:الدمشقِية (1)

جمَال الرُوح يَبوح
فِى حلْكة الليل الصَّرِيح
وسمَاء خالية الغيُوم
.....................
رحَابة أطلَّت من غَابة
نَديّة خَلابة
وابتسَامة بعد وجُوم
عليل كَان
تَرفَّق بِه الزَّمَان
بعدما كَان
يُنَاجى النُجوم
........................
ويَذكُر أحْلام ودوام
وهيَام عَاد وأجَاد
وأزاح الهُموم
انها الدمشقيَّة الشقيَّة
داعبت مشاعر الرُوح
فتبخرَّت السمُوم
........................
فهَل سوّاكى ربِّى
لِكىْ تصُبىِّ
رَياحِين الجمَال
نحْو قلبٍ مهمُوم ؟
عيُون ترْشق سِهَام
وتدقُّ خيَام
أبديّة ل هَوى
جَاء وبالحبِّ يَدُوم
.......................
صُورة معمُورة
بِكلِّ الشَواهِد
واكتمالِ جمَال
عَالٍ فى العمُوم
.......................
أسعدتنى المشَاهِد
تبَارك ربِّى أين حُبِّى
فهل يقُوم ؟
فِكرٌ تبَارى والجمَال
عقل و قلب هَام ومَال
وأين أنا يا كُلّ القَوْم ؟
......................
تمَادت رِقَّتها
أرعَبتنى أنُوثَتِها
لهفتى لرؤيتِها
ليتَها تَدُوم !
......................
أطَلَّ الجمال فاحتَواها
وصَارت حروفها منسيّة
تشابكت الصَّواعِق
وزالت عَوائق
وهطلت أمطار رعْديّة
......................
وجاء السُّكون المكنون
حنُون مجنُون
تناقضَات عَربيَّة !
تنادينى فألبِّى
تعطينى ماء الحياة الوردى
فرفقًا يا شقيَّة !
.......................
اللُّؤلؤاتِ خجْلى
المَرْمَرِياتِ ثكْلى
فَبريق ظلِّك
طَال أهْلِ البنْدقِيَّة
.......................
أهدابِ كلِماتك سَحرت لبِّى
أحببتك .. فعانقتنى السماء
ورحَّبت الهَوِيَّة
........................
أرحْتِ قلبى من سُهاد
كان قد سَاد
وطغى على وجدانى
فانتهت القضيَّة
فهل شُعلة الحب تدُوم
وذات يَوْم
يكون اللقاء بذاتِ عشيّة ؟
.......................
عِنْدَها تصفُو سمَائى
يعُود بَرِيق رِدائى
وتشفى عثرات دائى
بعْد رُؤيَة الدمشْقية
.......................
هاتفنى صَوت
بلاتينيِّ حَالِم
كحُلم ليلة رومَانسِيَّة
يُزغرِد فى أذنى
يُدندِن يَحْنُو
بِأحْلى حُرُوف عَربية
......................
كصوتِ قيثارة
فَوق أعْلى منَارة
فتهادت صبَايا الَبرِيّة
.......................
وغَارت موْجات الأثير
فالصَّوْت يطْوِيهَِا
طيَّا كالحَرِير
كما طارت بالحبِّ فرحًا
ومَرحًا جُموع العصَافِير
وغنَّت وتبنَّت صَوتِها
فيض حُروفها الشاعريّة
........................
سأروى جُذوع شبابِك
من نَهْرى
من باقى عُمْرِى
بحنانٍ أزلِىٍ فى وجْدانى
لسُكنَى عُيونٍ إغريقيَّة
.......................
إشْرِينى .. إحْيينى
وقد افتقدت نبت غضِّ
يسرق آلامى وأنينى
وينهِى أوهَامى الماضية
فكم من هيام وغرام
صار سرابًا صار انعدام
صار هفوات رمَادية
.......................
وجئتِ إلىَّ .. فجَاءت
روائع جَمالِك فى :
همسَاتِ ليالى بغْداد
وعِبق عُطور بيروت
وشذى تونس والمغرب
وجمَال أعالى عَمّان
وبركة وجَلالِ الحجَازيَّة
.......................
فاض النهر وغمر البحر
فعانقتنى اسكندرية
أنتِ حبيبتى .. أنتِ بِلادى
يا أرض تنبت نبتًا أخضَر
هُم أولادى وأحفادى
وسَمائى المكنوزة مطرًا
يجعل أرضك خِصْبة
عَفِيَّّة
.......................
أرجُوكِ : اعطِينى
إرضِينى ضُمِّينى
إمنحِينى الحُرِيّة !!