أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الخميس، عن إدانتها لقرار أمير منطقة مكة خالد الفيصل، الصادر في 21 ديسمبر الجاري، بمنع الشاعرة هند المطيري من المشاركة في أي مناسبة يتم تنظيمها في المنطقة، على خلفية قصيدة ألقتها الشاعرة في معرض الكتاب الدولي في جدة منذ أيام، «الفيصل» بالعدول عن قراره بالمنع وعدم الإنصات إلى «الأصوات التي تدعوا إلى الجمود والتخلف، وقصف الأقلام ومصادرة الآراء». وكان «الفيصل»، وفقًا لبيان صادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أمر بمنع مشاركة الشاعرة هند المطيري في أي مناسبة في منطقة مكة، عقب شكوى تقدمت إليه بزعم مخالفتها الاتفاق مع إدارة معرض الكتاب الدولي الذي افتتح في جدة في 11 ديسمبر الجاري، وإلقائها قصيدة «لا تليق بالمعرض»، بحسب تعبير المتحدث الرسمي باسم وزارة الثقافة والإعلام، فيما أكدت «المطيري» عدم صحة ما صرح به رئيس اللجنة الثقافية بمعرض جدة الدولي للكتاب والمتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام، من أنَّ «اللجنة الثقافية بالمعرض قد اتفقت معها على قصائد وطنية، وأنها خالفت الاتفاق». وكانت هند المطيري، ألقت بمعرض الكتاب قصيدة بعنوان «ثورة الربيع القلبي»، والمعروفة إعلاميا باسم «ويح القبيلة»، والتي نظمتها قبل عامين بالتزامن مع تطليق مواطنة تدعى سلمى «قبيلية» ودون إرادتها من زوجها أحمد «غير القبيلي» بعد 13 عامًا من الزواج وخمسة أبناء، «بحجة عدم تكافؤ النسب»، وكانت غاية القصيدة التعاطف مع موضوع إنساني بحت، فانتقدت في القصيدة «سطوة القبيلة وهيمنتها»، واصفة شيوخها ورجالها ب«الحمقى». وذكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن القرار الصادر بحق الشاعرة هند المطيري «انتهاك لحرية الإبداع الفني وحماية لكل ما هو متخلف وقمعي في العادات والتقاليد، ومحاولة لكتم الأصوات الناقدة، والداعية للتطور، ومحاولة للوقوف أمام رياح التطور التي تهب على المملكة مهددة باقتلاع كل من يقف ضد حرية الرأي والتعبيروالابداع والتواصل الإنساني». وأضاف البيان «خلال شهر ديسمبر فقط حجبت السلطات السعودية موقع العربي الجديد، وأصدرت حكما بسجن الكاتب والمفكر زهير كتبي، ومواطن آخر 5 سنوات بتهمة الدعوة للتظاهر عبر تويتر، كما قامت إدارة معرض جدة الدولي للكتاب بإغلاق جناح المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات». وأشار البيان الحقوقي إلى أنه سبق أن القت «المطيري» قصيدتها في فعاليات رسمية مختلفة، منها سوق عكاظ في إمارة منطقة مكة، ومهرجان الشعر العربي في الطائف، ومهرجان الشعر الخليجي في الباحة، وفي فعالية وطنية بنادي تبوك، وأخرى بمناسبة تولي الملك سلمان بنادي حائل، ثم في نادي الرياض، وفي فعاليات خاصة بإدارة الأندية بوزارة الثقافة والإعلام، ولم تلق القصيدة هذه الضجة العنيفة. وذكر بيان الشبكة الحقوقية أن السعودية «يسيطر عليها النظام القبلي، وكانت المملكة آخر دولة تعترف بحق المرأة بالتصويت والترشح حيث تمكن النساء أخيرا من المشاركة في الانتخابات البلدية السعودية عام 2015، بالإضافة إلى التعيين في مجلس الشورى السعودي، وهي الدولة الوحيدة في العالم غير مسموح فيها للمرأة بقيادة السيارة، وقد استعاضت السلطات في المملكة عن النظم القانونية بتعاليم فقهية، موضوعة منذ مئات السنوات، كما تطبق الحكومة السعودية نظام (ولاية الأمر) للرجال على النساء، وبموجب هذا النظام تحتاج المرأة السعودية من مختلف الأعمار إلى موافقة قريبها الرجل كتابة قبل الحصول على الخدمات الصحية وقبل الدراسة والعمل أو الزواج اوالسفر للخارج، ولا تستطيع المرأة البيع أوالشراء إلا بوجود معرف (رجل من محارمها)».
