دعاء عبادة لله وحده لا يجوز أبداً صرفها إلى سواه. وهو الحلقة الأخيرة التي تصل سلسلة من الأسباب بغاية الخير، فالدعاء عبادة ،مصداقا لقوله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) والآية الكريمة تدل أنَّ الغاية من عبادة الدعاء من العبد هي الاستجابة من الله سبحانه وتعالى، لذا يعد الدعاء من أعظم العبادات وأجلها في الإسلام. إن عبادة الدعاء مثل سائر العبادات الأخرى لها غايتها الظاهرة والباطنة، أمَّا الغاية الباطنة فهي التَّقويم، لتلك العلاقة بينه وبين ربه أما الظاهرة فهي اليقين بأن كل الدعاء مُجاب، وليس كل الإجابة من لفظ الدعاء، إنَّما هو الإيمان الذي يُرينا الجذور. و إذا أراد الله بعبده خيراً يعطيه أملًا من رحم اليأس، يذيقه مرارة الدنيا في كثيرٍ من عدم التحقق المادي، ليحفظ قلبه من أملٍ سام، فيدرك حينها أنَّ الدنيا هي دار سفر وابتلاء، وما عند الله هو خير وأبقى، فيتبع بذلك الشعاع من نور اليقين. اليقين هو غاية العبادة؛ هو دليل بلوغك الشيء من العبادة، حينها التفويض في أمور الدنيا إلى خالق الدنيا فلا يأخذك قلبك للدعاء منها في شيء، بل ترى قلبك يرنو لما هو أسمى فيستحيل الدعاء إلى لا إله إلا الله، لا إله إلا الله أفوضه، لا إله إلا الله، غريبٌ عن الدنيا معروفٌ في السَّماء، هذا هو اليقين. الدعاء عبادةٌ لا تنقطع، سُقيا الروح، غيثٌ للقلب، أعمالٌ تُرفع وحياةٌ تهنأ؛ فالنفس حين تنبض بالدعاء، ترقد بين رحمة الله، تستقيم لا تندثر ولا تنحرف، وقربٌ من الله عزّ وجل، قال تَعَالَى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة: 186) الدعاء من أهم العبادات في الإسلام؛ فالدعاء يدل على تضرع المسلم وفقره وإيمانه بالله تعالى، وهو علامة من علامات الهداية والتوفيق، الدعاء أساس العبادة وروحها، الدعاء هو المناجاة بين العبد وربه، والطلب من الله عز وجل في الدعاء من أفضل الاعمال التي يحبها الله لأنها خالصةً له، لأنّ الداعي لا يتوجّه إلى ربّه بالدعاء. *كاتب المقال استاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها