أدى فيضان مياه الصرف الصحي في منطقة عزبة أبو رجيلة العشوائية الواقعة في شمال شرق القاهرة إلى تدمير المنازل الهشة لنحو 200 عائلة و جعلها غير صالحة للسكن . وقد حدث الفيضان إثر وفاة أحد سكان عزبة أبو رجيلة بسبب ماس كهربائي لسلك كهربائي غير آمن بمياه الرشاح وقد تم إبلاغ الشرطة بالحادثة وأرسلت سلطات حي السلام بلدوزر لانتشال الجثة ، ولكن البلدوزر ضرب طرف الرشاح ، مما تسبب بإحداث فجوة تسربت عبرها مياه الصرف الصحي ، ويقول السكان إن السلطات دعّمت الفجوة وأرسلت سيارات لشفط المياة ، وحاول السكان تدعيم ضفتي القناة بالرمل والمواد المؤقتة ، إلا أن الماء كانت قد وصلت إلى ارتفاع مترين في بعض المنازل ، بينما أصبح بعضها الآخر غير قابل للسكن بسبب تصدع الجدران ، وانهارت سبعة منازل كلياً. وكان الذين يعيشون تحت مستوى الرشاح هم أكثر السكان تضرراً ، وتنام العائلات الآن في الحارات بالقرب من منازلهم المهدمة لحماية ما تبقى لهم من مقتنيات أصابها التلف ، ولا توجد أنوار في الليل ، ويضطرون إلى إيقاد النار لحماية أنفسهم من الحيوانات الضالة وغيرها من الأخطار ، ولم توفر السلطات المحلية للسكان أية مأوي مؤقتة أو مساكن بديلة. وقدم المركز المصري لحقوق السكن شكوى إلى النائب العام ضد محافظة القاهرة نيابة عن 55 عائلة ، حيث طالب بتزويدها بمساعدات طارئة وتوفير مأوى لها ، وقد قدم مسجد محلي مأوى مؤقتاً وطعاماً وبطانيات لبعض العائلات ، بينما يقيم آخرون مع معارفهم القريبين . وقد طالبت منظمة العفو الدولية ، السلطات المصرية بالوثيقة رقم 12/033/2010 ، بتاريخ 1نوفمبر2010 ، التحرك العاجل لتوفير مأوي ومساعدات طارئة إلى العائلات المتضررة من فيضان مياه الصرف الصحي في عزبة أبو رجيلة . وذكر بالوثيقة أن عزبة أبو رجيلة تمتد على طول شريط ضيق رشاح مجاري مفتوح، ويعيش سكانها في خوف دائم من فيضان الرشاح ، وخاصة عندما تمطر السماء في الشتاء ، ويقدَّر أن 5000 عائلة تعيش في عزبة أبو رجيلة بحي السلام بالقرب من مطار القاهرة ، وسكان هذه العشوائية فقراء بوجه عام ويستأجرون منازلهم مقابل 100 : 250 جنيهاً مصرياً في الشهر ، ويعمل معظم السكان عمال يومية ، أو في تدوير النفايات ، وقد نمت تلك العشوائية منذ السبعينيات من القرن المنصرم ، حيث شغل السكان أرضاً مملوكة للجيش بشكل رئيسي ، وكانوا قد اشتكوا في الماضي من انعدام البنية التحتية كالماء والصرف الصحي والكهرباء ، وكانت النساء تشعر بعدم الأمان في الشوارع ، وذُكر أن الأطفال تعرضوا للغرق في الرشاح ، وأن السكان يعيشون في ظل خطر الحريق والصعق الكهربائي بسبب الأسلاك الكهربائية غير الآمنة ، فضلاً عن الخطر الناجم عن عدم تسوير خط السكة الحديد الذي يربط بين القاهرة والسويس والذي يمر عبر عزبة أبو رجيلة . وقد حدد صندوق تطوير المناطق العشوائيات ، وهو صندوق أنشأه رئيس الجمهورية في عام 2008، عزبة أبو رجيلة كواحدة من 53 منطقة غير آمنة في القاهرة ، ويتولى صندوق تطوير المناطق العشوائيات مهمة تنسيق الجهود والخطط الحكومية المتعلقة بالتعامل مع العشوائيات ويعطي الأولوية إلى "المناطق غير الآمنة ". إلا أن منظمة العفو الدولية تخشى ألا تكون هذه الخطط قد وُضعت بالتشاور مع المجتمعات المحلية ، الأمر الذي يعرضها لخطر الإخلاء القسري، كما انتقدت المنظمة الخطط المتعلقة بإخلاء 33" منطقة عشش" في القاهرة الكبرى، و كذلك وفي أسوان ، ومعظمها بُني على أراض مملوكة للدولة ، وعادة ما تُنفذ عمليات الإخلاء القسري من قبل السلطات المحلية بمساعدة الشرطة ، وقد قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق عمليات إخلاء قسري من عشوائيات منشأة ناصر وإسطبل عنتر وعزبة خير الله في القاهرة ، حيث تقع أكبر "المناطق غير الآمنة" في العاصمة. وفي أواسط يونيو 2008حاولت الشرطة العسكرية إخلاء سكان عزبة أبو رجيلة وهدم منازلهم بهدف توسيع حديقة مجاورة. وعندما قاوم السكان، أخبرتهم الشرطة العسكرية بأن أمامهم مهلة أسبوعين لإخلاء الأرض، وإلا فإنه سيتم إخلاؤهم بالقوة في 30يونيو/حزيران 2008. وقد ذهب أعضاء في المركز المصري لحقوق السكن وحركة شباب 6أبريل في ذلك اليوم للوقوف إلى جانب السكان ونظموا حملة إعلامية للدفاع عنهم. ولم تُنفذ عملية الإخلاء في نهاية المطاف، إلا أن السكان ظلوا يعيشون في أوضاعهم السكنية المزرية.