الأزمة المالية تهدّد الصحة العقلية محيط مروة رزق حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأزمة المالية العالمية ستتسبب على الأرجح فى زيادة مشكلات الصحة العقلية وحتى حالات الانتحار فيما يكافح الناس لمواجهة الفقر والبطالة، وتأثر بالفعل مئات الملايين من الأشخاص فى أرجاء العالم بمشكلات عقلية مثل الاكتئاب وقد تفاقم الأزمة الحالية مشاعر الاحباط بين من هم عرضة لمثل تلك الأمراض. وأشارت مارجريت تشان المدير العام للمنظمة فى اجتماع لخبراء الصحة العقلية، أن الفقر والتوترات المصاحبة له بما فى ذلك العنف والعزلة الاجتماعية والشعور الدائم بانعدام الأمن أمور مرتبطة بظهور الاضطرابات العقلية. وحذرت قائلة "ينبغى ألا نصاب بالدهشة إذا استمرت الزيادة فى التوترات وحوادث الانتحار والاضطرابات العقلية"، مؤكدة أن الفقر يمكن أن يكون أحد عواقب تلك الأحداث والديون والاحباط والشعور بالخسارة والتى ربما تلحق بالطبقات المتوسطة والفقيرة، حتى الفقراء يمكن أن يتأثروا بالأزمة. الجانب المشرق من الواقع أفاد بحث بريطاني بأن المرء يمكن أن يشتري السعادة بالمال، لكنه سيشعر بسعادة أكبر عندما ينفقه على شخص أخر. ووجد فريق بحثي في كلية هارفارد لادارة الاعمال في جامعة كولومبيا البريطانية، أن انفاق مبلغ زهيد مثل 5 دولارات يوميا على شخص آخر يمكن ان يعزز الاحساس بالسعادة بشكل ملحوظ. وأظهرت تجاربهم على أكثر من 630 أميريكياً أنهم كانوا أكثر سعادة حين أنفقوا المال على آخرين حتى إذا كانوا يرون أن انفاق المال على أنفسهم سيجعلهم أكثر سعادة. وطالب الباحثون من 600 متطوع أولا تقدير سعادتهم العامة ثم ذكر دخلهم السنوي وتفاصيل انفاقهم الشهري بما في ذلك الفواتير والهدايا التي يقدمونها لأنفسهم والهدايا التي يقدمونها للاخرين والمبالغ التي يتبرعون بها لأعمال الخير. وقالت الدكتورة اليزابيث دن الاخصائية النفسية في جامعة كولومبيا البريطانية: "بغض النظر عن مقدار الدخل الذي حققه كل شخص فان من أنفقوا المال على آخرين تحدثوا عن سعادة أكبر، في حين أن من أنفقوه على أنفسهم لم يشعروا بنفس القدر من السعادة". وعلي صعيد متصل ، أكدت نتائج دراسة علمية حديثة أن هناك صلة وثيقة بين صفة الكرم وجينات الإنسان الوراثية. وقد اجريت الدراسة على 203 شخص من الجنسين، منح كل واحد منهم 12 دولارا، حيث تبين أن 60 بالمائة ممن أعربوا عن استعدادهم للتنازل عن هذا المبلغ أو جزء منه لأشخاص بحاجة إليه هم أشخاص يحملون جين "إيه في بي آر 1" أو أحد مكونات هذا الجين. وقال اريل كنافو رئيس فريق الباحثين البروفيسور: ان هذه الدراسة تثبت للمرة الأولى وجود صلة مباشرة بين الكرم الإنساني وتكوين حامضه النووي. وأوضح أن جين "إيه في بي آر 1" ينشط في تكوين هرمون يسمى علميا "ارجينين فاسوبريسين"، ويؤثر على خلايا المخ، ما يدفع الإنسان إلى الكرم والسخاء والعطف على الآخرين. وأضاف الدكتور كنافو أن الجينات التي تحمل الصفات الوراثية وصفات سلوكية مثل نكرات ألذات والتعاضد الاجتماعي هو أمر يمكن قبوله من وجهة النظر التطورية، كما أن استراتيجية نكرات ألذات كانت ناجحة بسبب اعتمادها على فكرة أن العمل الحسن سيكافأ صاحبه. لكن احتمالية حدوث السلوك المرتبط بنكران ألذات بين الغرباء كانت أقل من احتمالية حدوث هذا السلوك بين الأشخاص الذين يعرفون بعضهم، لذا فإن تأثير التعاضد الاجتماعي وإقامة صداقات جديدة مهم من أجل حدوث هذا السلوك. وقال فيلدمان إنه ربما أصبح من المهم أن يكون المرء أكثر نكرانا للذات واستعدادا للتعاون من أسلافه بعد أن أصبح المجتمع معقدا للغاية وبصورة متزايدة. هرمون يزيد تركيز المتعاملين مالياً كشف باحثون بريطانيون عن أن المتعاملين فى أسواق المال يجنون مزيداً من المال عندما تكون مستويات إفرازهم لهرمون "التستستيرون" مرتفعة، ربما لأن ما يسمى بالهرمون الذكرى يجعلهم أكثر ثقة وتركيزاً. وأظهرت الدراسة التى أجروها على متعاملين ذكور أنهم يحققون مكاسب أكبر فى الأيام التى تكون فيها معدلات هذا الهرمون لديهم أعلى، وحذر الباحثون بجامعة كيمبردج من أن الهرمون ربما يساعد فى زيادة تركيز العقل ولكن استمرار زيادة مستويات إفراز الهرمون قد تؤدى للتهور. وأشار الدكتور جون كوتس رئيس فريق البحث، إلى أن التستستيرون اليومى كان مرتفعاً بدرجة كبيرة فى الأيام التى يحقق فيها المتعاملون مكاسب أكثر من متوسطهم اليومى فى شهر واحد. بحث علمي يربط بين الجنس والمال أكد باحثون أن نتائج دراستهم حول الدماغ ربما تساعد في تفسير العلاقة بين الجشع وممارسة الجنس، فعندما أطلع باحثون عددا من الشبان على صور إباحية، كانت الرغبة المباشرة لغالبيتهم هي أن يلعبوا القمار أكثر منها عندما تمّ إطلاعهم على صور مرعبة مثل الأفعى أو أخرى حيادية تماماً. وأشارت الدراسة إلى أن الصور المثيرة للغريزة أضاءت بشكل ما نفس الجزء من الدماغ الذي يضيء عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات مقامرة مالية. وقالت رئيسة فريق البحث كاميليا كوهنن، أستاذة الشؤون المالية في جامعة نورثويست: "لديكم حاجة لكل من المال والنساء.. وكلاهما يحتل نفس المنطقة من الدماغ". وشملت الدراسة 15 شاباً في جامعة ستانفرود وركّزت على خلية على شكل V تدعى Nucleus Accumbens وتقع قرب قاعدة الدماغ وتلعب دورا حيويا في الشعور بالمتعة، وعندما تمّت إثارة الخلية بصور إباحية، كان واضحا أنّ الشبّان يشعرون وأنّ لديهم حظّا جيدا في الفوز في لعبة قمار، حيث قام كل منهم بنحو 50 تجربة قمار. وقالت كوهنن: "إنّه من الممكن أن تكون النتائج مماثلة لدى النساء غير أنّه لم يتمّ إخضاع عدد منهن لنفس التجربة لأنّه من الصعب العثور على صورة إباحية تثير عدة سيدات مختلفات مقارنة بالرجال". ويفسّر هارفارد تيري برنهام باحث الاقتصاد نتائج الدراسة بالقول: "عليك في هذه البلاد أن تحصل على المال أولا.. بعدها وعندما يكون لديك المال، ستحصل على السلطة.. وعندما تحصل على السلطة، حينها ستحصل على النساء".