نشر في يروي إحسان عبدالقدوس ذكرياته السينمائية إلى فيلم أبى فوق الشجرة ،والذى استمر عرضه ما يزيد على العام، وكان ذلك حدثاً سينمائياً فريداً فى وقته، وكان الفيلم من بطولة الفنان عبدالحليم حافظ ونادية لطفى والوجه الجديد أيامها مرفت أمين، وكان أكثر ما لفت الانتباه وأثار ضجة وقتها عدد القبلات التى حدثت بين بطل الفيلم عبدالحليم والفنانة نادية لطفى التى قامت بدور راقصة!! مع هؤلاء النجوم كان هناك أيضاً الفنان الكبير عماد حمدى، وكان الفيلم من إخراج الموهوب الرائع حسين كمال، وعن كواليس أبى فوق الشجرة يقول إحسان عبدالقدوس: وبعد سنوات حركنى خيالى إلى قصة أبى فوق الشجرة، وبدأت أكتبها كعمل أدبى لا علاقة له بالسينما.. وأنا عندما أكتب قصة طويلة أبدأ بتسجيل موضوعها على أوراق صغيرة قليلة.. ثم أبدأ فى تسجيل الشخصيات والمواقف فى أوراق أخرى.. وهذا الإعداد يتطلب منى شهوراً.. ثم بعد ذلك أبدأ فى كتابة فصولها للنشر. وكتبت من قصة أبى فوق الشجرة خمسة فصول من مسلسله كان المفروض أن تتطلب ثلاثة وعشرين فصلاً.. وبدأت أعلن عنها على صفحات روزاليوسف.. ونشرت الإعلانات فعلاً.. ولكن! فجأة تركت العمل فى روزاليوسف واجتزت مرحلة شخصية توقفت خلالها عن إتمام كتابة القصة كعمل أدبى.. ومرت شهور طويلة وأنا لا أكتب، ولا أفكر إذا كتبت فى نشر ما أكتبه.. ثم خفت على فكرة القصة أن تضيع من رأسى، وكانت شركة إنتاج سينمائى تبحث أيامها عن قصة، وتلح على إحدى قصصى، فقررت أن أعيد كتابة أبى فوق الشجرة كقصة سينمائية، ولأنى كنت أيامها أعانى من الإحساس بالفراغ، فقد قبلت أن أشترك- ولأول مرة- فى كتابة السيناريو والحوار. وقد عرضتنى هذه التجربة لمشكلة العمل الجماعى، وما يمكن أن يؤدى إليه من مناقشات وخلافات، وقد حدث بعد أن انتهيت من كتابة السيناريو والحوار، أن أعادت إلى الشركة مع رجاء إجراء بعض التعديلات.. ورفضت الموافقة على إجراء أى تعديل، رغم أن التعديلات المطلوبة لم تكن كبيرة أو تمس صلب الموضوع.. إنما كانت تعديلات تفرضها عقلية صاحب رأس المال.. كزيادة عدد الرقصات، أو زيادة عدد القبلات، أو تركيز الصورة على البطل.. أو.. أو.. والواقع أنى كنت قد زهقت من العمل الجماعى الذى يتطلب غالباً تحقيق رغبة أمزجة شخصية للعاملين فى الفيلم، ولو سردت الأسباب الشخصية التى تدفع إلى إجراء تعديلات فى سياق الأفلام.. كل الأفلام، لاحتجت إلى كتاب كامل يضم كل أسماء الفنانين والفنانات الكبار المشهورين.. فاتن.. وسعاد ونادية وماجدة وفريد الأطرش وعبدالحليم وصباح.. و.. و.. وطبعاً فرض صاحب رأس المال إرادته على فيلم أبى فوق الشجرة واستعان ببعض الزملاء الأدباء لإجراء التعديلات التى يريدها.. ومع نجاح الفيلم بعد ذلك- وهو ما أعتز به- إلا أنى مازالت غير موافق على التعديلات البسيطة التى تمت.