كتبت سناء حشيش اكد الدكتور جمال فاروق عميد كلية الدعوة الإسلامية أن شهر رمضان خصه الله تعالى بكثير من الخصائص ، منها قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " أعطيت أمتي في رمضان خمسا لم يعطهن نبي قبلي : أما الأولى : فإذا كان أول ليلة نظر الله عز وجل إليهم ، ومن نظر الله عز وجل إليه لم يعذبه أبدا ، وأما الثانية : فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله عز وجل من ريح المسك ، وأما الثالثة : فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يوم وليلة ، والرابعة : فإن الله عز وجل يأمر جنته فيقول : تزيني واستعدي لعبادي ، والخامسة : فإذا كان آخر ليلة غفر لهم". جاء ذلك خلال الحلقة الرابعة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) ، وجاءت بعنوان : " رمضان شهر إجابة الدعاء " أوضح فضيلته أن الدعاء من أفضل العبادات التي يقوم بها الإنسان ، فهو قمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، وهو السلاح الذي يملكه المؤمن في كل وقت ؛ به يستطيع أن يستخدمه في كل لحظة ، وهو من أحب الأعمال إلى الله عز وجل . واشار الى انه جاءت النصوصُ الكثيرةُ في كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) المبيِّنةُ لفضله والمُنَوِّهةُ بمكانته وعظم شأنه ، من أجل ذلك جاءت آية الدعاء في سياق آيات الصيام ، لتدل دلالة واضحة على ارتباط عبادة الصوم بعبادة الدعاء ، فقال تعالى :" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ". كما أشار فضيلته إلى أن الدعاء جاء أيضا بين آيات مناسك الحج ، فقال تعالى : " فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب "، وكما جاءت آيات الدعاء في خواتيم سورة البقرة ، كل ذلك لربط إجابة الدعاء بالطاعة. اكد الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الفهم لآيات القرآن الكريم مختلف مشاربه ، مبينا أن حذف كلمة ( قل ) من آية الدعاء إشعار بقربه تعالى من عباده ، وحضوره مع كل سائل بحيث لا تتوقف إجابته على وجود واسطة بينه وبين السائلين من ذوى الحاجات ، مشيرًا إلى أن العمل الصالح هو الرافع للدعاء ، قال الله تعالى : " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه " ، ولهذا دعا الخليل إبراهيم (عليه السلام) عقب رفع القواعد ، فقال تعالى : " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "، وقد ملئت آيات القرآن بذلك ، فالعمل الصالح أساس استجابة الدعاء. كما أوضح فضيلته أن آية الدعاء فيها من المعاني التي لا تعد ولا تحصى ، منها استخدام أدوات الشرط ، لتحقق إجابة الدعاء ، وأن الدعاء مرتبط بالتقوى ، لذلك جاءت إجابة دعوات الأنبياء عقب بيان عملهم الصالح ، قال الله تعالى : " إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ " ، ثم أكد فضيلته أن أرجى آية في القرآن الكريم قوله تعالى : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ". أكد فضيلته أن الله ( عز وجل ) جعل الدعاء أساس العبادات جميعها فحتى في الحج يجمع الحاج بين صلاتي الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ليتفرغ لدعاء الله تعالى في أفضل زمان ومكان.