اعتبر خبراء ومسئولون رسميون في الولاياتالمتحدة ان اعلان الانتصار بعد مقتل اسامة بن لادن كان سابقا لاوانه معتبرين ان تنظيم القاعدة الذي يدعم الحرب في سوريا هو اليوم اقوى واخطر من اي وقت مضى. وقالوا إنه اذا كان القادة التاريخيون الذين نجوا من حملة التصفية الهادفة لواشنطن بصواريخ الطائرات بلا طيار، ما زالوا ملاحقين بلا هوادة في المنطقة الباكستانية الافغانية، فان التنظيم قد قوي واجتذب اتباعا في الشرق الاوسط وافريقيا وما زال يهدد اوروبا واميركا. قال بروس ليدل العضو السابق الواسع النفوذ في وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية والعضو اليوم في بروكينغز انستيتيوشن أن "الربيع العربي شكك في طروحات القاعدة" مشيرا إلى أن "التغيير لم ينجم عن الرعب بل عبر تويتر لكن كل شيء قد تغير اليوم. وأضاف أن أطروحات القاعدة قد تثبتت في 2013 وخصوصا في مصر بعد أن انتصرت الثورة واطاح الجيش بالحكومة والرئيس الإخوانى . ويقول الجنرال المتقاعد في البحرية جيمس ماتيس الذي تولى من 2010 الى 2013 القيادة المركزية للجيش الامريكي المسئولة عن الشرق الاوسط وجنوب شرق آسيا، ان "التهاني التي تم تبادلها قبل سنتين على اثر الاعلان عن مقتل زعيم القاعدة كانت سابقة لاوانها وفقدت مصداقيتها اليوم". واضاف في كلمة القاها خلال ندوة نظمها مركز جيمستاون للدراسات ان "تنظيم القاعدة يتسم بالمرونة وقادر على التأقلم رغم تلقى قادته ضربات موجعة لكنه ما زال ينتشر، وهو يستفيد فى عدد متزايد من المناطق". وقالت السناتور داين فينستين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ردا على سؤال عن هذا الموضوع أن "الارهاب يتفشى في العالم الاحصاءات تؤكد ذلك وعدد الضحايا يزداد ثمة مزيد من المجموعات ومزيد من المتطرفين ومزيد من الجهاديين العازمين على القتل لبلوغ اهدافهم". ويقول الخبير بروس هوفمن من جامعة جورجتاون ان "الاوكسيجين الذي يغذي القاعدة هو وصولها الى معاقل ومناطق تستطيع التحرك فيها. ومن المؤسف القول انها تمكنت في السنتين الماضيتين من الاستقرار في عدد كبير من هذه المناطق الخارجة على السلطة المركزية وعلى طول حدود مختلف عليها او في بلدان تصعب السيطرة عليها". واعتبر المتحدثون في الندوة ان الحرب الاهلية في سوريا تشكل للحركة الجهادية الدولية ارضية ملائمة لم تستفد منها منذ الانتفاضة ضد السوفيات في افغانستان. واكد الاسترالي ديفيد كيلكولن المتخصص بالحركات الجهادية وعمل مستشارا للقيادة الاميركية في العراق ان "المجموعات التي تدور في فلك القاعدة انشأت في سوريا تحالفا يضم 45 الف مقاتل على الاقل، اي ضعف عدد المقاتلين الطالبان في افغانستان". وأضاف أن "القاعدة تقوى على كل الجبهات أصيبت قيادتها بالوهن لكن لم يتم القضاء عليها". وقال بروس هوفمن :"مع التدريب الذي يحصلون عليه في سوريا، ثمة امكانية كبيرة لان يكونوا خلال السنتين المقبلتين قادرين على تنفيذ الامنية الاخيرة لاسامة بن لادن وهي شن هجوم شبيه بالهجوم على مدينة مومباي الهندية في اوروبا".