الغضب من أهمّ المشاعر الإنسانية وأقواها، ولا يمكن تفاديه، فهو سلوك إنساني طبيعي، إذْ إن كل إنسان يغضب لسبب أو لآخر، فهناك من يأتي غضبه متناسباً مع سبب الغضب، وهناك من قد يغضب لأسباب تافهة أو مشكلات بسيطة. الغضب لا يعني أبداً أننا غير متحضرين أو سلبيين، أو أي من التصنيفات التي نحب أن نصنف بها كل شيء. إنما هو جزء من إنسانيتنا، ومن برمجتنا الدفاعية. لذا علينا أن لا نجعله طاقة هدم، بل طاقة بناء ولا نستخدمه إلا في الموضع المناسب. لا شك أن الغضب أمر خطير، لكن عدم الغضب وقت اللزوم قد يكون أكثر خطورة، وقد يتسبب الغضب في بعض المشكلات، لكنه في الواقع ليس أمراً سيئاً في كل حال من الأحوال، بل هو أحد العواطف الأكثر أهمية وتأثيراً في حياة الإنسان. الغضب قد يكون قوة إيجابية بشرط أن يعبر عنه الإنسان بحساسية وحسم، لأن الشخص الذي لا يشعر بنار الغضب تضطرم داخله في لحظة ما، هو شخص ليست له مشاعر أو وعي، فمن الصواب أن يغضب الإنسان ضد الظلم وعدم المساواة، وإن الذي لا يغضب بسبب الفساد، هو الشخص الذي لا يحب الخير، وفقد حسه ويسير في طريقه نحو الموت الروحي. وعلى العموم، الغضب ليس شعوراً سلبياً تماماً، والشَّخص الذي يغضب قد يكون خيّراً، إذا ما قام بتحويل طاقة الغضب بطريقة مثمرة أثناء غضبه، فإن الغضب يُمكن أن يُلهم شخصاً ما ليكون شجاعاً أو قد يُلهمه على أن يجمع دلائل جيدة قد تجعل قضيته عادلة.