اصدر الكاتب الصحفى الكبير حافظ الشاعر المرشح المحتمل لمجلس النواب دائرة مركز المنصورة ومحلة الدمنة 2025 بيانا نعى فيه شهداء مصبغة المحلة وجاء كالتالى: في مساء دام لا يمحى من ذاكرة الغربة، وقفت صامتا أمام فاجعة اهتزّت لها الأرواح، حين ارتفعت أعداد الضحايا إلى ثلاثة عشر نفسا بريئة رحلت في لحظة قاسية. لقد كسرت في تلك الساعة الثمينة سكينة الغربية، وتحول الهواء إلى صرخة حارقة، تتسلّل بين الأجِساد المنهارة، وتخترق قلوب الأحبة. فحين تنهار جدران مبنى المصبغة في المحلة الكبرى، لا تنهار وحدها، بل تنهار آمال، وتنهار أحلام، وتخشع الأرواح في لحظة لا تشبهها اللحظات. تلك المصبغة التي كان يظن أنها مكان للعمل، صارت قبرا جماعيا، تحت أنقاضها ذهبت أسماء، وهجرت ضحكات، وانطفأت حياة لم تبدأ بعد. وها هي "غزل البشبيشي" في حيّ أول المحلة الكبرى تعلن عن مأساة لا تحصى بحروف الأخبار، بل تروى بدموعِ الفؤاد. ولم يكن الحادث نوبة نارية عابرة، بل اشتعل بعده فروع من النار والدخان، حين تعالت ألسنة اللهب في سماء المحلة، تبتلع الأرض تحتها، وتمعن في تمزيق ما تبقى من أعمدة المأوى. في تلك اللحظة المظلمة، تجلت البطولات الصامتة: رجال الحماية المدنية الذين ترجلوا إلى الوحل والنار، غير واعين للخطر، غير عابئين بالتعب، يشرعون بين الدخان لانتشال كل نفس ممكن، كل شخص محتجز تحت الركام، حتى يعلن محافظ الغربية أن رفع الأنقاض قد اكتمل، وأن جميع المحتجزين قد تم انتشالهم بلا استثناء. ولئن انتهت المهمة، فلتبقى في القلوب ندبة لا تلتئم، ودمعة لا تجف، وأنين لا زال يتردد في صدى الشوارع الفارغة. إنّها لحظة انهيارٍ لم تكن فقط في المبنى، بل في ذاكرة المدينة بأسرها. فلتمتلئ الألسنة بالدعاء للراحلين، ولهم الرحمة والسكينة، وللجرحى الشفاء، وللقلوب المكلومة الصبر والسلوان. ولتكن هذه المأساة جرحا يتحول إلى وعي، فلا يغفل البناء عن السلامة، ولا يغيب الإشراف المهني حين يقام بيت أو مصنع. يا محلة، تلفي من حزنك، واصنعي من الدمع عزاء، ومن الأنقاض عهدا بأن لا يضيع إنسان في صمت. نعم، انتهى رفع الأنقاض، وأُخرج المحتجزون، ولكن تبقى الخسارة، تبقى الذكرى، تبقى الذات الموجوعة التي لا تشفى إلا بأن تغرس فيها بذور الأمان من جديد. #الكاتب_الصحفى #حافظ_الشاعر #المرشح_المحتمل #لمجلس_النواب2025