الزمان المصرى : مها أشرف لعبت دورا استراتيجيا فى عهد عبد الناصر وتعرضت للإهمال أيام السادات وظهرت التعديات فى عهد مبارك أحد الصيادين..ما يحدث للبحيرة مخطط اتفق عليه فى البنود السرية لكامب ديفيد!! تقليص مساحتها من 750 ألف إلى 58 ألف فدان أصحاب النفوذ يستولون على مساحة كبيرة والباقى للبلطجية لم تكن هجرة الصيادين وخروجهم للسعى وراء لقمة عيشهم سوى ورقة التوت الأخيرة لما يقابلونه من متاعب داخل حدود وطنهم ، فمصر بها بحيرتين من أشهر البحيرات وهما :المنزلة بالدقهلية والبرلس بكفر الشيخ ..وبحيرة المنزلة تتعرض لكارثة تهدد الصيادين بدمياط وبور سعيد والدقهلية وهى تقليص مساحتها من 750 ألف فدانا إلى 58 ألف فدانا ناهيك عن الأحواش التى يقوم بعملها أصحاب النفوذ ؛ فكانت نهاية هؤلاء الصيادين إما الموت فى عرض البحر غرقا أو الموت بيد القراصنة فى الصومال واليمن وليبيا ..هذا هو الموجز وإليكم الأنباء بالتفصيل :- فى البداية يروى حسن إبراهيم الشوا -كبير الصيادين -ماضى البحيرة قائلا : مساحة البحيرة كانت 750 ألف فدانا من المياه الصافية والتى تطل على خمس محافظات تقلصت الآن إلى 58 ألف فدانا فقط تطل على ثلاث محافظات هم الدقهلية ودمياط وبور سعيد إلا أن التعديات على البحيرة لم تترك منها سوى شوارع صغيرة لا يستطيع الصياد الغلبان الصيد فيها . ويحكى سعيد توفيق يومه كصياد داخل البحيرة ..نبدأ بالنزول إلى البحيرة مع بداية النهار أنا وأولادى وندعو الله أن يكفينا شر أصحاب الحوش والحراسات وخفر السواحل ثم نبدأ الصيد بأيدينا فنمسك السمك من داخل الماء لعدم استطاعتنا الصيد بالماكينات خوفا من أن نلفت نظر البلطجية لنا ،ونأخذ حذرنا جيدا حتى لا نقترب من أحد الحوش ..فإذا شاهدنا أحد الحراس يطلق علينا الرصاص ويأخذ ما جمعناه بالقوة أو يقوم بضربنا بشدة ونرجع إلى أهالينا مكسورى العين ؛ لذلك ظهرت الإتاوات وقطاعى الطرق داخل البحيرة وحتى نأمن شرهم نقسم معهم رزقنا حتى لا نتعرض للضرب والإهانة ..المهم أن نخرج من المياه قبل غروب الشمس . ويتفق على البوطى وعلى عبد الفتاح فى أن ما يحدث بالبحيرة لغز كبير يجب أن يحل لأن حزن أهالى البحيرة ليس على البحيرة فقط وإنما حزن على مصر كلها ؛لأنها حرمت من الخيرات التى كانت تحصل عليها من البحيرة ..أضف إلى ذلك أنها تحولت إلى مصدرلللأمراض والأوبئة بسبب غلق البواغيز والفتحات التى كانت تربطها بالبحر المالح فى نفس الوقت الذى يتم إلقاء الصرف الصحى والصناعى لمحافظاتالقاهرة الكبرى وبور سعيد ودمياط والدقهلية ؛ مما حولها إلى مستنقع مائى ملىء بالرصاص والرنيخ والمعادن الثقيلة التى تسببت بدورها فى إصابة الصيادين بالفشل الكلوى وفيروس الكبد الوبائى ، والكارثة استخدام أصحاب التعديات الطيور النافقة فى صيد القراميط وبعض الأسماك مما ينذر بكارثة صحية على الإنسان . ويرى محمود عبد الحفيظ التعديات بدأت منذ عام 1981وحتى الآن وهو مخطط مقصود وتم الإتفاق عليه فى البنود السرية لإتفاقية كامب ديفيد لما تمثله البحيرة من قيمة تاريخية ومن تهديد دائم لأطماع اسرائيل فى المنطقة حيث يمتد دورها التاريخى إلى مقاومة الحملة الفرنسية بقيادة المناضل حسن طوبار ، كما لعبت البحيرة دورا استراتيجيا فى العدوان الثلاثى عام 56 واستمر دورها حتى 67 ،و73 وهو ما أكد عليه جمال عبد الناصر والسادات فى الزيارات التى قاما بها كل منهما للبحيرة ؛ إلا أنها تعرضت للإهمال فى نهاية عهد السادات ثم ظهرت التعديات أول مرة فى عهد مبارك . ولم تقف معاناة الصيادين عند هذا الحد بل امتدت إلى فقد عدد منهم أثناء الهجرة للعمل فى السواحل الخارجية مثل الصيادين الذين اختطفوا ضمن مركب صيد واستولى عليه قراصنة صوماليين وهم السيد أحمد حبيشى وشقيقه أحمد وإبراهيم المطرى والسيد الشناوى وحسينى صبيح والعربى عياد ةومر على اختطافهم 4 شهور ولم يهتم بهم أحد حتى قرر محافظ الدقهلية صرف إعانة شهرية 300جنيه لكل أسرة .. ويوميا يتم فقد العشرات من الصيادين ولا أحد يسأل فيهم. وعن دور خفر السواحل يقول محمد سعد الخفر لا يستطيعون حمايتنا لأن اللنشات التى يستخدمونها سرعتها أقل بكثير من سرعة اللنشات التى تستخدمها الحراسات . ورغم ذلك لا يتركنا خفر السواحل فى حالنا ويلقون القبض على أى مركب صيد أمامهم بحجة أنه يجب تقفيل المحضر وإتمام عدد معن من الضبطات فى اليوم وهذا هو قدر المركب الذى يقابلهم ، فيأخذوه إلى نقطة الزهور ببور سعيد وهناك يدفع غرامة تجاوز سرعة أو أى غرامة يحددها الخفر . من ناحيته يؤكد محمد السيد عزام رئيس لجنة الثروة السمكية بمجلس محلى المحافظة أن البحيرة كانت تعد شاطىء سياحى بسبب اختلاط الماء المالح بها ؛ كما أنها كانت تنتج فى الماضى ما لا يقل عن 450 ألف طن من الأسماك سنويا مما يعادل ثلث إنتاج مصر من الثروة السمكية . فكانت تنتج ما يزيد عن 20 نوعا من الأسماك بسبب وجود البواغيز التى تنقل مياه البحر المالح إليها ويأتى معها كميات كبيرة من الأسماك إلا أن غلق البواغيز وإهمال تطهيرها جعل البحيرة تقتصر على نوعين من السمك فقط هما البلطى والقراميط .أضف إلى ذلك أنه مصدر رزق ل 250 ألف صياد يعيشون عليها . ويستطرد البحيرة تحولت الآن إلى مجموعة من المستعمرات الخاصة بسبب كثرة التعديات من أصحاب الأموال والنفوذ .فيقوم صاحب النفوذ بإستئجار عددا من البلطجية الملحين بأسلحة آلية واستئجار حفار خاص ويقوم بتحديد الماحة التى يريد الإستيلاء عليها ثم يزرع حولها ورد النيل على شكل صور ويدعمه بالغاب والبوص ثم يقوم الحفار بنقل كمية كبيرة من طمى البحيرة حول تلك المستعمرة لعمل جسر لها يصل قوته فى عدد من المستعمرات إلى مرور سيارة نقل فوقه وسمى الصيادن تلك المستعمرات بالحوش وبعد عدة أسابيع تأتى ماكينة رفع المياه لسحب المياه من داخلها وإبقاء الأسماك فى أرض الحوشه ويقوم صاحبها باستئجار الصيادين الذين لم يعد لهم مكانا يعملون فيه فيقومون بفرز الأسماك وتجهيزها للبيع لصالح صاحب المستعمرة ..ولحمايتها يلجأ صاحبها إلى استئجار جيش مسلح من البلطجية بجميع الأسلحة الممكنة والغير ممكنة ويحملونها جهرا ليلا ونهارا لتأديب من تسول له نفسه الإقتراب منها ..والمثير للدهشة قيام أصحاب تلك المستعمرات من البناء عليها وتوصيل كافة المرافق من كهرباء ومياه وبناء مسجد يحتمى به عند محاولة شرطة المسطحات المائية إزالة التعدى بحجة أنه بيت الله ولا يجوز لأحد هدمه فى حين أنه يستخدمه من الخلف كحظيرة مواشى ويردم أكبر مساحة منها وستخدمها فى تربية الماشية حيث تنبت حشائش ونباتات طبيعية . بينما يكتفى الصيادون الأصليون بالعمل فى تجارة البوص . وفى دراسة أعدها محمد فرج الرئيس الأسبق للجنة الثروة السمكية حول أوضاع البحيرة أكد فيها أن تدهور البحيرة أدى إلى حدوث خلل اجتماعى وتفكيك فى أسر الصيادين فهجر أكثر من 80% من الصيادين بلادهم وذهبوا إلى اليونان وسواحل ايطاليا أو هاجروا هجرة داخلية إلى السويس وبرج العرب ، وتفشت الأمراض الإجتماعية بينهم مثل الحقد والكراهية وكثرة العنف بسبب عدم تكافؤ الفرص وإصرار أصحاب التعديات على الإعلان الدائم أنهم مسنودين وفى حماية شخصيات كبيرة مهمة وهو ما يلمسه الصياد الفقير بنفسه ، كما أن انتشار السلاح أدى إلى كثرة جرائم القتل والعنف والعنف المضاد ..ومن الآثار الإقتصادية إضافة أعداد جديدة للبطالة بسبب الأمراض أو العاهات التى تصيب الصيادين عند نزول البحيرة ..بالإضافة إلى أن البحيرة تحولت من مصدر لتوفير العملة الصعبة للدولة بتصدير الأسماك أصبحت عامل طرد للصيادين كما كلفت الدولة استيراد أسماك مجمدة ..وتعطل السياحة فى البحيرة فقد كانت تمثل شاطىء سياحى جذاب قبل منع وصول المياه المالحة إليها .