القاهرة »القدس العربي»: شن مسلحون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية، امس أكبر هجمات منسقة من نوعها، بينها هجوم بسيارة مفخخة، على نقاط تفتيش تابعة للجيش في سيناء ما أسفر مقتل وجرح العشرات من الجيش والمسلحين، بحسب مصادر أمنية وطبية. و قال العميد محمد سمير ،المتحدث العسكري، إنه صباح أمس الأربعاء، قام عدد من العناصر الإرهابية «تشير المعلومات الأولية أنها تقدر بحوالى (70) عنصرا بمهاجمة (5) أكمنة في قطاع تأمين شمال سيناء بالتزامن. وأضاف «أن قوات الجيش تعاملت فوريا مع «العناصر الإرهابية بكافة وسائل النيران مما أسفر عن مقتل 22 عنصرا إرهابيا وتدمير 3 عربات لاندكروز محملة بالمدافع عيار 14.5 مم المضادة للطائرات»، واستشهاد وإصابة (10) أبطال من رجال القوات المسلحة البواسل حتى الآن. وأشار المتحدث العسكري إلى أن القوات تواصل مطاردة العناصر الإرهابية وتمشيط المناطق المحيطة بالكمائن التي تم مهاجمتها للقضاء على ما تبقى منهم، ولاتزال الاشتباكات مستمرة حتى الآن. وأضاف في بيان له « أنه تم استهداف منطقة تجمع للعناصر الإرهابية وتدميرها بالكامل مما أسفر عن مقتل (17) إرهابيا، وان الاشتباكات لاتزال مستمرة حتى الآن وهناك أيضا ارتفاع أعداد القتلى من العناصر الإرهابية وأعداد الشهداء من أبطال القوات المسلحة، لافتا إلى أنه سيتم نشر البيانات المدققة تباعاً». كما هاجمت العناصر الإرهابية 16 كمينا ونقطة ارتكاز أمنية فى الشيخ زويد ورفح، من بينهم أكمنة « المساورة سادوت والى لافى الوفاق أبو طويلة – الضرائب قسم شرطة الشيخ زويد جرادة بنزينة بالخروبة قبر عمير الإسعاف البوابة الشلاق « وذلك من خلال الأسلحة الثقيلة وقذائف الآر بي جي والهاون، وقد اشتبكت العناصر الإرهابية مع القوات في عدة مواقع واستمر القتال لأكثر من ساعة. وأعلنت تقارير سقوط 64 قتيلا في صفوف قوات الأمن اثر تعرض أكثر من 19 كمينا للقوات المسلحة والشرطة المدنية في شمال سيناء إلى هجمات إرهابية مكثفة في توقيتات متزامنة، من خلال 3 عمليات انتحارية طالت نادي ضباط الشرطة في العريش، وكميني السدرة و أبو رفاعي بالشيخ زويد من خلال 3 سيارات مفخخة، اخترقت الحرم الأمني لتلك الأكمنة وتم تفجيرها من خلال العناصر الانتحارية الموجودة بها، مما أسفر عن سقوط أعداد من الشهداء والمصابين في صفوف رجال القوات المسلحة. وأنه تم رفع حالة الاستعداد القصوى بمستشفى الجلاء العسكري داخل معسكر الجلاء بمقر قيادة الجيش الثاني الميداني، لاستقبال أي حالات إصابات، مؤكدًا أنه يتم نقل الحالات الحرجة إلى مستشفى المعادي العسكري في القاهرة، للتدخل السريع والفوري في إنقاذها. ومن جانبها، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية، مسؤوليتها عن سلسلة الهجمات التي استهدف قوات الأمن المصرية في شمال سيناء امس الأربعاء، وقالت الجماعة في بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها استهدفت 15 موقعا أمنيا ونفذت ثلاث هجمات انتحارية موزعة على نادي الضباط في العريش وكميني السدرة وأبو رفاعي بمدينة الشيخ زويد. وأضاف بيان التنظيم، أنه تم الهجوم كذلك بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وقذائف «آر بي جي» والهاون على 14 كمينًا آخرين، وهم: «كمين الماسورة، كمين سادوت، كمين ولي لافي، كمين الوفاق، كمين أبو طويلة، كمين الضرائب، قسم شرطة الشيخ زويد، كمين جرادة، كمين بنزينة بالخروبة، كمين العبيدات، كمين قبر عمير، كمين الإسعاف، كمين البوابة، كمين الشلاق». ومن جانبه، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، ل «القدس العربي»، « بالرغم من انشاء قيادة موحدة للجيشين الثاني والثالث وتدمير عدد كبير من الأنفاق واقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة إلا انه ما زال هناك قيود على وجود القوات المسلحة في سيناء والعناصر الإرهابية تستغل تلك النقطة لتحقيق أهدافها، وأضاف « من الوارد ان تلك الهجمات الجديدة التي تحدث في شمال سيناء تدل على وجود فرع لتنظيم الدولة في مصر خاصة وان وجود فرع لهم في مصر لا يتطلب اكثر من ان تقوم مجموعة من الإرهابيين في مصر بإعلان انضمامها لداعش وتقوم داعش بإمدادهم بالاسلحة وكل عناصر التقوية». واضاف « لكي يتم الحد من تلك العمليات الإرهابية فلابد أولا من معاونة أهالي سيناء للقوات المسلحة والشرطة لأنهم لو كانوا تعاونوا منذ البداية لاستطاعت القوات المسلحة اجهاض تلك العملية قبل ان تبتدي، ثانيا لابد من توفير المعلومات عن العناصر الإرهابية سواء كان ذلك عن طريق مندوبين او الوسائل التكنولوجية، واضاف « ان الفترة المقبلة ستقوم القوات المسلحة بالتصدي بشدة لتلك العناصر الإرهابية ولكن ذلك لم يمنع من حدوث بعض العمليات الإرهابية». وقال اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي، ل»القدس العربي»، « ان إنشاء قيادة موحدة للجيشين الثاني والثالث وتدمير الأنفاق واقامة منطقة عازلة على الحدود مع غزة لا يمنع من حدوث تلك العمليات الإرهابية لأن مصر الآن تدخل في حرب طويلة مع الإرهاب وعناصر يتم امدادها بكل شيء من الخارج وتجنيد افراد ويأتي لتلك العناصر الإرهابية دعم عبر الأنفاق ودعم استخباراتي ودعم لوجيستي ودعم مادي من عدة دول، فنحن نواجه بالفعل حربا ضد الإرهاب ودول عدة تدعم هذه العناصر ضد مصر، وبالتالي مثل تتصدى لتلك العناصر في حرب شاملة «. واضاف « ان تلك العمليات التي تتم في سيناء لا تدل على وجود فرع لتنظيم داعش في مصر، وكلمة داعش تعد «لعبة»، وكل تنظيم في العالم يعلن ولائه لداعش، وبالتالي فإن أي عمل يقوم به أي تنظيم اخر يكون داعش في النهاية هو من فعل ذلك» وأكد « انني اتوقع حدوث المزيد من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، لأن الحرب مع جماعة «الإخوان» والجماعات المتطرفة، لن تتوقف عند حد معين بل ستمتد لفترةٍ طويلة.