فيلم "الست" لا يخطئ لأنه تناول أم كلثوم،بل لأنه اعتذر لها طوال الوقت. اعتذر في الاختيار، وفي الكتابة، وفي الأداء، وكأن صُناعه دخلوا التجربة وهم يعرفون سلفا أنهم لن ينتصروا، فاكتفوا بمحاولة النجاة. وهذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لفيلم عن أسطورة..أن يُصنع بعقلية (خلّينا نعدّي). #منى_زكي.. تمثيل بلا سطوة منى زكي ممثلة مجتهدة، لكن الاجتهاد لا يصنع الهيمنة.فيلم "الست" لم نشاهد أم كلثوم، بل شاهدنا ممثلة خائفة من المقارنة، تحاصر نفسها داخل تقنيات الأداء حتى لا تنكشف الفجوة. #أداؤها؛محسوب..مهذّب ..مدروس أكثر من اللازم لكن أم كلثوم لم تكن مدروسة.. كانت جارفة.لم نر امرأة تدخل المكان فيصمت الجميع،لم نر عينا تفرض سلطتها،لم نسمع صمتا أثقل من الصوت. ما رأيناه هو أداء "تمثيلي" واضح، وحين يرى التمثيل، يموت الوهم. #القصة_جريمة تبسيط متعمدة كاتب القصة ارتكب جريمة فنية مكتملة الأركان؛فحول أم كلثوم من قوة تاريخية إلى حالة شعورية.بدل أن نراها #مشروع سلطة ثقافية #ظاهرة سياسية ناعمة #امرأة أعادت تعريف الصوت والهيبة رأيناها؛ مترددة قلقة منكفئة على ذاتها هذا ليس تأويلًا.. هذا تشويه ناعم. فأم كلثوم لم تصعد بالبكاء، بل بالسيطرة.لم تنتصر بالضعف، بل بالصرامة. والفيلم أصر على نزع أنيابها حتى تصبح صالحة للمشاهدة #السيناريو..كتابة تخشى الحقيقة السيناريو لا يكتب أم كلثوم، بل يخففها. كل حافة حادة تم صقلها،كل صدام محتمل تم تفاديه،كل لحظة قسوة حقيقية تم تليينها. #الحوار؛ يشرح ولا يترك يبرر ولا يهاجم يواسي المشاهد بدل أن يضعه في مأزق هذا ليس سيناريو عن أم كلثوم، هذا دليل استخدام مبسط لأسطورة معقدة. #الفيلم صناعة بلا روح فيلم"الست" فيلم مصنوع بحرفية، لكن الحرفية حين تنفصل عن الجرأة تتحول إلى زينة. لا مخاطرة، لا تهديد،لا محاولة لكسر الصورة أو إعادة تشكيلها. والنتيجة عمل؛ نظيف أكثر من اللازم محترم أكثر من اللازم خال من الخطر وأم كلثوم كانت خطرا على عصرها. #الخلاصة فشل مهيب منى زكي لم تفشل لأنها ضعيفة،بل لأنها أُقحمت في معركة خاسرة بلا سلاح. فكاتب القصة لم يفهم أن أم كلثوم لا تُحكى من الداخل فقط،والسيناريو لم يجرؤ أن يكون قاسيا كما كان زمنها. فيلم "الست" لم يهزم الأسطورة، بل هزم نفسه بمحاولة تدجينها. هذا فيلم لا يغضب أحدا،ولهذا لن يهز أحدا. وأم كلثوم، لو كانت بيننا،لأغلقت الراديو،وتركت السينما تواجه صمتها.