لم تكن العباره استفتاح لمحاكمه مبارك قدر ما كانت اختتام لثوره الشعب المغيب .... لم يكن القفص تقييدا لحريه الرجل ونظامه بل جدارا عازلا لحمايته ورجاله... تماما ...كما خدعنا انفسنا باننا خلعنا رئيس هو من اعلن بقراره تنحيه.... ونقل السلطه بهواه لمن اراد ان يخلفه .... كانت اياما نقيه تعانقنا فيها بقلوب ثورية المقدمات وعقول طفوليه اثبتتها النتائج.... في ذكرى الثوره هذا العام فتح الله علينا بعمره لبيته الحرام ...ما استوقفنى كثيرا ...انه فى الاعوام الاربعه الماضيه لم ينقطع المصريين عن الدعاء لبلادنا بصلاح الحال وتغير الاحوال وكنا وبخاصه فى الاعوام الاولى نتباهى ونشد على ايدى من يحج او يعتمر بذلك الفرض الوطنى ..فهل حقا ما نحن عليه الان هو الصلاح ام ان الدعاء بحاجه لاخلاص من قلوب المصريين؟؟ كنت افترش الساحه المكيه انتظارا للصلاه واذ بأسره تجاورنا يبدو منها السمت الخليجى..ولم يصعب على فراستى ان احدد هويتها فرجالها يرتدون جلابيبا ذات تصميم اماراتى شهير.... انشرح قلبى سرورا فقد جاورونا الاحبه من ساعدونا بمحبه فى ثوره ?? يونيو وبيننا اخوه وموده... ابتسمت لهم مرحبا باخلاص فبادلونا التحيه...بكى طفلى الصغير فوجدت يدا تمتد اليه لتهدئه حملت فى تجاعيدها امومه سنين مانحه له قطعه من الحلوى هدأت روعه ... ابتسمت شاكرا....ذلك هو الكرم الاماراتى لا شك ... حانت الصلاه واذا باحد شباب الاسره وجدنى انهض فافترش لصلاتى سجادته ....اخجلنى ذوقه فشكرته ...فاستعفف بصمت كريم ...فقلت لنفسى حقا شعب عظيم... انتهت صلاتى وقلبى ملئ بالمحبه لاخى فالله ..سارعته التحيه فبادر بالقبول قائلا لابنى (المصريين مميزين الملامح ربنا يحميك ويخليك لابيك) ...سائلا عن اسم الصغير ..فرددت (اياد) ..صاح الرجل مناديا لامه واخوته فتعجبت .. اسمه اياد ... احتضنت الاسره الطفل الذى اطمئن لهم مقبلينه ... لم اتعجب من تلك القلوب المحبه لحظه فيوميا اشاهد بتلفازى واستمع من اعلامينا عن مدى محبه الشعب الاماراتى للمصرين..وها انا ألمسها بيدى... اخيرا صدق اعلامنا ولو لمره ...على الاقل زرع فينا غصون المحبه بدلا من الكره والحقد المسيس.. شكرت الاسره مودعا ومجاملا ...ليس غريبا عليكم أل زايد اهل الامارات تلك الرحابه والكرم .. اشكركم ابتسموا جميعا قائلين ...نحن اخوه فالله لكن....(اننا من فلسطين) كانت التجربه ثريه وموجعه...ووجدتنى اطلب الانصراف بعد الامتنان ... لكننى وبعد ان ابتعدت إلتفت للشاب لأسأله ...انت عارف انى مصرى مالبدايه....فأجاب (طبعا انتم مميزون ) فأبتسمت.....قائلا له ....اسمك ايه ؟؟ فرد قائلاااااااا...( إياد).... باختصاااااار.... ( الفلسطنيون شعبا ليسو اعداء لمصر ...انت ببلدك مواطن لا يملك القرار فكيف لك ان تحاكم شعب فلسطين المحتل وتعاديه وتحاصره بكرهك له بدعوى انهم كلهم حماس ....حروب الانظمه لا تعرف الانسانيه فلا تحرقو ضمائركم بنيران حقدها )