في لقاء متلفز مع رجل الأعمال الأستاذ/ طلال أبو غزالة، تحدث عن محطات متعددة في حياته. تحدث عن الفقر، وأنه كان سببًا في تفوقه، وأنه كان حريصًا على الحصول على المركز الأول في كل مراحل حياته الدراسية ليستفيد من المنحة المجانية التي تُمنح للمراكز الأولى. وتحدث عن موقف إنساني عندما كان ذاهبًا ذات يوم إلى مدرسته وهو في الصفوف الأولى، فوجد شجرة مثمرة (تين)، فاقتطف من ثمارها، وخرج صاحب البيت، وظن أبو غزالة أنه سوف ينال عقابًا لما اقترفه، وكانت المفاجأة أن الرجل كان نبيلًا وأشار إليه أن يدخل حديقة المنزل ليأكل من شجرة التين التي تحظى بالرعاية، وطلب منه أن يحضر كل يوم ليأكل من ثمارها. طلال أبو غزالة، صاحب التجارب الثرية والعصامي في مشواره الطويل والممتد، يقول ردًا على سؤال المذيعة: "من من الناس يستحق الاحترام في نظرك؟" وجاءت إجابته مغايرة لكل التوقعات: "أحترم عدوي"، وذكر أسباب ذلك، ومنها أنه وحده من يترصد عيوبه، وأنه يحرص على عدم الانزلاق إليها ومعالجتها، فهو في تقديره من يستحق الاحترام والتقدير. ما هذا الرقي! مفارقة غريبة، بدلًا من معاداة عدوه، فهو يحترمه، لم يتفرغ لتصفية الحسابات، ولم يشغله ما يقوله، سوى أنه يعالج الأخطاء التي وقع فيها والتي يمكن أن يقع بها. ليت الناس يستفيدون من تجارب الآخرين، ليتهم يتحسّسون ما يصلح أحوالهم وينهض بهم. **كاتب المقال