ما حدث لزميلتنا الكريمة الصحفية الشقية "سما الشافعى" يندى له الجبين ، وما حدث داخل القاعة لكارثة بكل المقاييس ، وذلك أثناء ندوة الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد حسان بكلية الحقوق جامعة المنصورة أمس ، والذى جاء بناءاً على دعوة كريمة من الأخوة الفضلاء أعضاء أسرة "ضع بصمتك"..فالشيخ محمد حسان من العلماء الذين نقف أمامهم باحترام ،ونستقى علم ديننا دفعات منه ، فله في قلبي منزلة ، ولا يختلف اثنان على نزاهة وحكمة هذا الرجل ، ولكن مريدوه أو أتباعه الذين ظهروا فجأة وبدون سابق إنذار يشوهوا الصورة السريالية التى عايشناها معه ، وشوهوها بأفعالهم الصبيانية ، كالدابة التى قتلت صاحبها ، وليس هذا الكلام من بنات أفكارى ،ولكنها الحقيقة التى يجب أن يقفوا أمامها كثيرا من أجل مولانا الداعية الإسلامى . فالقاعة احتشد بها ما يقرب من 0 آلاف طالب وطالبة جاءوا من كل صوب وحدب بالجامعة ليستمعوا إلى الشيخ حسان ، وبدأت الندوة ودافع الشيخ حسان دفاعا مستميتا عن المجلس العسكرى ،وأكد أنه حصن أمان لنا - نحن المصريون – وكان من ضمن الحضور شباب ذا توجهات سياسية ؛فم يعجبهم داع الشيخ حسان عن العسكر فقام أحدهم وجادله بطريقة أقرب إلى الحادة ، فما كان من مريدى الشيخ حسان إلا أن انهالوا عليه ضربا وشتائم . فقامت زميلتنا "سما" التى كانت تجلس فى الندوة بممارسة مهامها الصحفية ل "جريدتى الكرامة والزمان المصرى"، وليس لبوابة الوفد التى تعمل فيها أيضا ،بناءا على تكليف منى شخصيا باعتبارى مدير مكتب "الكرامة "بالدقهلية ،ورئيس تحرير جريدة "الزمان المصرى" ،واعتلت المنصة التى يجلس عليها الشيخ حسان والحضور ،وأخرجت "الكاميرا"الخاصة بها ، لتلتقط بعض الصور لمشهد الإعتداء على الطالب الذى جادل الشيخ حسان . وهذه عادة الصحفيين يمارس مهام عمله ليخرج بالأفضل . وإذا بأحد الطلاب المريدين للشيخ حسان يخطف منها "الكاميرا" فتتحدث معه بإحترام وأدب وتخبره بأنها "صحقية" ؛فإذا به ينزل عليها بوابل من السب والقذف "يحرق أبو الصحافة ..عايزين تفضحونا يا ولاد......، فترد عليه :اهدى يا ابنى ..نفضح ايه ونعمل ايه ..دى صحاة يا يا ابنى ..فيرد عليها :أنت بنت .........، احتدت عليه ،فإذا به يرفع يده لصف الطالبات المنتقبات تصعد عشر طالبات ، وينهالوا عليها ضربا وسبا وقذفا ،ولم يكتفين بذلك ..بل سحلوها بالقاعة وجرجروها حتى بابها ، ولم ينقذها من أيديهن سوى الزميل "نعمان سمير"الصحفى بجريدة الشروق. الكارثة أن زميلها محمد طاهر بجريدة "الوفد"شاهد ما حدث ها ولم يتحرك ساكنا ، وكان المفروض عليه – ليس بحكم زمالتها له "ببوابة الوفد"- ولكن بحكم أنهما زملاء مهنة أن يتحرك ويدافع عنها ..والمدهش أنه تقدم بمذكرة فورا ضدها للبوابة أنها تعدت على اختصاصه ى تغطية أخبار الجامعة ، وكما قلت سابقا أنها كانت مكلفة منى بتغطية "الندوة"للكرامة والزمان المصرى" لست أدرى ماذا حدث للصحفيين بالدقهلية ..ألهذه الدرجة وصل بنا الحال أن تسحل زميلة لنا ولا نتحرك ،"زميلة يا قوم وليس زميل " فما حدث لها من الممكن أن يحدث لى وله ولنا جميعا ..كلنا معرض لذلك..فميثاق الشرف الصحفى يحتم علينا أن نحمى بعضنا بعضا ، فشرف المهنة أمانة فى رقابنا جميعا . صدقونى يا سادة .. لن يٌسرق رزقكم..فالأرزاق بيد الله ، ولو كانت فى بطن الحوت والله قد كتب رزقك فيه سيأتي إليك إن آجلا أم عاجلا ، فعلينا أن نحب بعضنا بعضا ،ونشد من أذر بعضنا ، ولنتنافس ..فالتنافس شرف .. ولتسود بيننا الغيرة الحسنة ..ففيها إثراء لصاحبة الجلالة ، ولا تنقلب الغيرة إلى حقد .. فيضحك علينا طوب الأرض. وما فعلته اليوم الصحفية المحترمة و الزميلة الحبيبة "غادة عبد الحافظ"مدير مكتب المصرى اليوم حينما ذهبت مع زميلتنا "سما"إلى الشرطة العسكرية بالجامعة وإلى رئيس الجامعة ؛ لتحرير محضر وإيجاد الطالب الذى حرض المنتقبات على فعلهن الإجرامي لهو وسام أعتز به شخصيا ، ودائما زميلتنا "غادة"عند حسن الظن ،فهذه الفتاة أعتبرها بمليون رجل ، وليس هذا أول موقف لها معنا ، فأعرها دائما صلبة عند الشدائد . أما مريدو الشيخ حسان فأقول لهم :ديننا دين يسر ، ولم يكن فى يوم من الأيام دين عسر ، وصالح لكل زمان ومكان.. فالمولى سبحانه وتعالى حينما خاطب سيدنا "موسى"عليه السلام طالبا منه وأخاه الذهاب إلى "فرعون " فيقول سبحانه " اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَىٰ (45) قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (46(فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ (47( .. هذا أدب فى الحوار ومع من .."فرعون " الذى قال "أنا ربكم الأعلى " ، فالله سبحانه وتعالى يطلب من نبيه وأخاه أن يخاطبا "فرعون "بالقول اللين ، وخاطب نبيه الكريم سيدنا محمد "صلى الله عيه وسلم" بقوله "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" ، وفى آية أخرى "إنك لا تهدى من أحببت ،ولكن الله يهدى من يشاء" إن المتأمل في قرآننا الكريم يجد أنه يقيم حواره مع المخالفين على الرفق والتلطف, كما يتجلى ذلك في قوله تعالى في سورة سبأ: ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون ) [20] قال معظم المفسرين بأن أسلوب هذه الآية هو أسلوب التشكيك, وحكمته التلطف بالخصم المعاند حتى لا يلج في العناد ولا يفكر في الأمر الذي يجادل فيه ؛وإلا فالرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون هم الذين على هدى, والمشركون هم الذين عل ضلال مبين. وقال سيد قطب في" ظلاله" وهو بصدد تفسير هذه الآية: والجدل عل هذا النحو المهذب الموحي أقرب إلى لمس قلوب المتكبرين المعاندين المتطاولين بالجاه والمقام المستكبرين عل الإذعان والاستسلام . وأجدر بأن يثير التدبر الهادئ والاقتناع العميق وهو نموذج من أدب الجدل ينبغي تدبره من الدعاة ) ويقول وهبة الزحيلي في تفسيره لهذه الآية بأن أسلوبها فيه لطف وأدب لاستدراج الخصم إلى أن ينظر في حاله وحال غيره، ويستعمله العرب( أي هذا الأسلوب) لإعطاء الحرية للمخاطب بأن يتأمل ويعلن عن قناعة أنه مخطئ وغيره مصيب، كما يقول الرجل لصاحبه:قد علم الله الصادق مني ومنك وإنا احدنا لكاذب . وقال الطاهر ابن عاشور بأن هذا اللون من الكلام الذي تضمنته الآية يسمى "الكلام المنصف" وهو ألا يترك المجادل لخصمه موجب تغيظ واحتداد في الجدل ويسمى في علم المناظرة إرخاء العنان للمناظر ومع ذلك فقرينة إلزامهم الحجة قرينة واضحة وقال الزمخشري: إن الكلام في الآية كلام المنصف الذي كل من سمعه من موال أو مناف, قال لمن خوطب به قد أنصفك صاحبك. وبصدد تخريجه لهذه الآية يشير أبو حيان إلى أن الكلام أخرج في الآية مخرج الشك والاحتمال ومعلوم أن من عبد الله ووحده هو على الهدى وان من عبد غيره من جماد أو غيره في ضلال وهذه الجملة تضمنت الإنصاف, واللطف في الدعوة إلى الله . ويضيف أبو حيان بأن أسلوب الآية أدخل في الإنصاف وأبلغ وأكثر تلطفا واستدراجا حيث سمى فعله إجراما كما يزعمون مع أنه مثاب مشكور وسمى فعلهم عملا مع أنه مزجور عنه محظور . ويدعونا الولى سبحانه وتعالى إلى إقامة الحوار عل عدم الإثارة فيقول ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسب الله عدوا بغير علم)[27] روى الطبري في سبب نزول هذه الآية عن قتاة أنه قال: ( كان المسلمون يسبون أوثان الكفار، فيردون ذلك عليهم فنهاهم الله أن يستسبوا لربهم ) قال الطاهر ابن عاشور: وهذا أصح ما روي في سبب نزول هذه الآية وفي تفسير معنى "السب" يقول الطاهر ابن عاشور بأنه: كلام يدل على تحقير احد أو نسبته إلى نقيصة أو معرة بالباطل أو بالحق وهو مرادف الشتم... وقال بأن المخاطب بهذا النهي المسلمون لا الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الرسول لم يكن فحاشا ولا سبابا لأن خلقه العظيم حائل بينه وبين ذلك ولأنه يدعوهم بما ينزل عليه من القران وإنما كان المسلمون لغيرتهم على الإسلام ربما تجاوزوا الحد ففرطت منهم فرطات سبوا فيها أصنام المشركين ..أصنام ..أصنام ..يا عالم..الرسول ينهى أصحابه عن سب الأصنام ، فما بالكم بما تفعلوه وتسبون من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله" استفيقوا من غفوتكم . وعن وجه النهي عن سب أصنام المشركين يقول ابن عاشور بأن السب لا تترتب عليه مصلحة دينية لأن المقصود من الدعوة هو الاستدلال على إبطال الشرك وإظهار استحالة أن تكون الأصنام شركاء لله تعالى، فذلك هو الذي يتميز به الحق عن الباطل وينهض به المحق ولا يستطعه المبطل فأما السب فانه مقدور للمحق وللمبطل فيظهر بمظهر التساوي بينهما وربما استطاع المبطل بوقاحته وفحشه ما لا يستطعه المحق، فيلوح للناس أنه تغلب على المحق على أن سب آلهتهم لما كان يحمي غيظهم ويزيد تصلبهم, قد عاد منافيا لمراد الله من الدعوة فقد قال لرسوله صلى الله عليه وسلم ( وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال لموسى وهارون ( فقولا له قولا لينا )، فصار السب عائقا عن المقصود من البعثة فتمخض هذا السب للمفسدة ولم يكن مشوبا بمصلحة . فمن يدقق فى قرآننا الكريم, يسترعي انتباهه ذكره لأقوال المخالفين مهما كانت موغلة في الفساد، وفي ذلك يقول الدكتور المقري أبو زيد الإدريسي: ( إن القرءان الكريم يستعرض الرأي الآخر, رغم أنه باطل, وأنه ضلال, ورغم أنه خطأ، فنجد في قرآننا كلام الملحدين الذين ينكرون وجود الله أصلا ( وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ), وكلام اليهود ( وقالت اليهود يد الله مغلولة) وكلام النصارى ( إن الله ثالث ثلاثة ) وكلام المنافقين المغرضين الذين يفلسفون كل رذائلهم, وأقل رذائلهم رذيلة البخل ( وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين امنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه )[ وحسب الدكتور أبو زيد فان القرآن الكريم يستحضر الآخر – المخالف يقوة و وبأخلاقيات عالية جدا ،يستحضره دون أن يثيره ودون تشويهه فالقرآن يستحضر الآخر كاملا . ولابد من الإشارة إلى أن ما قصده الدكتور أبو زيد من استحضار القرآن للآخر –المخالف هو أن القرآن يشير إلى وجود الآخر –المخالف كنتيجة لإرادة الله ومشيئته القدرية أما الموافقة على أقوالهم وأفعالهم فمعلوم أن القرءان لا يقر الفاسد منها مهما كان مدعيه. وإليكم أيها المتشددون بعض الآيات من القرآن وبعض الأحاديث من السنة لعلى الله يهديكم ويهدينا معكم: يقول ابن القيم في زاد المعاد: قال تعالى في سورة فصلت ((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) [ فصلت 134 ] فهذه سيرته مع أهل الأرض إنسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم . ويقول ابن كثير: وقوله : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ) أي : فرق عظيم بين هذه وهذه ، ( ادفع بالتي هي أحسن ) أي : من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه ، كما قال عمر [ رضي الله عنه ] ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه . وقوله : ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وهو الصديق ، أي : إذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إليه إلى مصافاتك ومحبتك ، والحنو عليك ، حتى يصير كأنه ولي لك حميم أي : قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان إليك . ثم قال : ( وما يلقاها إلا الذين صبروا ) أي : وما يقبل هذه الوصية ويعمل بها إلا من صبر على ذلك ، فإنه يشق على النفوس ، ( وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) أي : ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والأخرى . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب ، والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة ، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان ، وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم . وأخيراً بقى أن أقول : أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان