خرجت علينا الصحف بأخبار عن الإنتحار وكثرت، يوم خبر إنتحار شاب وآخر خبر إنتحار فتاه يجب ان نبحث جيدا ما هى الظروف التى تؤدى الى إنتحار كل منهم وبكثرة ليس كلهم مختلين عقلياً او مرضى نفسيين او يعانون من اضطرابات عقلية او نفسية مزمنه . تريثوا فلنبحث عن الظروف التى تؤدى الى إنتشار تلك الظاهرة . ففى منظورى الإنتحار فى الآونة الأخيرة أسبابه مادية وإجتماعية ودينية ؛ حوالي 35% من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان و65% يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ كالقيام بالعمليات الانتحارية .. الأسباب المادية نراها فى العديد من الحالات التى كتبت عنها الصحف واغلبها عدم مقدرة الافراد مواكبة غلاء الاسعار وغيرها من الظروف المحيطة ؛ فالبطالة هى عنوان كل شىء يحدث بالمجتمع يعتقد الفرد انه يهرب من المسئولية والاعباء المحملة عليه ولا يرى انه يرمى عاتق المسئولية الاكبر على من يخلف عليه تحمل المسئولية وغالبا تكون الزوجة وهنا يختلق الزوج العديد من المشكلات الاخرى التابعة سواء لجوء الزوجة لطرق غير شرعية لكى تتعايش مع ظروف الحياة وغيرها .. أما الاسباب الاجتماعية وفي اعتقادي أن هناك بعض العوامل الاجتماعية والنفسية التي قد تدفع بالإنسان الجاهل إلى الانتحار ..وذلك يرجع لغلبة الظن الخاطئ عند المنتحر أنه سيضع بانتحاره وإزهاقه لنفسه حداً لما يعيشه أو يُعانيه من مشكلاتٍ أو ضغوطٍ أو ظروف سيئة ، وهذا مفهومٌ خاطئٌ ومغلوطٌ وبعيدٌ كل البُعد عن الحقيقة. ، والجهل والجزع وعدم الصبر ، والاستسلام لليأس والقنوط وما يؤدي إلى ذلك من الهواجس والأفكار والوساوس ، ويندرج تحتها العديد من البنود المختلفة تتأرجح بين كل من الامراض النفسية والعقلية أو اسباب اجتماعية أساسها الميل للعزلة او مواقف مؤثرة مثل حوادث الاغتصاب ومن هنا ترى البنت انها قد تكون وصمة عار على الاسرة فتتخلص من حياتها حتى لا تجلب العار للاسرة فى النطاق الاجتماعى المحيط هى ليس لها يد فى ذلك فهى حادثة اغتصاب والاغرب من هذا في الاونة الاخيرة انتحار طلبة الثانوية العامة نظرا لصعوبة الامتحان ما الداعى لكل ذلك سؤال طرح فى مخيلتى لا يستحق امتحان ما ان نرمى بأنفسنا الى التهلكة .. أما لماذا لم يعرف مجتمعنا هذه الظاهرة إلا مؤخراً ؛ فيرجع ذلك إلى أسبابٍ منها .. الانفتاح الإعلامي والثقافي غير المنضبط الذي نعيشه في مجتمعنا المعاصر ، الأمر الذي دعا إلى تقليد الآخرين والتأثر بهم في كل شأنٍ من شؤونهم ، وهو أمرٌ غيرُ محمودٍ لما فيه من ضياع الهوية واستلابها ،وكثرة المشكلات الأُسرية التي أصبح مجتمعنا يعانيها ؛ والتي ترتب على انتشارها نتائج مؤسفة مثل التفكك الأُسري ، وانتشار بعض الظواهر الاجتماعية السلبية التي يأتي من أبرزها جريمة الانتحار ، و التأثر الشديد ولاسيما عند صغار السن ومحدودي الثقافة بما تبثه القنوات الفضائية من أفكارٍ وطروحاتٍ وموضوعاتٍ تحث بصورةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرة على الانتحار، وتجعل منه حلاً عاجلاً وسريعاً لكثيرٍ من المشكلات النفسية والاجتماعية التي يعاني منها بعض الناس . أما الاساس الدينى والبعد عن التدين هو اساس هذه الحالة فلو عرف الفرد صحيح دينه لرفض فكرة الانتحار رأى الفقهاء و علماء الدين ان الانتحار من كبائر الذنوب ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به .. ضعف الوازع الديني عند الإنسان ، وعدم إدراك خطورة هذا الفعل الشنيع والجريمة الكُبرى التي يترتب عليها حرمان النفس من حقها في الحياة ؛ إضافةً إلى التعرض للوعيد الشديد والعقاب الأليم في الدار الآخرة ، وعدم اكتمال المعنى الإيماني في النفس البشرية إذ إن الإيمان الكامل الصحيح يفرض على الإنسان الرضا بقضاء الله تعالى وقدره ، وعدم الاعتراض على ذلك القدر مهما بدأ للإنسان أنه سيءٌ أو غير مرضِ . ولا شك أن الانتحار لا يخرج عن كونه اعتراضاً على واقع الحال ودليلاً على عدم الرضا به . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم (109). أما علاج هذه الظاهرة فلا يمكن أن يتم إلا بالعودة الصادقة إلى الله تعالى والالتزام الصادق بما أمر الله به من أقوالٍ وأعمالٍ وأوامر ونواهٍ جاءت في مجموعها مُمثلةً لدور التربية الإسلامية ومؤسساتها الاجتماعية المختلفة في تحصين الفرد وحمايته من هذا الانحراف السلوكي الخطير عن طريق التالي وهو التمسك بمبادئ وقيم وتعاليم وتوجيهات التربية الإسلامية الصحيحة ، والعمل على تطبيقها في واقعنا المعاصر لما تُقدمه من حلولٍ ناجحةٍ لجميع المشكلات والظواهر السلبية في المجتمع ، وزيادة الجرعات التوعوية اللازمة لأفراد وفئات المجتمع عن طريق مختلف الوسائل الإعلامية والتعليمية ؛ لبيان خطر جريمة الانتحار وبشاعتها وما يترتب عليها من نتائج مؤسفة وعواقب وخيمة سواءً على الفرد أو المجتمع ، ومراقبة الله تعالى في مختلف الأعمال والأقوال ، وفي كل شأنٍ من شئون الحياة عند الإنسان ؛ إذ إن من راقب الله تعالى وخافه واتقاه لن يستحوذ عليه الشيطان ، ولن يلقي بنفسه إلى التهلكة ، لأنه يعلم أنه سيُسأل عن ذلك أمام الله تعالى ، و محاولة تفهم الظروف والأسباب التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع إلى محاولة الانتحار ، ومن ثم العمل على مد يد العون لهم ، ومساعدتهم في حلها . وبذلك يتم القضاء على أسباب هذه الالظاهرة ودواعيها بإذن الله ، وإخضاع الظواهر السلبية في المجتمع للدراسة والبحث حتى تُعرف أسبابها ودواعيها ، ومن ثم تبدأ خطوات الوقاية منها ، وإيجاد العلاج المناسب لها ؛ فهل يوجد شىء ما يستحق الانتحار ؟ سؤال طرح على العديد من الناس ولا يوجد له اجابة صريحة غير البعد عن التدين، حكموا انفسكم قبل ان تحاكموا عند رب العباد استرثوا وصابروا ولا تبعدوا عن دينكم فهو خير مرشد للصواب حكموا عقولكم حتى لا تقعوا فى نفور من المجتمع ككل . قال الإمام الشافعى: "ولرب نازلة يضيق لها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج»، «ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تفرج" .