بقلم أماني بدوي اليوم 13/4/2011القبض على الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك خبر وقع مثل الصاعقة على إذاني فهذا لم يحدث أبدا عبر عصور مصر القديمة والحديثة أن يعتقل أو يسجن رئيس مصري وكأن زلزال تسونامي ظهر في مصر لينزع البيوت من أماكنها ويقلب الأرض على جميع أحوالها الأخضر على اليابس ويحول الشمس إلى غيوم . اعترف أن الرئيس المخلوع قد جار على مصر وعلى أهلها ونسى انه مصري فما حدث للمصريين ليس بقليل بطالة وغرق عبارات وحوادث من جميع أنواعها اغتصاب تحرش سرقة إهدار في المال العام بيع أراضي وتسقيعها بيع بترولنا لدولة إسرائيل بأسعار زهيدة والآثار المسروقة لأصحاب النفوذ ومناجم الذهب والمحاجر والأراضي الزراعية التي تحولت للإسكان ولم يسكنها شباب مصر طبعاً أنشأت لنوعية من الناس نحن لم نكن منهم والقادر هو الا يدفع كل هذا وغيره كثيراً جداً . ولكن مع كل هذا لم أوافق على اعتقاله يكفي أنه ظل أمام شعبه لماذا لم نتركه يغادر بعيداً عن مصر بعد التنازل عن جميع أملاكه هو وأسرته مثل ما فعلنا مع الملك فاروق عندما صدر الإنذار الموجه إليهم اللواء أركان حرب محمد نجيب باسم ضباط الجيش ورجاله إلى الملك فاروق الأول أنه نظرًا لما لاقته البلاد في العهد الأخير من فوضى شاملة عمت جميع المرافق نتيجة سوء تصرفكم وعبثكم بالدستور وامتهانكم لإرادة الشعب حتى أصبح كل فرد من أفراده لا يطمئن على حياته أو ماله أو كرامته. ولقد ساءت سمعة مصر بين شعوب العالم من تماديكم في هذا المسلك حتى أصبح الخونة والمرتشون يجدون في ظلكم الحماية والأمن والثراء الفاحش والإسراف الماجن على حساب الشعب الجائع الفقير، ولقد تجلت آية ذلك في حرب فلسطين وما تبعها من فضائح الأسلحة الفاسدة وما ترتب عليها من محاكمات تعرضت لتدخلكم السافر مما أفسد الحقائق وزعزع الثقة في العدالة وساعد الخونة على ترسم هذا الخطأ فأثرى من أثرى وفجر من فجر وكيف لا والناس على دين ملوكهم. لذلك قد فوضني الجيش الممثل لقوة الشعب أن أطلب من جلالتكم التنازل عن العرش ومغادرة البلاد. والجيش يحمل جلالتكم كل ما يترتب على عدم النزول على رغبة الشعب من نتائج . فهل هذا سوف يسيء لسمعة مصر والمصريين أن تركناه يرحل هو وأسرته والله انا لا أرى فيه اهانة لنا المصريين هذا رأي الشخصي ولكن الاهانة توجد في محبسه مثلما فعل الأمريكان بالرئيس العراقي صدام حسين وحاكموه وليس أبناء وطنه الذين حاكموه فلماذا نضع عصبة الغضب فوق أعيننا ونزيل سحابة التسامح من قلوبنا نحن أهل مصر أهل الطيبة والكرم والعفو ياترى هل يوجد في قلوبنا ذرة عفو ونقول لهؤلاء الرؤساء الذين فرطوا في حق أبناء الوطن الواحد ( افعل يا أبن أدم كما تدين تدان ) وأوجه رسالة للرئيس المخلوع عن قصة ( الأسد والفأر) نام أسد فجرت على وجهه فأرة فهب من نومه مغضبا وأمسك بها وهم بقتلها لكنها توسلت إليه واستعطفته أن يتركها وشأنها ووعدته بأنه إن فعل فسوف ترد إليه إحسانه ومعروفه فتبسم ساخرا من قولها وأطلق سراحها. ولم يمض غير قليل حتى وقع الأسد فى حبال نصبها له الصيادون فشدوه بحبال متينة ودوى زئيره فى كل مكان فعرفت الفأرة أن مكروها نزل بالأسد فأقبلت تجرى وأخذت تقرض الحبال بأسنانها حتى خلصته ثم قالت: لقد سخرت منى يوم زعمت لك أنى لا أستطيع مساعدتك غير متوقع أن تنال من مثلى جزاء معروفك وهانت ذا ترى أن فأرة صغيرة مثلى تنقذ أسدا قويا مثلك . وفي النهاية أقول ولا تحتقر كيد الصغير فربما *** تموت الأفاعي من سموم العقارب فقد هد قدما عرش بلقيس هدهد *** وخرب فأر قبل ذا سد مأرب .