سنتعرف علي فسيولوجيا الصيام في عدة نقاط اساسية وهي :- 1_نقص امدادات الطاقة 2_ نقص التموين بالماء 3_التغيرات في المعالم الكميائيه في الجسم 4_التغير في نمط الحياه اليومي . 1_عندما تنقص امدادات الطاقه . في الايام العاديه يتم امداد الجسم بالغذاء طول اليوم علي فترات ،تتراوح من 2. الي. 5. وجبات ،حسب عاده الانسان في الاكل . وفي الصيام القصير ، وهو الحال في الصيام الاسلامي وبعض انواع الحميه ،فان امدادات الغذاء تاتي في جزء مركز من اليوم وهو الليل غالبا قبل النوم ،ولاياتي الجسم اي امدادات اخري في النهار فكيف يتصرف الجسم في نهار الصيام حين تنقطع عنه امدادات الطاقه ? مع الاخذ بالحسبان ان الهدف هو ابقاء معدل السكر في الدم في النسبه الامنه بين 70و100ملجرام لكل 100ملل من الدم .تعالو بنا نتامل في بديع صنع الخالق تبارك وتعالى علوا كبيرا .. الجلوكوز الجاهز اولا .. الجلوكوز(او سكر العنب )هو الطعام المفضل للجسم لاستخراج الطاقه ،ومع ان الدهون تمد الجسم بطاقه اكبر لو قام باستخدامها ،لكن الجسم لايفعل ذلك حيث يبقي السكر هو طعامه النفضل ،لانه يعرف ان استخلاص الطاقه من الدهون او البروتينات قبل وقته يؤدي إلى مخاطر كتيره . لكن المشكله ان الجلوكوز بالرغم من انه هو المصدر الاول والاساي للطاقه في الجسم ،الا انه سريعا ما ينفذ ، حيث يقوم الجسم خلال ساعتين فقط باكسده الجلوكوز الذي تم امتصاصه من الامعاء، وهذه المشكله حقيقيه ،لكن الله تعالي جعل لها مخرجا . 2_الطلب من مستودعات السكر عندما ينخفض مستوي السكر في الدم الي الحد الادني يتم البحث عن السكر في المستودعات وتعني بذلك الغلايكوجين ،وبالذات النوجود في الكبد ، لان الكبد سريعه الاستجابه لمتطلبات الجسم ، هكذا علمها ربها سبحانه وتعالي لكن مخزون الجلايكوجين. سرعان ما ينقذ هو ايضا في غصون 10 الي. 18. ساعه ، اذ يشكل مخزون الجلايكوجين قرابه 350 جراما فقط. والسيد المخ لاياكل الا السكر فما الحل ? 3_البحث عن مصادر بديله للطاقه لن يقف الجسم مكتوف الايدي وقد نفدت مخازنه من السكر وسيتخذ الاجراءت التاليه : 1)يبدا الجسم باستخلاص الطاقه من الدهون (الاحماض الدهنيه )في وقت مبكر حتي قبل نفاذ مستودعات السكر من الغلايكوجين ، وذلك حتي يبقي للمخ كميه كافيه من الجلوكوز ، وتستخدم هذه الدهون لاستخلاص الطاقه في الخلايا التي يمكنها الاستغناء عن السكر 2)اما الخلايا التي لاتستطيع صناعه الطاقه من غير السكر كالمخ فان الجسم يقوم بتصنيع السكر لها من الاحماض الامينيه (ناتج البروتين )في عمليه خاصه تسمي gluconeogenesis وتديرها الكبد ماذا يحدث لجسم الانسان اذا طال الصيام كثير اذا طال الصيام كثيرا ولم تاتي امدادات خارجية من الغذاء كما في حال الصيام المديد او في حاله الاضراب عن الطعام فان الجسم يبدا في تنفيذ خطط الطوارئ الخاصه التي تعني استخدام الدهون من مخزنه بكميه اكبر لاستخلاص الطاقه ويقوم الجسم باكسده الدهون في الخلايا نفسها حيث توكسد الاحماض الدهنيه لاستخلاص الطاقه وينتج عن ذلك ماء وثاني اكسيد الكربون فاذا كانت طلبات الجسم اكبر ولم تفي هذه الخطوه بحاجتها هنا يستنجد الجسم بالمصنع الكبير عن الكبد وفعلا يبدا الكبد ب اكسده الدهون ولكن الكبد لا ياكسد كل الدهون الى ماء سائل وثاني اكسيد الكربون كبقيه اجزاء الجسم وانما تقوم بعد باكسده الى مايسمي (الكيتونات او الاجسام الكيتونيه )وينتج الجسم الكيتونات في الصيام الكامل من الايام الاولى ويصل قمته في الاسبوع الاول و نظرا للحاجه والظروف الغير عاديه التي يمر بها الجسم تقوم خلايا الجسم بما فيها المخ باستخلاص الطاقه من الكيتونات والكيتونات قصه مهمه جدا مع الصيام ان الهدف من اطلاق كيتونات عندما يطول الصيام هي محاولات منع الجسم من اكل البروتينات ولهذا يتنازل المخ ويقبل بالكيتونات مصدر الطاقه ومن ثم يقل تسارع تحويل البروتينات الي سكر و نظريا فان مخزون الدهون في الجسم يكفي الانسان لمده تقارب 60 يوم او اكثر من هذا في بعض الحالات النادره وفي توفر ظروف معينه قد تمكن الانسان من البقاء حيا من دون طعام لمده شهرين بشرط توافر الماء اذا طال الصيام كثيرا و تفاقم الوضع علينا جسم حاله الطوارئ القصوى بدا ياكل نفسه اي يبدا ب استخلاص الطاقه من البروتينات اللي هي( اللحمه او العضلات) او( الخلايا نفسها) ينشط الجسم قليلا ولكنها سرعان ما يهزل وتبدو عظامه وقد يكون دخل مرحله الخطر فعلا وللحديث بقيه في الحلقة القادمة *كاتب المقال دكتوراه طب أطفال دكتوراه أمراض الأطفال العصبية والنفسية وذوي الاحتياجات الخاصة رئيس أقسام الأطفال بالمراكز الطبيه المتخصصة