انتابني الفزع عندما قرأت في أحدى الصحف الإسرائيلية ، أن الدولة العبرية مستاءة من عدم تصدير الطماطم لها ،ووصفت الرد المصري الذي صدر عن رئيس المركز المصري للخضار والفواكه بالفتور..إلى هنا ينتهي الخبر ،ولكنه عندنا نحن المصريين لم ينته بعد ؛فأي حكومة هذه التي ترضى بتصدير محصول مهم يدخل فى جميع الوجبات على مائدة الطعام ، فنحن شعب إذا داهمنا غلاء الأسعار ،فيكفى رب الأسرة قطعة طماطم (وحتة جبن من المش) ليقضى بها وجبته. ألم يكف حكومتنا المصونة الجاثمة على أنفاسنا منذ خمس سنوات -زد عليهم قليلاً- أن الأسعار زادت أضعاف أضعافها؟! ،ولم يعد فى مقدورنا حتى الحصول على رغيف خبز ؛ فهؤلاء حولوا حياتنا جحيما..نستيقظ فجراً للبحث عن فرن نحصل منه على عشرة أرغفة نسد بهم رمق أبنائنا طوال اليوم ،ونأمر ست البيت بعمل شوية أرز على الغذاء ونشترى كيلو بلح رطب "وهى طقة وبتتقضى" وفى العشاء "حتة جبنة وطماطماية" ونام يا واد أنت وهو. وحيث أن الطماطم سعر الكيلو وصل إلى 10 جنيهات ؛تبقى وجبة العشاء مهددة ..فماذا نفعل ؟!- البهوات الذين يسكنون الأبراج العاجية يقولون أن معدل النمو فى ازدياد ..والله يا سادة ..أبحث عن هذا النمو فلا أجده ..فمن يجده منكم فليخبرنى ..ربما أكون متجنياً على وزراء حكومتنا المصونة . وليست وجبة العشاء فقط المهددة ؛وإنما وجبة الغذاء أيضاً..خاصة يوم الخميس..الذي نستنشق حضوره كل أسبوع ؛ من أجل فك الرقبة ..وهنأكل لحمة أياً كانت (دجاج ..كرشه..كبده )المهم لحمة فيها شوية شوربة وتقلية ،وما أدراك ما التقلية ..عزيزى القارىء..رائحة المنازل فى هذا اليوم ..نتمنى أن تكون كذلك طوال الأسبوع..لست أكولاً ،ولكننى أرصد واقع نعيش فيه. هذا ما كنا نعيش عليه طوال سنوات مضت ؛ ويبدو أننا كنا نحلم..واستكثرت حكومتنا المصونة علينا الحلم ،وارتفعت أسعار اللحمة بكل أنواعها ،والطماطم أيضاً التى كانت فاكهة الفقراء، هم يتحججون بأن الحر السبب فى غلائها ، أصدقكم القول ،ولكن ترتفع من جنيه ونصف إلى عشرة جنيهات،كيف أصدقكم ومنذ متى وأنتم صادقون؟! أدمنتم الكذب على الشعب ،وما زلتم على كراسيكم منعمين مرفهين ، هذه الصحيفة الإسرائيلية كشفت كذبكم وتماديكم فى خداع شعبكم. أورثتمونا الكره وعدم الإنتماء ، ولكننا ما زلنا نتمسك ببصيص النور الذى ربما يضىء النفق المظلم ذات يوم