" الموعود " ..قصيدة للشاعر العراقى : د. لؤي عبد الأمير

ايدرونَ بالمَوعودِ أو كُنتَ لا تدري
نسيمٌ شَذا مِنْ فَوْقِ يانعةِ العِطرِ
وهل عَرَفوا أنَّ السَّعادةَ عندنا
تَزاحُمُ جُودِالخيرِ مِنْ صاحبِ الخَيرِ
أَيَدرونَ أنَّ السُّحْبَ هامتْ بحبهِ
وقد هَتَنَتْ تَهمي بشَوقٍ الى الطُّهرِ
فكيف إذا كان المِدادُ بشيرَنا
يكونُ كقلبٍ غارَ رَيّانَ في الصدرِ
نظرتُ مِنَ البابِ السّعيدِ لكي ارى
عوالمَ ضجّتْ بالبَشائرِ والبٍشْرِ
رأيتُ خيوطَ الفجرِ منْ أيْكِ غابةٍ
تلوحُ لنا والضّوءُ في عَيننا يَسري
إذا قيلَ مِنْ هذا أجبتُ وَلِيُّنا
وليدٌ بأمرِ اللهِ ذا صاحبُ العَصرِ
ولو قيلَ لي هذا ابنُ احمدَ جاءَنا
لقلتُ وأيمِ اللهِ مالَ على الكُفرِ
رأينا بهذا مُنقِذًا ومُخَلّصًا
رَعاهُ إلهُ الخَلْقِ مِنْ مطلعِ الفجرِ *
ليثأرَ للإسلامِ مِنْ كلّ ظالمٍ
يَشُدُّ عُرى الإنسانِ في ألَقِ النّصرِ
ليدحَرَ أوغادًا وفي ظُلْمَةٍ جَثَوا
ويَرفعَ راياتِ الطُّفوفِ وذو بِرّ
ويفتحَ في الأمصارِ قُدسًا سليبَةً
ويجعلَ مِنْ كوفانَ عاصِمَةَ الدَّهْرِ
أبا صالحَ المهديَّ قد ضاقتِ الدُّنى
وقد سامَها الاشرارُ بالظُّلمِ والجَورِ
تعالَ حماكَ الله من كلّ غادرٍ
لتملأَ هذي الأرضَ بالعدلِ واليسرِ
الا يا سَحابَ القِسطِ زُخَّ عَدالَةً
ورَوِّ يبابَ النّفسِ محرومةِ الأزرِ
ويا شمعةَ الميلادِ ضوّي لذي الوَرى
بوَهْجٍ ليمشي الخَلقُ في نورِهِ الدُّري
……………………………………..