غيّرت الأحزاب من استراتيجيتها الانتخابية التي كانت ترتكز على تشكيل القوائم انتخابية ضمن تحالفاتهم، لتوجه اهتمامها للمقاعد الفردية، نظرا لموجة الصراعات الكبيرة التى منيت بها التحالفات قبيل تأجيل الانتخابات البرلمانية بحكم المحكمة الدستورية ببطلان بعض مواد قانوني الانتخابات البرلمانية وتقسيم الدوائر. و قبيل إقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي لقانون تقسيم الدوائر الجديد تحاول الأحزاب صب جهودها على المقاعد الفردية لجني أكبر قدر من مقاعد البرلمان بعد زيادة نسبة مقاعد الفردي لتصل ل448 دبلا من 420 وثبات عدد مقاعد القائمة عند ال120 مقعدا، في الوقت التي تشارك فيه الأحزاب في مفاوضات تشكيل القائمة الموحدة التي دعا لها السيسي، إلا أنها تعطي الأولوية للفردي ترقبا لفشل المشاورات. كما قللت الأحزاب من اهتمامها بالقائمة الموحدة نظرا لضعف نصيب الأحزاب من مقاعد القائمة في ظل كثرة عدد الأحزاب المشاركة في المفاوضات وقلة عدد مقاعد القائمة. وقال اللواء أمين راضي، الأمين العام لحزب المؤتمر، إن حزبه يركز على المقاعد الفردية بشكل أكبر من القائمة، لافتًا إلى أن حزب المؤتمر يواصل فى الوقت ذاته مشاوراته مع عدد من الأحزاب للتوصل لاتفاق بخصوص القائمة الموحدة، ولكن لو لم تصل هذه المشاوارت لاتفاق ملموس فإن الحزب سيكتفى بخوض الانتخابات على المقاعد الفردية. وأوضح راضي، أن مشاورات القائمة الموحدة ضمت أحزاب المؤتمر والتجمع والغد والجبهة المصرية والمحافظين، والشعب الجمهورى، والإصلاح والتنمية، والريادة، مستقبل وطن، والصرح، والمصريين الأحرار. من جانبه أكد يحيي قدرى، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، والقيادي بالجبهة المصرية، إنهم سيعلنون بعد عيد الفطر نتائج مشاوراتهم مع بقية الأحزاب، مشيرًا إلى أن الأحزاب قدمت ترشيحاتها تمهيدًا للمفاضلة فيما بينهما وضم أسماء جديدة. وأشار قدرى، إلى أنه فى حالة عدم التوصل لاتفاق حول القائمة الموحدة فإن الجبهة المصرية ستخوض الانتخابات البرلمانية بقائمة تضم أحزاب التحالف, حتى لا تتكرر الأزمات التى تعرضت لها أغلب التحالفات من انقسام بعد الاعلان عنها. فيما أعلن المهندس حسين منصور، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، أن الحزب سيخوض الانتخابات البرلمانية على المقاعد الفردية، مستنكرًا الاهتمام الكبير بالقائمة فى حين أن عدد مقاعدها لا يتعدى ال 120 مقعدًا. ولفت إلى أن حزب الوفد لا يجرى مشاورات فى الوقت الحالى للتنسيق على القائمة الانتخابية فى ظل أن أغلب مقاعدها مخصصة للفئات المستثناة " المرأة والأقباط ، والشباب، وذوى الاحتياجات، والمصريين بالخارج"؛ ولتجنب الأزمات التى لحقت بكل التحالفات الانتخابية نتيجة الصراع على الحصول على مقاعد ضمن القائمة. وأضاف، منصور أن لجنة الإصلاح التشريعي فشلت فى صياغة قانون الانتخابات البرلمانية الذى جاء بالقائمة المطلقة وهو ما يهدر 49% من الأصوات الانتخابية، وكذلك تقسيم الدوائر الذى صنف دوائر فردية وثنائية وثلاثية مطالبًا الأحزاب بالتكاتف لمواجهة القانونين والمطالبة بتعديل النظام الانتخابي للقائمة النسبية. وقد شهدت عدة تحالفات انتخابية انقسامات شديدة بعد تأجيل الانتخابات البرلمانية فى مارس الماضي كتحالف الوفد المصري، وقائمة فى حب مصر.