لماذا تغيرت تصريحات البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية تجاه السفر إلى القدسالمحتلة للعمل ؟ .. فقد فاجأ الجميع بفتوى جديدة لم نعهدها يبيح فيها للمسيحيين جواز السفر إلى القدسالمحتلة للعمل ، وتتناقض مع تصريحاته المستمرة في عدم جواز السفر مع استمرار المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلي. جاءت فتى البابا شنودة ردا على سؤال لأحد الحاضرين خلال عظته الأسبوية بخصوص إمكانية السفر للأراضي المحتلة بغية تحسين ظروف المادية، قائلاً له بأنه "يمكنك الذهاب إلى القدس للعمل طالما ستتعامل مع الفلسطينين"، وهو ما فتح البابا واسعًا أمام توجيه انتقادات واسعة من المثقفين الأقباط ضد البابا. جاءت الانتقادات خصوصًا لكونه دأب منذ جلوسه على الكرسي المرقسي على تأكيده رفض التطبيع احترامًا لمشاعر الأغلبية المسلمة في مصر، مشددًا على أن الأقباط لن يدخلوا القدس سوى وأيديهم بيد إخوانهم المسلمين وإلا تعرضوا لعقوبات كنيسة قد تصل للحرمان، مع الوضع في الاعتبار سيطرة الأحباش على دير سلطان الذي يخص الكنيسة القبطية منذ أن منحه لهم القائد صلاح الدين الأيوبي. يأتي ذلك في الوقت الذي أبدت فيه قيادات الكنيسة القبطية ردودًا متحفظة لتبرير تصريح البابا، حيث رفض الأنبا أرميا سكرتير البابا شنودة الثالث التعليق علي الأمر برمته قائلاً "لا تعليق علي كلام قداسة البابا". في حين برر القمص صليب متي ساويرس فتوى البابا بأنه أشار إلى عدم موافقته علي التطبيع مع الإسرائيليين، وقال في رده على السؤال إن العمل في القدس لا ضير فيه بشروط التطبيع مع الفلسطينيين. غير أن المفكر الدكتور رفيق حبيب أكد أن إجازة البابا للسفر إلى القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي من أجل العمل لا الحج تعتبر تمييزًا في غير محله، لأن السفر سيحتاج ببساطة إلى الحصول على تأشيرة من سلطات الاحتلال والتأشيرة والعمل كلاهما نوع من التطبيع، فالشعب الفلسطيني مجبر أن يكون تحت الاحتلال، ولكن أي مصري يعمل تحت الاحتلال يكون ذلك باختياره. ووصف الناشط القبطي بولس رمزي لمصادر اعلامية – مصريون - ما قاله البابا شنودة بأنه يدخل تحت بند "التهريج"، رافضاً أن يكون للبابا رأي في الأمور الحياتية الخاصة بالأقباط في الأساس، فهو رجل دين فقط، معتبرًا أن تراجع البابا شنودة عن موقفه السابق يؤكد موافقته على التطبيع منذ البداية. وكان الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني في الكنيسة أعلن في أغسطس الماضي أنه قام بزيارة القدس مرتين بموافقة البابا شنودة، وذلك خلال لقائه أقباط المحلة الكبري داخل كنيسة العذراء، وبرر الأمر بأنها كانت "مأمورية" إذ قال إنه كان مكلفًا حضور الحوار اللاهوتي بين الكنائس هناك.