سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. يسري هاني : أعداء الأمة أرادوا فرض النعاس علي الأمة وبدأت فى القرن ال 17 واستمرت في القرن ال 18 و ال 20 ثم أصبح تنبلة " سوبر كسل " في القرن ال 21 , وأعداؤنا أرادوا أن نبقي في هذه التنبلة .
أكد الدكتور يسري هاني " أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر و القيادي بجماعة الإخوان المسلمين على أن ما نحن فيه اليوم فضل من الله تعالى , فثورة 25 يناير فضل منه وحده , ومن الرحمة أن يأتي هذا الفتح بأقل التكاليف الدموية ونسأل الله تعالى أن يحي هذا الفتح للمصريين جميعا مسلمين و مسيحين " قل بفضل الله وبرحمته " جاء ذلك خلال لقاء الثلاثاء أمس الذي نظمته جماعة الإخوان المسلمين بالمنصورة بمسجد الشناوي في حضور حشد من أبناء مدينة المنصورة , بعد غياب للدكتور يسري هاني خارج مصر , وبعد منعه من الخطابة فيها . وأضاف : يجب علينا أن نفرح بهذا العطاء والفرح عند العلماء ينقسم إلي قسمين فرح بمعني السرور وهو أن تذكر ربك بعد النعمة و أن تنكسر بين يدية فلولاه ما كانت النعمة وهذا هو المطلوب شرعا والرسول في فتح مكة دخل منكسرا رغم فتح الله عليه , وفرح بمعني الغرور بمعني إذا جاء للعبد نعمة تكبر وتجبر ويقول " إنما أوتيته علي علم عندي " كما قال قارون . وتساءل : ماذا بعد هذا الفرح وما المطلوب منا , فبنوا إسرائيل كانوا يعانون من فرعون الأمرين فرد عليهم سيدنا موسي " عسي ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر ماذا تعملون " , فلقد كنا قبل ثورة 25 يناير في نعمة البلاء فأصبحنا بعدها في انتظار الرخاء سيعطي لكم الأرض ويرفع الغمة و ينظر إليكم ماذا ستفعلون وماذا ستقدمون لدينكم و لعرضكم و ولبلدكم ولأرضكم إلي أخر المطلوب , وينظر كيف تعملون إذاً مصر كلها أمام هذا الاختبار ومن هنا يجب أن نتفقه ونعلم ماذا نفعل وماذا نعمل , وكيف ينظر الله الينا فيجب علينا أن نشكر النعمة ونشكر المنعم , ونسخر النعمة فيما خلقت له , وللأسف البعض منا يريد أن يحول النعمة إلي محاربة المنعم جل وعلي بأن ينحي دينه وينحي شريعته . ويتابع فيقول : نحن نريد أن ننظر ماذا نفعل ولا يجوز ذلك إلا من خلال القرآن الكريم وأعظم تطبيق لبيان الطريق هو النبوات في دعوة الأنبياء في القرآن والتي عندما تقرأها قراءة المتدبر المتأني ستجدها كأنها معك الآن فيما نحن فيه , تخاطبك ببيان الحل وهذه روعة القرآن كأنه يتنزل الآن ويبين الواقع الذي يعيشه المسلمون و يضع النقاط علي الحروف ويبين ماذا تفعلون . مسيرة دعوية عمرها ألف سنة تقريبا يدرك أنها تقرير أخير يرفع فيه سيدنا نوح بيان عملي. ومن أول الواجبات المفروضة علينا أن نعبِّد مجتمعنا لله وأن نأخذ الناس إلي الله و أن نعيد هذه القلوب إلي ربها و أن نملأ هذه القلوب بالتوحيد الخالص لله فتمتلئ القلوب يقينا بأنه سبحانه المدبر لهذا الكون القيوم الذي لا يملك أحد معه شيئ , المالك لما يدبره صاحب القهر والسلطان والعظمة في الدنيا والآخرة . فنحن نريد أن نعيد أمتنا إلي هذه العبودية و ننسي الملذات والشهوات ونترك عبادة المناصب وعبادة الأموال والملذات ونعلم أن كل هذا زائل وأن العبودية الصحيحة التي تعيدنا إلي معني الإنسانية الحق هي عبوديتنا لله الواحد والتي تحررنا من كل عبودية سوي الله أما من عبد مالا أو منصبا أو جاها فكل التعاسة عنده والرسول صلى الله عليه وسلم قال " تعس عبد الدرهم وتعس عبد الدينار وتعس عبد القطيفة " نريد أن نخرج الناس من العبادة للدينار والمناصب ونصفي القلوب بحيث ترجع تعبد الله الواحد سبحانه وتعالي , من يعبد الله فهو الذي يعيش دنيا سعيدة في أمان العبودية . بالعبودية والتقوي تطع المنعم , ولابد لك أيضا أن تطيع من أرسله الله لك لأنه المبلغ عن الله , وعند طاعة الرسول أو طاعة الأوامر والنواهي مثل " الزانية والزاني فاجلدوا " يأتي من يقول أنا لي كلمة و لازم العقلانية ومينفعش في هذا العصر فأين طاعة الله وأين " وما أتاكم الرسول فخذوه " وطاعة الرسول المبلغ عن الله أصل من أصول تأسيس الحضارة الناجحة التي تؤدي إلي الحياة الطيبة و لهذا نتواصى أن نحمل هذه الأمور الثلاثة وأن نعلمها للأجيال , نأخذ الأجيال إلي عبودية الله سبحانه و تعالي ونأخذها إلي التقوي ونأخذ بيد الأجيال إلي طاعة الرسول فيما بلغ وأمر ونهي , وبالتالي نكون الشخصية التي تبني حضارة اليوم , تضع إنسان عابد لله أو تختار وزير سيكون بمعني كلمة وزير وليس وزير " بدون واو " وبالتالي من يبني حضارة مصر من يحمل هذه الصفات الثلاثة لذلك دعي سيدنا نوح " أن اعبدوا الله و اتقوه و أطيعون " , والرسول جمع قريش وقال لهم " يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " فالنجاح كله تحت لواء هذه الدعوة , فسيدنا نوح بدأ هذه الرحلة الشاقة بهذا البيان البديع ثم أعذر إلي الله فبلغ ليقول لنا حينما تؤسسون للأجيال علي هذه الأمور الثلاثة ادفعوا هذه الأجيال إلي البلاغ وهذه نقطة مهمة يعني لا ينفع أن نتقي الله و نجلس في بيوتنا , فنحن نحتاج إلي فقه بناء الأمة , أمتنا تحتاج إلي عمل لنرفع عن كاهلها كسل أربعة قرون علي الأقل من العد التنازلي للأمة الإسلامية في حضارتها , بدأ في القرن ال 17 الميلادي بتغيير عوامل التعرية من وجود المحتل ومؤامرات الأعداء ومن غفلة من أتي ومن كانوا يحكمون وكانت الأصابع المدمرة تعمل علي أن تنام الأمة عن التغيير " اسكت لا تتحرك لأنها عندما تحركت للتغيير وصلت دعوتهم إلي ثلاثة أرباع الأرض في 80 عاما فقط ابتداء من صحابة رسول الله فأراد أعداء الإسلام للأمة أن تنام وتسكت عن التغيير وتنسي أعظم شرف نالته الأمة " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " , و هذه وظيفة الأمة الحركة والدفع وأعداء الأمة أرادوا فرض النعاس عليها وبدأت في القرن ال 17 واستمر في القرن 18 و 20 ثم أصبح تنبلة " سوبر كسل " في القرن ال 21, وأرادوا أن نبقي في هذه التنبلة وتفسد الأمة عن الإنذار ولكننا نريد وحدانية الله في عبودية شاملة و طاعة للنبي المبلغ و حركة للدفع بالرحمة بالعطاء بطول البال