انفردت جريدة" الزمان المصرى" بعمل حوار مع الدكتور"اسلام أحمد سعده"المدرس المساعد بكلية الطب بجامعة المنصورة واخصائى جراحة القلب والصدر بجامعة المنصورة ؛ فتحدث عن الأمراض الشائعة ومستقبل جراحة القلب فى مصر : . نريد طمأنة المصريون عن مدى انتشار أمراض القلب في المجتمع في الوقت الراهن؟ .. تعتبر مصر من الدول التي تنتشر بها أمراض القلب بكثرة فهي تحتوي على أكبر ثلاثة عوامل لإنتشار أمراض القلب.. العامل الأول: هو الحمى الروماتزمية والتي تنتشر في الأماكن الفقيرة والمزدحمة ، والعامل الثاني :هو التدخين وسوء التغذية والذي يساعد في انتشار أمراض الشرايين التاجية .أما العامل الثالث: فيرجع إلى زواج الأقارب وعدم المتابعة والإلتزام بالتعليمات الطبية أثناء الحمل الذي يؤدي إلى انتشار العيوب الخلقية للقلب ، ولهذا فقد ارتفعت نسبة أمراض القلب في الآونة الاخيرة ؛ وبالتالي ارتفعت نسبة المرضي التي تحتاج لاجراء عمليات جراحية. .ما هو سبب ارتفاع تكلفة عمليات القلب في مصر عن باقي العمليات؟ .. تكلفة عمليات القلب مرتفعة في جميع دول العالم وذلك لإرتفاع تكلفة الأجهزة والمستلزمات والأدوية المستخدمة في جراحة القلب والتي تستورد معظمها من الخارج. . هل أصبحت جميع عمليات القلب تجرى في مصر أم هناك نوعيات من المرض تستلزم السفر للخارج؟ .. مشكلة جراحة القلب أنها ليست عمليات تعتمد على الجراح ومهاراته فقط ولكنها جراحات معقدة تستلزم وجود فريق جراحي مدرب وأطباء تخدير ذو كفاءة عالية في تخدير مرضى جراحة القلب، و اطباء، مدربون جيدا على جهاز تروية القلب في جميع أنواع العمليات وعناية مركزة بمشتملاتها من جميع الأجهزة ويشرف عليها فريق ذو خبرة من أطباء الرعاية المركزة والقلب والتخدير. هذا بالاضافة إلى فريق من التمريض المدرب جيدا .. . وهل يوجد أماكن بمصر تحتوي على هذه الامكانيات الضخمة؟ ..نعم يوجد أماكن محدودة ولكنها لازالت لاترقى إلى المستوى المأمول وذلك يرجع بشكل أساسي على العامل البشري من حيث عدم الاستمرارية في مكان واحد ، وذلك لضعف المقابل المادي أو عدم الاستمرار في التدريب . ضعف المقابل المادي كيف ذلك فنحن نعلم أن أجور جراحى القلب من أعلى الأجور؟ .. هذا ينطبق على العمليات الخاصة فقط ونسبة ضئيلة من الجراحين لا تتعدى العشرون بالمائة من جراحى القلب ، ولكن الأجور في المستشفيات الحكومية والتي يعالج بها معظم المرضي على نفقة الدولة تكون زهيدة جدا .فهل تتخيلي أن جراح القلب في واحدة من أكبر المعاهد بمصر والتي يجرى به أعلى عدد من عمليات القلب أجره في عملية القلب المفتوح لا يتعدى 400 جنيه . وهل يرجع تأخر جراحات القلب في مصر إلى ضعف المقابل المادي ؟ .. ضعف المقابل المادي هو أحد العوامل ولكن العوامل الرئيسية هي ضعف الامكانيات مقارنة بالخارج وغياب البحث العلمي والتدريب المستمر كما أن غياب بعض المستلزمات كالأنسجة الحيوية يجعل نوعية العمليات التى تستخدم فيها غير موجود بمصر . ما هو تصورك لجراحة القلب الآن بمصر؟ .في مصر الآن جراحة القلب للكبار تعتبر في مستوى مقارب للخارج في العمليات التقليدية ، ولكن الآن يحدث تطور سريع مازال غائبا عن الساحة في مصر من عمليات جديدة أقل تداخلا أو باستخدام الروبوت دون الحاجة إلى فتح الصدر. اما عن جراحة قلب الأطفال فهي مازالت متأخرة في مصر نتيجة ارتفاع تكلفة عمليات القلب المفتوح للأطفال والاحتياج إلي فريق أكثر تعقيدا وخبرة بالإضافه إلي ارتفاع تكلفة المستلزمات المستخدمة والحاجة إلى نوعية خاصة من التمريض ؛ بينما تظل زراعة القلب غائبة عن مصر في ظل عدم وجود مكان مجهز وفي ظل تخبط الفتاوى ما بين محلل أو محرم لاستخدام قلب انسان ثبت موته اكلينيكيا لانقاذ حياة مريض آخر . وهل تعتقد ان الحلول متاحة ؟ .. نعم الحلول متاحة وغير باهظة التكاليف ويمكن تجربتها على مكان واحد أو مكانين مع اختيار وتدريب الفريق الطبي بالكامل وتوفير المستلزمات والامكانيات المطلوبة ودعم وسائل البحث العلمي وتوفير العائد المادي الجيد للعاملين حتى يتفرغوا للعمل والبحث في هذا المكان مع عمل احصائيات دقيقة لنسبة الشفاء والمضاعفات بعد الجراحة واستقدام خبراء أجانب بشكل روتيني معروف لتدريب شباب الأطباء على الطرق الحديثة في جراحة القلب . ما رأيك في مركز جراحة القلب بأسوان والذي أسسه دكتور مجدي يعقوب؟ .. هو شئ غير مفهوم والمعلومات عنه ضئيلة وبالتالي يكذب من يتحدث عنه دون أن يعمل به ، ولكن الدكتور مجدي يعقوب جراح عالمي فريد ومن المؤكد أنه ينشأ مركز على مستوى عالي من الكفاءة ولكنه ما زال يواجه الكثير من العقبات بالاضافة إلى عدم وضوح الرؤية لدينا على ما ينوي عمله تحديدا . هل انت متفائل ؟ .. بالتاكيد فسنلتقى بعد بضع سنوات من الآن لنتحدث مجددا عن كيف تم عمل مراكز جراحة قلب متقدمة بمصر تضاهى المراكز العالمية.