المرشحون يقدمون أوراقهم لانتخابات «الشيوخ» بالإسكندرية    «المونوريل والبرج الأيقوني».. المشروعات القومية رموز جديدة ب انتخابات مجلس الشيوخ 2025 (فيديو)    آخر موعد للتحويلات المدرسية بمحافظة القاهرة (الخطوات والأوراق المطلوبة)    براتب 8000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة بإحدى شركات تسويق الأدوية    المحكمة الدستورية: اختصاص القضاء العادي بنظر منازعات تسجيل العلامة التجارية    وزير البترول: وصول ذراع التحميل البحري الأخير «Loading Arm» إلى مطار القاهرة    بروتوكول تعاون جديد بين وزارة الشباب والرياضة والبنك الأهلى المصرى لتعزيز الشمول المالى    وزير الري: إعداد منصة رقمية للمساقي الخصوصية لمتابعة أعمال الصيانة بها    عقيلة صالح: نقدّر دور الرئيس السيسي والأجهزة المصرية في دعم وحدة ليبيا    كاتبة إسرائيلية: الدمار الحقيقي بغزة يتضح بعد انتهاء الحرب ودخول المراسلين الأجانب للقطاع    النصر السعودي يتحرك لضم رودريجو بتوصية من رونالدو    مقتل 24 في فيضانات تكساس وفقدان أكثر من 20 طفلة من معسكر صيفي    صحيفة أمريكية: واشنطن لم تعد قادرة على تسليح أوكرانيا وإسرائيل معًا    ماريسكا عن هدف إستيفاو في مرمى تشيلسي: كانت ليلة رائعة    لاعب وسط الزمالك مطلوب في المصري    الشباب والرياضة بكفرالشيخ: استلام 3 ملاعب جديدة بعد الإحلال والتجديد    اصابة 15 شخصا في حادث انقلاب ميكروباص بالمنيا    بالأسماء.. إصابة 15 شخصًا في انقلاب ميكروباص على صحراوي المنيا    حالة المرور.. انسياب حركة السيارات بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    من "سمراء القاهرة" إلى أيقونة الفن.. قصة نجاح رجاء الجداوي في ذكرى رحيلها    بالصور| محمد فؤاد يغني في حفل زفاف ابنته مع إيهاب توفيق    «الصمت أحيانًا يعني أننا تعبنا».. حنان مطاوع توجه رسالة غامضة في أحدث ظهور لها    باحث: نحن أمام خطوتين من إعلان اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار فى غزة    الأدعية المستحبة في يوم «عاشوراء»    أمين الفتوى: يوم عاشوراء نفحة ربانية.. وصيامه يكفر ذنوب عام كامل    زراعة 12 صماما رئويا بالقسطرة التداخلية العلاجية مجانا بمعهد القلب    لتعزيز فيتامين د بشكل طبيعي.. إليك الوقت الأمثل والطريقة    رئيس جامعة المنوفية يكلف فريق طبى متكامل للكشف ومتابعة مصابي حادث الإقليمي    الصحة: مشاركة 10 كوادر طبية من الوزارة في برامج تدريبية بالصين    بيلينجهام: أرنولد يحاول التماسك بشأن جوتا.. وتنتظرنا مهمة صعبة أمام دورتموند    عمرو أدهم: هناك من يحول تصدير الضغوط إلى مجلس إدارة الزمالك    3 وديات.. في الجول يكشف تفاصيل معسكر الأهلي في تونس تحضيرا للموسم الجديد    محافظ بني سويف يستقبل وزير الإسكان والمرافق في بداية زيارته للمحافظة    عزت الدسوقي يكتب: للذكاء الاصطناعي مخاطر على الإبداع    خبير: دعوة آبي أحمد لمصر والسودان لحضور افتتاح سد النهضة خطوة رمزية تخفي مناورة سياسية    منى الحسيني: مصر استقرت في عهد السيسي    يوم عاشوراء.. تعرف على أهميته الدينية ولماذا حثنا الرسول على صيامه    عمرو الدجوي ينعى شقيقه الراحل بكلمات مؤثرة ويحيي ذكرى ميلاد والده    اليوم.. لجنة برلمانية حكومية تعيد صياغة نصوص قانون التعليم الجديد    التحقيقات تكشف معلومات جديدة في حادث طريق الإقليمي    طقس الأحد شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة والإسكندرية 31    سرقة فيلا وزير الاتصالات بالطالبية    تفقد بدء تجربة الجمع من المصدر..تفاصيل جولة محافظ الدقهلية المفاجئة بمدينة المنصورة ..صور    الجريدة الرسمية تنشر قرار جمهوري جديد للرئيس السيسي    آخر تطورات رحيل وسام أبو علي.. 3 عروض والأهلي يطلب 10 ملايين دولار    الصحة: زراعة 12 صماما رئويا بالقسطرة التداخلية العلاجية مجانا بمعهد القلب خلال 6 أشهر    مدبولي يشارك في قمة "بريكس" بالبرازيل نيابة عن الرئيس السيسي غدًا    رسائل مهمة من السيسي لرئيس مجلس النواب الليبي    غدًا.. البرلمان يناقش تعديل بعض أحكام قانون تنظيم شئون أعضاء المهن الطبية    تبدأ من العلمين وتنتهي بالسعودية.. تامر عاشور يستعد ل3 حفلات خلال أغسطس المقبل    الجار قبل الدار    اليوم.. نظر محاكمة 37 متهما بخلية التجمع الإرهابية    في هذا الموعد.. نجوى كريم تحيي حفلًا غنائيًا في عمان    الصين: الحرب لن تحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني    أسعار البيض والفراخ اليوم السبت 5 يوليو 2025 في أسواق الأقصر    وائل القباني: جون إدوارد يتبع سياسة خاطئة في الزمالك.. وهو سبب رحيلي    بعد مكاسب تتجاوز 60 دولار.. ننشر اسعار الذهب في بداية اليوم السبت 5 يوليو    4 أبراج «أثرهم بيفضل باقي»: متفردون قليلون الكلام ولا يرضون بالواقع كما هو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة :الميل للشعور بالفخر وإظهار ذلك أيضاً أمرٌ تطوّر عبر الزمن بداخل الإنسان
نشر في الزمان المصري يوم 11 - 10 - 2018

تنزع الكثير من ثقافات العالم إلى الإشادة بصفات التواضع وبالابتعاد عن العجرفة والغطرسة. لكن دراسة جديدة كشفت النقاب عن أن الميل للشعور بالفخر وإظهار ذلك أيضاً هو أمرٌ تطوّر عبر الزمن بداخل الإنسان لسبب وجيه، وأن مشاعر مثل هذه تلعب دوراً رئيسياً في حياة البشر حتى في وقتنا الحاضر.
يشكل الشعور بالفخر المبالغ فيه سبباً لسقوط الكثير من الشخصيات الروائية ذات الطابع المأساوي. فعلى سبيل المثال اضطر “السيد دارسي” – بطل رواية “كبرياء وتحامل” للكاتبة جاين أوستن – إلى التخلي عن مشاعر مثل هذه، قبل أن يتسنى له الفوز بقلب إليزابيث بينيت بطلة الرواية.
كما أن الشاعر الإيطالي الشهير دانتي اعتبر مشاعر الفخر تلك واحدةً من الخطايا السبع المميتة. حتى في الإنجيل، ورد في الإصحاح السادس عشر من سفر “الأمثال”، تحذير “قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ”، وهو نهي عن التفاخر بما لا قيمة له، عادةً ما يُستشهد به في مواضع خاطئة.
ويُقال لنا دوماً أن الفخر والتكبر يجعلانا بغيضين في نظر من حولنا في أفضل الأحوال، ويؤديان إلى أن الفشل والكوارث في أسوأها.
لكن ربما لا يستحق الشعور بالفخر – بشكلٍ كامل – ما يُوصم به من أنه قوةٌ مدمرةٌ، فهناك أدلةٌ جديدةٌ تفيد بأن لهذا الشعور “وظيفةً تطوريةً” – أي مرتبطةٌ بالتطور البشري – وأنه يلعب كذلك دوراً مهماً في الطريقة التي نتفاعل من خلالها مع العالم من حولنا.
يبدو ذلك منطقياً على كل حال، فإظهار مشاعر الفخر أمرٌ يحدث في مختلف الثقافات وفي كل المراحل العمرية، حتى بين الأطفال الصغار الذين لا يزالون يتعلمون المشي.
ويترافق إحساسٌ مثل هذا مع اتخاذ المرء وضعياتٍ جسديةً مُمَيزةً يمكن التعرف عليها على نطاقٍ واسع، من قبيل الوقوف في وضعٍ منتصبٍ ومستقيم، والذراعان مبسوطتان والرأس مرفوعة.
وتُظهر الدراسة التي أجرتها جيسيكا تريسي، أستاذة علم النفس في جامعة بريتيش كولومبيا ومؤلفة كتاب “الكبرياء: سر النجاح”، أن هذه الوضعيات الجسدية تُتخذ حتى من قبل من وُلِدوا وهم فاقدو البصر، وهو ما يشير بدوره إلى أن الشعور بالكبرياء والفخر يشكل جزءاً من تركيبتنا التطورية وليس أمراً اكتسبناه بالتعلم عبر الاحتكاك بالمجتمع من حولنا.
وتفيد إحدى الدراسات الجديدة بأننا عندما نتوقع الشعور بالفخر بشيءٍ ما، فإن ذلك الشعور يعود إلى أن آليات التطور جعلتنا نشعر نحن ومن حولنا بأن إنجاز هذا الشيء سيُكسبنا مميزاتٍ اجتماعيةً.
وتشرح ليدا كوسميدَس، أستاذة علم النفس التطوري في فرع سانتا باربرا من جامعة كاليفورنيا، هذه الفكرة بالقول إنه كان من الضروري في ما يُعرف ب”مجتمعات الصيد وجمع الثمار” التي سادت على وجه الأرض في بواكير التاريخ الإنساني، أن يتمكن المرء من إقناع الآخرين بأن سعادته ورفاهيته مهمة.
وأشارت الدراسة، التي أجرتها وزملاؤها، إلى أن الفخر الذي يشعر به الإنسان إذا ما اضطلع بمهمةٍ صعبةٍ، أو اكتسب سمةً أو مهارةً ذات طبيعةٍ خاصةٍ، يمثل “مُحفِزاً تطورياً فعالاً وقوياً”. وتقول هذه الأستاذة الجامعية إنه إذا كان المرء بصدد استثمار وقته في اكتساب مهارةٍ بعينها، فإنه سيكون من الأجدر به في هذه الحالة أن ينمي المهارات التي يُقّدِرها الآخرون ويرونها قيمةً.
ومن بين السبل التي يُظهر من خلالها الإنسان أن لديه مهارةً ذات شأن إبداؤه الفخر بها هو نفسه.
ويشير دانيل شنيتزر، أستاذ علم النفس في جامعة مونتريال والمعد الرئيسي للدراسة التي نتحدث عنها، إلى أن إبداء الفخر “يُمثل إشهاراً وإعلاناً لنجاحاتك، وما لم يحدث ذلك، لن يعلم أحد طبيعة ما نجحت أنت فيه، ولا حجم التقدير الذي يتعين على الآخرين إبداؤه لذلك”.
وقبل التطرق لتفاصيل الدراسة الحديثة التي نتناولها في هذا الموضوع، يتعين علينا الإشارة إلى دراسةٍ سابقةٍ نُشِرَت في عام 2017، وأجرى لأجلها شنيتزر وكوسميدَس والباحثان المساعدان لهما تجارب في 16 دولة تمتد من اليابان شرقاً إلى الولايات المتحدة غرباً.
وفي كلٍ من هذه الدول، مُنِحَتْ مجموعةٌ من المبحوثين وصفاً لشخصٍ يتحلى بسماتٍ وخصالٍ مرغوبة مثل كونه متعلماً أو ذا مظهرٍ شابٍ نضر، ثم طُلب من أفراد المجموعة تحديد مدى تقييمهم الإيجابي لهذا الشخص. وفي الوقت نفسه، طُلِبً من مجموعةٍ أخرى أن يحدد كلٌ من أفرادها مدى الفخر الذي سيشعر به إذا كانت لديه هذه الخصال.
واكتشف الباحثون أن الفخر الذي توقع المبحوثون في المجموعة الثانية أنهم سيشعرون به إذا كانت لديهم هذه الصفات المرغوبة تماشى على نحوٍ وثيقٍ مع الإعجاب الذي أبداه أفراد المجموعة الأولى بمن يتحلون بالسمات نفسها.
وبعبارةٍ أخرى، فإن اعتقادنا أن شيئاً ما سيُشعرنا بالفخر، يعود لأننا سنبدو بفضله في صورةٍ أفضل في أعين الآخرين، وأن قدر الفخر الذي يغمرنا بفضل إنجازنا شيئاً ما يرتبط بشكلٍ قويٍ بحجم التقدير الذي يبديه الآخرون له.
وتقول كوسميدَس إن شدة الشعور بالفخر لإنجاز الإنسان أمراً ما تشكل مقياساً لمدى التقدير الذي سيبديه محيطه الاجتماعي له إذا ما فعل هذا الأمر. وتضيف بالقول إن هذه المشاعر “تمثل إشاراتٍ لمنظومات صنع القرار لديك، لكي تُقَدِّر المنافع الاجتماعية” التي ستترتب على ذلك بالنسبة لك.
لكن ثمة مشكلة واحدة شابت هذه الدراسة، وهي أن كل أفراد العينة فيها كانوا من مجتمعاتٍ صناعيةٍ يتعرض أبناؤها باستمرار لوسائل الإعلام، وهو ما كان يعني أنه من المستحيل تحديد ما إذا كان الشعور بالفخر – المرتبط بشكلٍ وثيقٍ بالتقدير المتوقع من جانب الآخرين – هو في الأساس خِصلةٌ إنسانيةٌ ذات طابعٍ تطوريٍ، أم أنه أمرٌ تم تعلمه بفضل أشخاصٍ ينتمون لثقافةٍ أخرى موجودة في العالم، وذلك من خلال التعرض لوسائل الإعلام.
ولحسم هذا الجدل، أجرى الباحثون تجربة ثانية نُشِرَت في وقتٍ سابقٍ من العام الجاري. وشملت هذه التجربة مقابلة 567 شخصاً من عشرة مجتمعاتٍ مختلفةٍ تتسم بأنها صغيرةٌ ويعيش فيها السكان الأصليون في مناطق تقع في أنحاء متفرقة من أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية.
وكما جرى في الدراسة الأولى، قُسِّمَ المبحوثون في كلٍ مجتمعٍ من المجتمعات المشمولة بالبحث إلى مجموعتين، سُئِل أفراد إحداهما عن مدى تقييمهم الإيجابي لشخصٍ يتسم بخصالٍ بعينها، بينما طُلِبَ من المبحوثين في المجموعة الأخرى تحديد مقدار الشعور بالفخر الذي سيساورهم إذا ما كانت لديهم هذه الخصال هم أنفسهم.
وكانت النتائج التي خَلُصَ إليها الباحثون في هذا الصدد واضحةً، فقد تبين أن مستوى الفخر الذي قال أفراد المجموعة الثانية إنهم سيشعرون به إذا ما كانوا أقوياء أو بارعين في سرد القصص أو قادرين على الدفاع عن أنفسهم، يتماثل تقريباً مع التقدير الذي أبداه المبحوثون في المجموعة الأولى بمن يتحلون بتلك الصفات.
وهكذا فإن هذه النتائج – التي يستحيل التأكد من صحتها بنسبة مئة في المئة – تشير بقوة، حسبما يقول شنيتزر، إلى أن العلاقة بين الشعور بالفخر بصفةٍ ما والتقدير الاجتماعي الممنوح لمن يتحلى بهذه الصفة تطورت لتصبح “جزءاً من الطبيعة البشرية”.
وهنا يمكن الاستعانة برأي باحثة لم تكن عضواً في الفريق الذي أجرى الدراسة، وهي جوي تشينغ، أستاذة علم النفس في جامعة إلينوي بمدينة أربانا عاصمة مقاطعة شامبَين، التي تقول: “نعلم بالفعل أن الشعور بالفخر يساعدك على الوصول إلى القمة، ولكننا لا ندري كيف يُحْدِثْ هذا الإحساس ذلك على وجه التحديد”.
وأضافت تشينغ بالقول إن هذا البحث يأتي “ليغير ذلك المشهد”.
ولكن إذا كان الشعور بالفخر يمثل جزءاً حيوياً بهذا الشكل من الكيفية التي نتفاعل بها مع العالم من حولنا، فلِمَ يُنظر إليه بشكلٍ سلبيٍ للغاية؟
وفقاً لما يقوله شنيتزر وكوسميدَس تكمن المشكلة عندما يفوق شعورنا بالفخر لتحقيق إنجازٍ ما حجم التقدير المجتمعي الفعلي الذي يلقاه هذا الإنجاز من المحيطين بنا، وهو ما قد يُوّلِدُ الاستياء لا الإعجاب.
وتقول كوسميدَس إنه يمكن التعبير عن هذه الحالة – من وجهة نظرٍ تطوريةٍ – بالقول إنها كما لو كان شخصٌ ما يقول لمن حوله “لا بد أن تولوا اهتماماً وتقديراً أكبر لسعادتي ومصلحتي”، بينما يرى الآخرون أنهم لا يتفقون معه في ذلك الأمر.
وتخلص الأستاذة الجامعية إلى القول في هذا الصدد إنه يتعين أن يكون قدر الفخر الذي يشعر به المرء لإنجازه هدفاً ما متناسباً بشدةٍ مع مقدار النظرة الإيجابية التي سيلقاها من الآخرين بسبب تحقيقه هذا الهدف.
وتقول جيسيكا تريسي إن البراعة هنا تتمثل في التفريق ما بين الفخر المتغطرس المتعجرف الذي يرتبط بالعدوانية وتدني الثقة وضآلة تقدير الذات وقلة عدد الأصدقاء، وبين ما تصفه ب”الفخر الحقيقي الصادق الأصيل”، وهو ذاك الذي يشعر به المرء عند تحقيقه لأهدافه وحينما يَحُسُ بالثقة في أنه جديرٌ بالاحترام والاهتمام والمعاملة الحسنة من جانب محيطه الاجتماعي.
وتضيف تريسي بالقول: “الكثير من الناس يفكرون فقط في ‘الفخر السيء' وهو غطرسةٌ في واقع الأمر واستعلاء وهوسٌ بالنفس”، قائلةً في الوقت نفسه إن من يشعرون ب”الفخر الحقيقي والصادق” بنجاحاتهم يتفاعلون مع العالم المحيط بهم على نحوٍ رائعٍ وجذابٍ “إذ أن لديهم علاقاتٍ اجتماعيةً عظيمةً، وينزعون للشعور بالتقدير الكبير للذات، كما تربطهم صلاتٌ وطيدةٌ بشركائهم (في العلاقات الرومانسية أو الحميمة)، ولديهم سماتٌ شخصيةٌ مثاليةٌ”.
وقد لاحظت تشينغ وتريسي ذلك في دراساتهما عن مشاعر الفخر لدى الرياضيين. وقالت تشينغ في هذا السياق إنه تبين أن من كانوا “الأكثر فخراً وثقةً ونجاحاً وشعوراً بالإنجاز آل بهم الأمر في نهاية المطاف لأن يصبحوا أكثر من يحظون بالإجلال والاحترام وسط مجتمعهم”.
لكن هذه المعادلة لا تَصْدُق إلا إذا كانت مشاعر الفخر التي تراودهم هذه مُستندةً إلى إنجازاتٍ حقيقيةٍ، وليس إلى إحساسٍ بالأنانية والنرجسية أو الفخر والكبرياء المتغطرس المُتعجرف.
ويتمثل العنصر الأساسي في تحقيق هذه المعادلة – كما تقول تريسي – في أن يركز المرء على إنجاز أهدافٍ بعينها واكتساب خصالٍ وصفاتٍ محددةٍ، بدلا من أن يولي اهتمامه الأكبر لأن ينال من الآخرين مشاعر التقدير له في حد ذاتها.
خلاصة القول إن الأنانية ربما لا تكون أمراً مثالياً، ولكن ماذا عن جرعةٍ صحيةٍ ومُبررةً تماماً من الشعور بالفخر؟ لذا فلتمض قدماً، وتحتفي بهذه الفكرة وتقتنع بصحتها، فثمة سببٌ كامنٌ في تركيبتك الإنسانية يجعلك تشعر بهذا النوع من الفخر.
المصدر : وكالات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.