بقلم إيمان حجازي بعد أن إستمر النظام السابق يهتك ويظلم ويبغى ويضطهد ويأكل الحقوق ويزور الحقائق طوال ثلاثون عاما حتى كاد الشعب يؤمن بأنه لن تشرق شمس يوم جديد , وعندما مات الأمل أو كاد وضاقت الصدور وإختنقت الدموع وأعمت العيون , فإذا بالمارد يكسر القمقم ويخرج صائحا مدويا لا للظلم لا للجبروت لا للموت , نحن شعب خلقنا للحياة , نحبها ونطلبها فتأتينا فتية عفية قوية مزيانة , نحياها وتحيانا بعدل وديمقراطية , يظلنا رب السماء بقرآنه وتسامحه وعفوه عن المسىء قبل كرمه للمصلح ولكن يبدو أننا قد أخطأنا حساباتنا , فالظالم أعوانه كثير وأياديه تضرب فى كل إتجاه , وتمتد بعمق تحت الجلد وفى الأعماق , فكلما أمسكنا بخيط بمجرم تبدى لنا غيره بل عشرات , وكلما إعتقدنا أننا فهمنا ما يحدث وأصبحنا نجيد اللعب معهم يتكشف لنا خبايا تعلن أنك أيها الشعب المسكين لم تكن يوما كفئا للعب معنا , فليس لديك أدوات خداعنا , وليست لديك حيلنا وأعمالنا البهلوانية وفى كل يوم ونحن نصارع هذه الأمواج العاتية من الظلم والفساد , يخرج علينا الكثيرين من الصفوة واللذين ندعوهم بالكبار يعلنو معرفتهم لأسرار , قد يعترفون أحيانا وأحيانا كثيرة يدافعون عن أنفسهم , يبررون أنهم كانو مستضعفين ,, ينفون عن أنفسهم تهمة الخيانة , يعلنون أنهم على أتم الإستعداد للشهادة بالحقيقة , إثباتا لأنفسهم قبل كل شىء , حتى قبلنا أنهم شرفاء ولكن للحق ,,, فلا هم ولا نحن كشعب مستضعف مغلوب على أمره نستطيع أن نصف أنفسنا بالشرف ,,, فكلنا مذنبون , كلنا مشاركون فى الظلم الواقع علينا والذى ظل يقع طوال ثلاثون عاما , كلنا متواطئون , سواء من شارك فى الظلم بأى درجة من الدرجات , سواء من وقع عليه الظلم وإرتضاه ولم يصرخ , سواء من رأى الظلم يقع على غيره ولم يشجب ولم يرفض ولم يعلو صوته ويقول يارب إرفع مقتك وغضبك عنا وعن أمة محمد أجمعين حقا كلنا مذنبون ونستحق العقاب ,, وربما يكون التأخير أو التباطؤ فى سير العدالة تخليص من ذنوبنا ,, صبرنا على الظالم وظلمه سنوات وسنوات , وعجبا لا نحتمل بطىء العدالة لشهور ,, فعلا أننا نستحق العقاب