دائماً أحاسب نفسى على كل ما أفعله فى هذه الدنيا من خير وشر .فأجدها أحياناً مغرورة ..محبة للذات..كارهة لكل قوانين الأرض ودساتيرها ؛إنها النفس البشرية بخيرها وشرها ..يقول الله تعالى "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها"، ويقول أيضا "ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا".. فنحن من تسببنا فى الفساد جميعاً؛لأننا "صامتون "..ففى رأيى أن أى انسان يريد سلطة من "حكومة ومجلس شعب أو شورى " ما هم إلا يريدون فى المقام الأول مصلحتهم الشخصية غير مبالين بمصلحة الوطن .. الذى هو فى أمس الحاجة إليهم الآن من أى وقت مضى ..فعندما يتكلم الجميع فى وقت واحد وتتعالى الأصوات لتصبح صرخات لا معنى لها أو منطق فيها ،ولا تعبر إلا عن جهل وفراغ وسطحية ؛وعندما تغيب الأحلام وينتحر الإحترام وتعم السوقية والهمجية والإبتذال ، وعندما تختفى مصلحة الوطن وتظهر مصالح الفئات والأحزاب والجماعات لتمزق أبناء الوطن الواحد ..بالتأكيد إنها "فتنة"ووقتها للأسف يصبح "الصمت"هو الخيار الوحيد ،وتصبح الجدران الأربعة هى "الوطن والأمان" ..وليكن..اللهم ارفع غضبك ومقتك عنا ..هو الدعاء إلى الله منا جميعاً، والله هو القادر على حفظ "مصر"من أبنائها قبل أعدائها . فأفضل الناس دائما يفضلون الإبتعاد عن الأضواء ، والعمل فى صمت ، ومصر مليئة بالخير والأشراف فى شتى المجالات. أما هؤلاء المتناحرون على المناصب ، والسعى وراء السلطة ،والمطالب الفئوية ، والمظاهرات تحت اسم "الثورة"فهم أسوأ من النظام السابق ،ولا يعرفون شيئا عن حب هذا الوطن.فالثورة سرقها من هم ليسوا أصحاباً لها . وباتت "انتفاضة" أو "هوجة" فقط ،ولا ترقى اطلاقاً لمستوى الثورات . فالفساد طار رأسه ، ولكنه ينخر فى باقى الجسد ..والكل يبحث عن دور له ..ومنهم من كان يرتعد فى ظل النظام البائد ..فيبحثون الآن عن "قطعة" فى تورتة الثورة . أما الفلول الذين استفادوا فى ظل النظام السابق بشتى الطرق ..الآن يفعلون كل شىء وأى شىء من أجل افساد فرحة شعب ربما أسعدته هذه الثورة لأيام ..يمولون كل شىء من أجل اجهاض الثورة ليظهر للشعب أن السابق أفضل من الحالى والقادم معاً ، وللأسف استغلوا حالة التخبط فى كل شىء ..وزعوا الفتن ومعها اليأس فى نفوس البسطاء حتى سمعنا من يقول :"يا ليت يوماً من أيام المتنحى"، والجميع الآن يشاركهم مساعيهم الدنيئة ، فالكل يبحث عن دور فى المرحلة القادمة ..الكل يفتش عن مكان لم يكن يحلم به .وهذا الأمر بات غير مقبول على الإطلاق ، وباتت الغالبية العظمى من الشعب هم "المتضررون"من كل ما يحدث .يشعرون بأنهم انضحك عليهم مع التأكيد على خطأ المسئولين فى معالجة الأمور من البداية . أما الشعب فيبحث عن لقمة عيش باتت أملاً مستحيلاً .