جاءت الموجة الثانية لفيروس كورونا, أو ربما لم تنته الموجة الأولى بعد. فهى مصطلحات تصدرها لنا وزارة الصحة عبر بياناتها اليومية. خافوا من الموجة الثانية, كورونا لم تنته بعد!! فى الحقيقة كان عدد الوفيات كثيرا فى الموجة الأولى قرابة مائتين أو ثلاثمائة حالة يوميا, هكذا كانت تصريحات الوزارة الرسمية. بيد أن الموجة الثانية كانت أعنف, فمع قلة الحالات المصابة بحسب الروايات الرسمية إلا أنا الوفيات أكثر بكثير!! هذا يجعلنا أمام حيرة كبيرة من أمرنا, كيف تحذر الوزارة من الموجة الثانية ومع ذلك يعود العمل بكامل قوته مع وجود بصمة حضور وانصراف وعودة المدارس والحفلات والتجمعات والمناسبات المختلفة, كأن كورونا ذهبت إلى غير رجعة. على مستوى التجربة الشخصية فإننى لم أحتك بمريض كورونا بطريقة مباشرة عن قرب, ربما كشف سريع أو مناظرة لا تتعدى سوى دقيقتين إلا أننى كان لى نصيب أن أحتك بمريض كورونا لقرابة عشرين يوميا عن قرب, رأيت كورونا بعينى ولولا ذلك ما ايقنت بوجود كوورنا بهذا التضخيم والفزع, بالفعل الأمر حقيقى للغاية ومأساوى جدا فذلك الشخص الطبيعى تماما فى كل شئ فى يوم وليلة لا يستطيع أن يأخذ شهيقا وزفيرا عاديا دون أى مقدمات ويستمر الأمر فى التدهور تدريجيا حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا, تجربة مريرة لأنك تقف مكتوف الأيدى ترجو رحمة الله الذى إذا أراد شيئا أن يكون فيكون. ذلك الإشتياق والموت جوعا للإكسجين أمر كارثى للغاية, فأنا وأنت نتنفس طبيعيا دون أى إستشعار بصعوبة العملية تماما, ماذا لو تخلينا لحظة ما أن يضاف أمر ثالث لأسباب الموت بعد الجوع والعطش وهو النفس!!