أدبُ الكلام والحديث والمناقشة والحوار وطرح الأراء المختلف عليها بين شخصين، أو بين جهتين فنّّ نحتاج إلى أن نتعلمه جيدًا ، للحفاظ على أواصر التفاهم الإنساني بشتى أصنافه الدينية، الإجتماعية، العرقية، المذهبية ، العائلية، فالكلام من أفضل السبل للحفاظ عليها، وكما يقول الإمام علي كرم الله وجهه في إحدى حكمه( تكلموا تعرفوا فإنّ المرء مخبوءٌ تحت لسانه ) وكما في الحديث النبوي الشريف ' ص' ( وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلّا حصائد ألسنتهم ) ، ولنا في قول الله تعالى أكبر العبر والدروس حيث يقول جلّ شأنه : {{ ألم ترَ كيف ضرب اللهُ مثلًا كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء". "تؤتي أكُلَها كلّ حينٍ بإذن ربّها ويضربُ اللهُ الأمثالَ للنّاسِ لعلهم يتذكّرون". "ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوقِ الأرضِ ما لها من قرار }} سورة إبراهيم (24-26). فالكلمة الطيبة بين الطرفين المتحاورين لها دورها الإيجابي في تثبيت أواصر التفاهم بينهما ، وفي تحقيق الهدف المنشود من وراء الآراء المطروحة وإن كان هناك اختلاف في وجهات النظر ، فاختلاف وجهات النظر من الأمور الطبيعية التي لا تستدعي المشاحنة والعداوة والقطيعة أو توجيه الطعن أو الإهانة أو التسقيط إلى الطرف الآخر ، والتي قد يبادلها الطرف الآخر بالمثل كنتيجة ردة فعلٍ لديه، خاصةً إذا ما احتوى الكلام على إشاراتٍ بالرمي والقذف وتلفيق الأكاذيب ، ومن الأفضل تجنب الشخصيات المجادلة بالباطل و الضاربة للحقائق الثابتة بعرض الحائط. ومن أدب الحوار والمحادثة ما يلي : 1- السلام وردّ السلام وتبادل الإحترام والإصغاء للمتحدث في حدود المعقول . 2- على المتحدث أن ينتبه إلى حقّ الطرف الاخر في الحصول على حصته من الوقت لإبداء آرائه . 3- عدم الخروج عن صلب الموضوع إلى مواضيعَ جانبيةٍ خاصة بالمتحدث أو غير خاصة . 4- عدم المجادلة أو اعتبار الطرف الآخر عدوًّا وخصمًا ، فهذا من ضيق الأفق الذهني . 5- التأمل جيدًا في كلام الطرف الآخر قبل مبادرة الرّد، فهذا يوفر الوقت والجهد ويساعد على الاستيعاب . 6- عدم مقاطعة المتحدث والاستئذان بالحديث إذا دعت الضرورة . 7- تجنب الحركات الاستفزازية كالإبتسامات الساخرة، أو هز الرأس بطريقةٍ ساخرة، أو التعلك بالعلكة في الفم فهذا الأخير يعدّ من قلة الأدب وسوء التربية، إضافةً إلى ذلك ففيه توجيه رسالةٍ للمستمع بضآلة شأنه وبتحقيره والسخرية منه . 8- الإلمام بالموضوع المطروح للنقاش إلمامًا جيدًا، والتحضير له مسبقا. 9- توزيع نظرات المتحدث إلى من حوله احترامًا للجميع. 10- عدم تتبع العثرات اللغوية العابرة للمتحدث والتركيز على محور الحوار .