلاق «بناء على توصية من جهات مختصة، ترى أن مضامين إنتاجه من الدراسات والأبحاث «تحمل أفكارا تدعو للتطرف»