اتفق بعض علماء الأزهر والدين الإسلامي أن السبب وراء الانتحار لبعض من الشباب في الأيام القليلة السابقة يرجع إلى عدم وجود الوعى الدينى، وعدم تلقى تنشئة اجتماعية سوية، وعدم معرفتهم بالتحديات التي تواجههم . بالإضافة إلى ضعف النزع الديني بينهم وغياب القدوة الحسنة التي تتمتع بالصبر والمصابرة بقضاء الله وقدره في جميع الأحوال مؤكدين أنه لا يوجد أي سبب يستحق أن يقبل الفرد على الانتحار بسببه أيا ما كان هذا السبب. وفي البداية قال الشيخ أحمد ترك رئيس قسم المساجد الكبرى بوزارة الأوقاف: إن انتحار الفتاة التى لا تتجاوز العشرين عاما اليوم عن طريق إلقاء نفسها من أعلى كوبرى قصر النيل، هو يأس وضعف نتيجة مرض نفسي واكتئاب. وأوضح ترك فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" اليوم الإثنين أن ظاهرة انتحار الشباب فى الفترة الحالية ناتج عن عدم معرفتهم طرق مواجهة التحديات والشدائد التى يمرون بها، لافتًا إلى أن هؤلاء الشباب الذين يقبلون على الانتحار هم ضعفاء؛ لأن الإنسان القوى سيواجه التحديات عندما يكون قويا. وتابع رئيس قسم المساجد الكبرى بوزارة الأوقاف "أن التحديات والظروف التى نمر بها صعبة للغاية ولكن الحياه ليست رفاهية بكاملها والشدائد هى ابتلاء من الله عزوجل" وأردف: "الشباب هم قادة الإصلاح وعليهم مواجهة التحديات " ومن جانبة اكد الدكتور محمود عبد الخالق دراز الأستاذ بجامعة الأزهر والداعية الإسلامى: إن انتحار الفتاة التى لا تتجاوز العشرين عاما اليوم عن طريق إلقاء نفسها من أعلى كوبرى قصر النيل، وزيادة انتحار بعض الشباب فى الفترة الحالية هو ناتج عن غياب القدوة وعدم التدين، لافتًا إلى أن الشباب فى الفترة العمرية من 17 - 27 عاما يمرون بتغيرات فسيولوجية ولا يجد من يسد حاجاته ومن ثم يلجأ للانتحار وأضاف دراز إن انتحار الشباب ينتج عنه معاقبتهم فى الآخرة، وأيضًا يسأل عنه ولى الأمر والمجتمع، مشيرًا إلى قول الرسول صل الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" ووجه أستاذ جامعة الأزهر والداعية كلمته إلى الشباب قائلا: "اتقوا الله، فقد مر سيدنا يوسف عليه السلام بظروف لا يتحملها بشر ولكن ربنا مكنه بعد ذلك فى الأرض ." واكد على حتمية الاهتمام بالمرض النفسي؛ لأن بعض الناس مقصر فى علاجها لرؤيتهم إياه وصمة عار وعدم معرفتهم للفرق بين المرض النفسي والعقلى فيما أكد الدكتور أحمد كريمة، أحد علماء الأزهر الشريف: أن الإقبال على فكرة الانتحار ترجع إلى ضعف الوازع الديني عند المنتحر، مضيفًا أن هناك عناصر أخرى تسهم في ترسيخ فكرة الانتحار لدى المنتحر، منها أن يكون المنتحر يعاني من عدد من المشكلات النفسية بعد أن تأكد أن ليس لها حلول وأن الحل الوحيد من هذه المشكلات هو الانتحار . وأضاف "كريمة " أن غياب الرعاية الأُسْرِية السليمة وتراجع القيم الدينية وغياب القدوة الذي يمثل الصبر والقوة وتحمل المسئولية في الأسرة والعمل والمحيطين بالمنتحر، لافتا إلى أن غياب الدفء المجتمعي، وغياب الصديق الحقيقي الوفي الذي يقف بجوار الصديق في وقت الشديد يسهم بشكل كبير في شعور المنتحر بالوحدة. وطالب عالم الأزاهر الشباب بضرورة التوكل على الله ونشر معاني قوله تعالى: "وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"، خاصة أن قدر الله مقدورٌ، مشيرًا إلى أنه يجب الرضا بقضاء الله وقدره، وأن يكون الإنسان حاضرا بين الصبر والشكر .