قصة نفسية ..حطام إنسان..بقلم :الدكتور صلاح هارون

ا ن س ا ن
فى قرية مترامية الاطراف وفى ليلة باردة خرجت دنيا من بيتها والدماء تسيل من جسدها واختلط دمعها مع دمها وتلبس عباءة وغطاء للرأس لسترها ولا يوجد احد فى الطريق فالكل فى بيوتهم يسكنون من شدة البرد وها هى الفتاة المسكينة ترفع يدها للسماء تدعو ان ينجيها الله مما هى فيه واشتدت الرياح وهطلت الامطار وهى تجرى فزعا ورعبا وخوفا ومع حالتها هذه رأت طريقا مظلما موحشا فقررت السير فيه لعلها تخرج الى الصحراء لتنجو !!!!!
فالصحراء القاحلة لها نجاة ولم لا فالعرب يسمونها بالمفازة .. دنيا فتاة فى العشرين من عمرها من اسرة فقيرة ووهبها الله جمالا عجيبا جعل الكل يرغب فيها
وها هى الآن تمشى فى الطريق المظلم حتى وصلت الى مبتغاها فحطت رحالها الى الصحراء وقد وصلت مع شروق الشمس وبمجرد رؤيتها لشعاع الشمس استبشرت ورآت هذا الشعاع نورا للظلمة التى تعيش فيها ومن شدة تعبها نامت تحت صخرة فأصبحت الارض فراشها والسماء لحافها ودموعها ودماءها طعامها وشرابها … نامت مع انها لم تنم منذ ان اتت الى هذه الدنيا فحياتها ظلمة وكرب !!!! حتى ولو نامت عيونها فإن كرباتها لم تتركها حتى فى منامها ….
وفجأة … استيقظت على صوت انسان يئن من شدة الالم .. فظنت انها هلاوس سمعية فمن هذا الذى يسكن هذا العراء …
واستيقظت دنيا على صوت انسان يئن حزنا وفزعا فظنت انها هلاوس سمعية ولكن الصوت تعلو نبراته وتزداد فنسيت دنيا ما بها من حزن والم وانتابتها رعشة من شدة الخوف على هذا الصوت !!!! عجيبة دنيا تعانى من مرض وتحاول مداواة المرضى
تعانى من الم وتسعى لبث الامل فى الأخرين
تائهة فى الصحراء وترغب ان تكون دليل هداية للتائهين
ضعيفة البنيان وتأمل ان تكون درعا للضعفاء والمساكين
دنيا تحمل فى شرايينها كل معانى الحب والنقاء للاخرين وها هى تستجمع قواها وترى قطعة من الثياب بالية فأخذتها لتحمى جسدها من البرد والحر معا .. فقامت تسعى لتصل الى هذا الصوت الحزين
وتحدث المفاجأة فكلما اقتربت زادت الاصوات فاقتربت اكثر فازدات الاصوات اكثر واكثر فقالت .. من هؤلاء ؟ ولماذا اتوا الى هنا ؟ فهل اصابهم اذى او الم ففروا الى هنا ؟؟؟ فاقتربت ولكنها رأت شيئا اعحب من العجب .. ادى الى سقوطها على الارض مغشى عليها !!!!!