منذ أن كتب الله تعالى لى أن أكون ضمن من يشرفون بالعمل فى الحقل القضائى ، وانا اجتهد « مذاكرة » فى واجبات العمل الاخلاقى والفنى باعتبار أن الغاية عظيمة وتتمحور فى : «تحقيق العدل » وهو أمر جلل لو تعلمون ، فأنت على منصتك الشامخة ، يجب ان تملك قلب سليم ورحيم ، قلب يسع المتقاضين وأرباب المظالم ، قلب يحمل خوف من الله تعالى، بحثا عن القضاء بالعدل 0 وقد هالنى المقام فاجتهدت ولازلت 000! وها قد شرفت على [الستين ] فقد أصبحت اتمنى ان« استريح»000! واذكر أننى قلت هذا أمام أحد «الكبار» فقال لى : ليس فى هذه الدار راحة بل عمل وكد واختبارات وابتلاءات ، فانتبه يابنى لما اقامك الله تعالى عليه وواصل فأنت من دعاة الإصلاح باعتبار أن العدل صنو الإصلاح 000! فهدأت النفس وهاهى تواصل العمل حتى الرحيل آملة حسن الختام 000! وقد اقلقنى صراحة ما قاله لى أحد العاملين فى الحقل القضائى وانا أحاور : إن ما نقوم به وظيفة 000!!!؟ ودار نقاش طويل ، حول الفارق بين الرسالة والوظيفة ، وبصراحة خرجت وانا حزين 000! فقد انبرى من اناقشه بالحجج والبراهين ، ليؤكد لى خطأ فهمى 000! ولكن ياولده ، حزنت له وعليه ، وزاد حزنى بعد أن احاطنى علما بأن القضاء الآن وظيفة فيما نراه من أعمال 000! وان ما تقوله بشأن التقوى والورع والأخلاق الكريمة بشأن من يتولى تلك الأمانة ، لا مكان له 0000!!؟ فنظرت حولى لعلى اجد من يؤكد وجهتى بأن القضاء رسالة 000! وأنه إذا تحول[ لوظيفة ] اى شكل دون مضمون 000 اى حقوق دون واجبات 000 أى قانون بلا رحمة 000 اى مبنى بلا معنى00 فإن الانهيار والتفكك سيكون مآل الحال، وعلى المستوى الشخصى والمجتمعى، باعتبار أن « القضاء اساس الملك» ، كما قال المفكر ومؤسس علم الاجتماع ابن خلدون 000! كما إنه إذا لم نعظم القيم والتقاليد والآداب فى النفوس وباتت جبلة طبيعية فيمن يقوم على هذه الرسالة ، فإن خفوت سطوع نور الحق سيكون 000!!؟ والخشية أن نصل إلى توغل غير محمود وتداخل غير محبب بين السلطات 000! فالتكامل بين السلطات الثلاث للدولة ، ضرورة ارتقاء ونهضة ننشدها جميعا ، وباعتبار ان لكل سلطة دور لاغنى عنه ، وفى ذات الوقت حدود لاينبغى تجاوزها ، وكذا حقوق لايسمح بالتهاون فيها ، وتعاون متواصل بروح البناء السليم لاينبغى أن يتوقف 000! فما قيمة أن تصدر السلطة التشريعية قانون دون أن تقوم السلطة القضائية بانزاله بين المتخاصمين بحيدة وتجرد ، ثم تقوم السلطة التنفيذية بتطبيقه لتتحق « الثمرة » المنشودة 000! واحسب أننا فى حاجة إلى دعم القضاء ليباشر مهامه الأخلاقية والقانونية ، وان نتعامل معه على أنه «جندى» فى ميدان عظيم ، يتولى مهام جسام ، ومن ثم تلزمه« أسلحة » عديدة ، نعم أسلحة أخلاقية قويمة فيمن يباشر المهام ، تجعله فى منعة وقوة وجرأة لأداء رسالته العظيمة 000!! وأخشى ما أخشاه أن تكون النظرة فيمن يقوم على أداء سلطات هذا الصرح الشامخ دون الرسالة ، فالحذر كل الحذر من التقليل اوالتوغل أو التحقير أو التعدى على القضاء ، أو التهاون 00 فنحن فى أشد الحاجة إلى رجالات ذات نفوس عالية ومعانى سامية ، رجالات يخشون الله تعالى فيما اقامهم عليه ، رجالات يحيون بين الناس هداة مصلحين رجالات احرار يصنعون الخير لغيرهم ، رجالات يؤمنون