سافري ياليلى.قصيدة للشاعر العراقى الكبير الدكتور عبد الإله جاسم

ولا تسمعي قول كاهن لئيم جحود..
هو الذي غيرَ قلبه وخان تلك العهود..
سافري يا ليلى وَدَعِ الوصايا لاهلها،
وإرفعي عن معصميكٍ القيود..
لا تجعلي عذابك يذهب سُدى..
فللحب رسالة تهذب العقول في هذا الوجود..
نحن غيرنا المواقف..
حين صارت الاديان نزهة..
والحكام ساسة خيول ولصوص بلا حدود..
لا تظني ياسيدة الحزن بالحب سوء
فأنا ارسم في المحيا عيونك السود..
ولا تحسبي الضمائر العفناء شيء من معانينا نحن اصحاب المعشر الودود..
نبض مازال يرش على القلب عطراً من عبق الزهور وشذى الورود.
سافري يا حبيبة أمسي ولا تفكري كيف ضاعت الايام منا ولن تعود..
نادي على الحلم المسافر في غدٍ متى تأتي الينا وتطفأ النار التي صرنا لها وقود..
وأقطعي كل المسافات التي أرثت لنا عادات وتقاليد جمود..
ومري على الاشجار التي كنا نناجيها..
كم جلسنا تحت ظلالها .!
لعلها تحفظ للسؤال جواب وردود..
وتذكري حين اطرقتِ مني خجلا ..
وسالت دموعك فوضى على الخدود..
وصبرت على البعد سنين ..
فأوهمتني الأشواق عطشى لحنين كنت به موعود..
ولقد دعوتك ان تهجري كل عابث بالحب السَّهُوَدُ..
ما زلت بأنتظارك حتى تلبسين الحُلي
وتطلين علينا في عرسك المشهود..