رام الله الناصرة «القدس العربي» من فادي أبو سعدى ووديع عواودة: تواصلت أمس المواجهات بين المنتفضين الفلسطينيين وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية من شمالها وحتى جنوبها. واستشهد أمس الطفل عبد الرحمن عبيد الله (11 عاماً) في بيت لحم جنوب الضفة نتيجة إصابته برصاصة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي واستقرت في قلبه، خلال مواجهات في منطقة «المفتاح»عند المدخل الشرقي لمخيم عايدة في المدينة. وهاجمت قوات الاحتلال بيت عزاء الطفل عبيد الله بوابل من قنابل الغاز. وأصيب 4 فلسطينيين. وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية الإضراب الشامل في المدينة أمس بالتزامن مع تشييع عبيد الله. وفي مدينة طولكرم شمال الضفة شيّع الآلاف من الفلسطينيين جثمان الشاب حذيفة عثمان سليمان (18 عاما) من بلدة بلعا شرق المدينة الليلة قبل الماضية الذي توفي متأثرا بإصابته برصاصة في البطن أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات التي اندلعت في محيط مصانع «غاشوري» الإسرائيلية غرب المدينة. وتجددت الاشتباكات في أحياء القدس ومنها باب الزاوية والطور ومخيم شعفاط وحي رأس العمود. ولا تزال البلدة القديمة في القدسالشرقيةالمحتلة مغلقة أمام الفلسطينيين. وفي مدينة رام الله أغلقت قوات الاحتلال مدخلي قريتي النبي صالح ودير نظام والخليل وبلداتها وقراها حيث أصيب ما لا يقل عن 9 فلسطينيين إصابة أحدهم خطيرة. وحطم المستوطنون سيارات الفلسطينيين عند حاجزي زعترة وحوارة تحت مرأى وسمع قوات الاحتلال. وسياسيا يفترض أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد ترأس مساء أمس جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية «لبحث تداعيات الاعتداءات الإرهابية الأخيرة». وكان نتنياهو قد عقد أول من أمس وفور عودته من نيويورك جلسة مطولة مع وزير الدفاع موشيه يعلون ورؤساء الدوائر الأمنية، أعلن في ختامها عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات العقابية التي تهدف إلى ردع الفلسطينيين عن تنفيذ هجمات على غرار الهجمات التي أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين مؤخرا. ومن بين هذه الإجراءات الإسراع في عمليات هدم منازل منفذي الهجمات وتوسيع نطاق الاعتقالات الإدارية وتعزيز قوات الأمن في الضفة الغربيةوالقدس، وإبعاد من تصفهم إسرائيل بالمحرضين عن البلدة القديمة ولا سيما الحرم القدسي. وهو ما اعتبره سياسيون يساريون إسرائيليون إفلاسا سياسيا وغيابا لرؤية سياسية.