إذا قلت الشيخ المربى او العارف بالله تعالى او الوارث المحمدى ، انزعج البعض وما ذاك إلا (لضيق فهم) والأستاذ الفاضل ؛ ( خبير ) فهو لايضيق أبدا بمن يعارضه او بسئ اليه بل يدعو له بالهداية والرشاد ، بل ويقدم له يد العون متى طلب ذلك أو اتيحت للأستاذ فرصة تقديم ذلك اليه ، لانه ( مربى ) يدرك ان الأمر بيد الله تعالى ، ويردد قول الله تعالى : (( بديع السماوات والأرض واذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون)) – البقرة/ 117 فحرفة ( الاستاذ ) ان يفتح باب الأمل للعصاة والمجرمين، وان ينبه الغافلين إلى طريق الحق والنور؛ لهذا فهو باش ، هين ، لين ، سهل ، قريب؛ فإذا ما حظيت بصحبة مثل هذا الاستاذ فابشر ! كان استاذى وحبيب قلبى سيدى إبراهيم البحراوى – رضى الله عنه – يتكلم امس ؛ بلسان فصيح كاشف عن ان من صدق مع الله تعالى صدق كل شيئ معه، وبات كله لله ، فمراد العبد الربانى تعلق بمراد الله تعالى ، فهو مراقب حذر ، حاله بين خوف ورجاء ، وجهته خالصة لله تعالى ، وتلك رتبة البلوغ اليها يكون لمن اجتهد وصدق وحاذ العناية الإلهية؛ كان السائل يتكلم عن فرح الناس باحتفال سيدى عبدالرحيم البحراوى – رضى الله عنه – بذكرى مولد جده سيدنا النبى ( صلى الله عليه وسلم ) والعدد الكبير و 00و 00 فقال الشيخ المربى : { هذا فضل الله تعالى فإذا صدق العبد فيما بينه وبين الله تعالى، الف القلوب وهدى العاصى ، وكان ما ترون الفاً مألوفاً، سلما سلاما ، امنا اماناً وهذا ما كان عليه شيخنا سيدى عبدالرحيم البحراوى – رضى الله عنه- } وهنا مشهد لسيدى ابن عجيبة – رضى الله عنه- وهو يتناول تفسير. قول الله تعالى (( وألنا له الحديد )) يشير بطرف ايمانى دقيق لمعنى قريب لطيف ! يقول : [ انه لما ملك داود – عليه السلام – بنى اسرائيل ، كان من عادته ان يخرج متنكرا ويسأل كل من لقيه : ما يقول الناس فى داود ? فيثنون خيرا، فلقى ملكا فى صورة آدمى فسأله، فقال : نعم الرجل، لولا خصلة فيه، يأكل ويطعم عياله من بيت المال ، فتنبه، وسأل الله تعالى ان يسبب له سببا يغنيه عن بيت المال ، فألان له الحديد مثل الشمع، وعلمه صنعة الدروع، وهو أول من اتخذها 0 وكانت قبل ذلك صفائح000 ثم يقول الشيخ : الفضل الذى اوتيه داود عليه السلام هو كشف الحجاب بينه وبين الكون، فلما شهد المكون كانت الأكوان معه . ( أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون ، فإذا شهدت المكون ، كانت الأكوان معه) ولايلزم من كونها معه فى المعنى، بحيث تتعشق له وتهواه، اى : تنقاد كلها له فى الحس، بل ينقاد اليه منها ما يحتاج اليه، حسبما تقتضيه الحكمة، وسبقت له المشيئة، فسوابق الهمم لاتخرق أسوار الأقدار0 وقوله تعالى (( وألنّا له الحديد )) فى الظاهر: الحديد الحسى وفى الباطن : القلوب الصلبة كالحديد، فتلين لوعظه بالإيمان والمعرفة0 وكذا فى حق كل [ عارف] تلين لوعظه القلوب، وتقشعر من كلامه الجلود، وهو اعظم نفعا من لين الحديد الحسى 0 ويقال له : اعمل سابغات، اى دروعا تامة، تتحصن بها من الشيطان والهوى ، وهو ذكر الله، يستعمله ويأمر به ذكرا متوسطا، من غير إفراط ممل ، ولاتفريط مخل0 فإذا انتعش الناس على يده كبر قدره عند ربه ، فيؤمر بالشكر ] وهذا استاذى ما نراه ونتعلمه حفظك الله استاذى،